ألقت صحيفة «الفاينانشال تايمز» الضوء اليوم على «شهية» المعارضة السورية المسلحة للحكم في المناطق التي انسحبت منها سلطة الدولة المركزية ، وتفتقد الإمكانات و«الفساد»!. و تجولت مراسلة «الفاينانشال تايمز» في بعض القرى السورية بمحافظة حلب الشمالية على الحدود مع تركيا، وكتبت تقرير بعنوان « أكياس القمامة تثير شهية المعارضة السورية المسلحة للسلطة المحلية»، عرضت المراسلة من خلاله تجارب مقاتلي المعارضة في «تعلم الحكم في البلدات والقرى التي انسحبت منها سلطة الدولة المركزية». ففي قرية «باب السلامة»، وضع المجلس المحلي أمامه لافتة كبيرة تحمل تحذيرا من السجن والغرامة لأي شخص يلقى القمامة في الشارع،غير أن المراسلة تنقل عن رئيس المجلس خير الدين الأحمد وقائد الشرطة، وهو من نفس العائلة، قولهما إن هذه اللافتة «لردع الناس فقط». وهنا يشير التقرير إلى أن الكثير من المجالس المحلية الجديدة، التي حلت محل السلطة المركزية المنسحبة «غير منتخبة تقع فريسة آليات القوة لدى الجماعات المسلحة المحلية». وفي مكتبه يضع الأحمد، كما تقول المراسلة علمين، الأول هو علم الثورة السورية، والثاني راية سوداء تمثل المتشددين الإسلاميين. وتقول مراسلة صحيفة «الفاينانشال تايمز» إن هذه المناطق تعاني، فضلا عن ذلك، من نقص الموارد والمساعدات الإنسانية التي وعدت بها الدول الكبرى. وفي قرية أعزاز المجاورة، يعرض التقرير نموذجا آخر لغياب المحاسبة،وهو نموذج تعكسه، كما تقول المراسلة، شعارات «جرافيتي» مرسومة على الأبنية تصف أعضاء المجلس المحلي بأنهم « لصوص الخبز». وفي قرية صوران ، تختلف الصورة نسبيا،فالناس يرون سقوط المطر عليهم منذ اندلاع الثورة في عام 2011 تدخلا من السماء بعد سنوات من الجفاف. غير أن المفارقة هي أن المنطقة ، كغيرها من المناطق، تعتمد في بيع محاصيلها على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، وهذا يعني أن الحكومة لم تشتر، كما فعلت العام الماضي، محصول القمح من مزارعي قرية صوران وجوارها. وتنقل المراسلة عن ، ياسر حمشو، أحد مسئولي مجلس صوران المحلي قوله «لقد بح صوتي من الحديث ومناشدة العالم بأن ينتبه إلى احتياجاتنا ولكن لا أحد يسمع».