أجرى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة مباحثات مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، الذي يزور عمان حاليا، تم خلالها استعراض تطورات الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية. ووفقا لما جاء على وكالة «قنا» القطرية للانباء فقد تركز جزء كبير من المحادثات، التي جرت الليلة الماضية، على تطورات الأوضاع في سوريا وانعكاساتها الإنسانية على دول الجوار وخاصة الأردن وتركيا ولبنان وأهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في هذا الإطار، حيث أشار جودة بهذا الصدد إلى استضافة الأردن أكثر من 530 ألف سوري على أراضيه. وأكد الطرفان على أهمية الإسراع في التوصل إلى حل سياسي يؤدي إلى وقف نزيف الدماء ويحافظ على أمن وأمان سوريا ووحدتها الترابية ويضمن مشاركة كافة مكونات شعبها. واطلع جودة نظيره التركي على نتائج زيارته إلى روما وموسكو ولقائه بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ومباحثاتهما للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. وعرض جودة الجهود الأردنية الرامية إلى استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وصولا إلى الهدف المنشود المتمثل بتجسيد حل الدولتين من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب اللقاء قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن اللقاء كان فرصة للتحدث والتشاور والتنسيق الذي يحرص الطرفان عليه خاصة ما يتعلق بالملف السوري على ضوء نتائج لقاء وزير الخارجية الأمريكي بنظيره الروسي. وأكد أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، مشيرا إلى الجهود المبذولة بهذا الإطار من قبل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري واتصالاته مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكدا أن الأردن صاحب مصلحة أساسية في هذا الشأن. وأشار الوزير الأردني إلى التطور الخطير في القدس أمس الأول والتصعيد الذي تمثل بمنع المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى واعتقال مفتي القدس وإدانة الأردن الشديدة لهذه الإجراءات أحادية الجانب والإجراءات التي تم اتخاذها بهذا الخصوص، مؤكدا أن القدس بالنسبة للأردن هي خط أحمر. وأكد تطابق المواقف حول الأزمة السورية بين الأردن وتركيا، مشيرا إلى أن إعلان جنيف يشكل منطلقا للحل المنشود حيث تم الاتفاق بين روسيا وأمريكا على التحاور والتباحث بتشكيل حكومة انتقالية بالتوافق. من جهته، أشار وزير الخارجية التركي إلى أن الأردن وتركيا أكثر الدول تأثرا بالأزمة السورية من الشمال ومن الجنوب ولديهما في كلا البلدين أوضاع إنسانية صعبة. وقال "نريد رؤية سوريا مستقرة وقوية ونتطلع للأردن كشريك فاعل للعمل معه والتنسيق معه بخصوص الأزمة السورية"، مضيفا "لدينا قلق مشترك مع الأردن ولدينا اتصالات مع أطراف عديدة مثل روسيا لإنهاء الأزمة التي نتج عنها مائة ألف ضحية وملايين النازحين واللاجئين داخل الأراضي السورية وخارجها والذين يحتاجون لمساعدات إنسانية". وأكد أن فلسطين قضية محورية بالنسبة لتركيا وإقامة الدولة الفلسطينية قضية مبدئية، مثمنا في هذا الصدد جهود الأردن لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.