تحتفل سوريا اليوم الموافق 17 أبريل بيومها الوطني الذي يخلد جلاء آخر جندي أجنبي عن أراضيها في عام 1946، حيث انسحبت بقايا قوات الانتداب الفرنسي وقوات الجيش الثامن الإنجليزي من سوريا، لتصبح البلاد متخلصة تماماً من الوصاية الأجنبية، وفي هذا العام أيضا تم تدشين النصب التذكاري لشهداء الثورة السورية الكبرى في بلدة "القريا". على الرغم من مكانة هذا اليوم التاريخي عند السوريين، إلا أن سوريا تشهد احتجاجات وأعمال عنف، منذ أكثر من عامين، سقط فيها آلاف القتلى، كما يتم إجلاء العشرات يومياً إلى دول الجوار، وأدى النزاع المسلح في سوريا إلى مقتل أكثر من 70 ألف شخص، حسب الأممالمتحدة.
عفو عام وبمناسبة عيد الجلاء أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الثلاثاء، مرسوما يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ اليوم وذلك عشية احتفال البلاد بعيد الجلاء.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أن الأسد أصدر المرسوم التشريعي رقم "23" القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ اليوم 16 ابريل 2013". وكان الأسد أصدر في 2012 مرسوما بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة سابقاً، وكان هذا العفو السابق يشمل جرائم حمل وحيازة الأسلحة والذخائر من قبل المواطنين السوريين بدون ترخيص والعقوبات المنصوص عليها في قانون التظاهر السلمي، بالإضافة إلى جرائم الفرار الداخلي والخارجي المنصوص عليها في قانون العقوبات العسكرية.
كما أصدر الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء أمس بلاغا يقضي بتعطيل الجهات العامة يومي الأربعاء والخميس الموافقين للسابع عشر والثامن عشر من شهر نيسان الجاري وذلك بمناسبة عيد الجلاء.
وينص البلاغ على مراعاة أحكام الفقرة ج من المادة 43 من القانون الأساسي للعاملين في الدولة بالنسبة للجهات التي تتطلب طبيعة عملها أو ظروفها استمرار العمل فيها.
استخفاف المعارضة في المقابل اعتبر معارضون أن العفو يمثل لفتة لا معنى لها لأنه لم يتطرق إلى المعتقلين السياسيين؛ وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري المستقيل معاذ الخطيب إن "تخفيف الأحكام تلك ستعد لفتة إيجابية إذا تم الإفراج عن النساء والأطفال المعتقلين خلال الأيام المقبلة".
وقال الخطيب على صفحته بموقع فيسبوك إنه يريد "عفوا عن الجرائم والإفراج عن كل الأبرياء المعتقلين الذين يزيد عددهم عن 160 ألف شخص بينهم النساء والأطفال" معتبرا أنه إن حدث ذلك فإن هذا سكون بمثابة "إحدى علامات حل سوري".
من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إنه العفو ليس كافيا لأنه لم يشمل السجناء السياسيين.
وأضاف: "كثيرون سيتساءلون ما الفائدة منه إذا كان اعتقال الناشطين السياسيين مستمرا يوميا"، حسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز.
وأوضح أنه "أكيد من وجود عشرات آلاف المعتقلين"، لافتا إلى أن "أشد ما يقلقه هو توقف الحكومة عن الحديث عن السجناء السياسيين".
جرح بليغ من جانبه شدد رئيس الحزب "السوري القومي الاجتماعي" في لبنان النائب اسعد حردان على أن انتصار سوريا على الإرهاب والتطرف هو أمر حتمي وسيؤسس لمعادلات جديدة ليس على صعيد المنطقة وحسب بل على صعيد العالم كله.
واشار حردان في برقية تهنئة أرسلها إلى الريس السوري بشار الأسد بمناسبة "عيد الجلاء" الثلاثاء إلى أن "محور المعادلات التي سيؤسسها الانتصار في سورية هي الدول التي تمثل تاريخا حضاريا وقيما إنسانية وتتمسك بحقها وحقيقتها"، وأضاف أن "هذا هو دأب سورية التي احتضنت المقاومة وشكلت قلعة قومية للصمود في مواجهة العدو الصهيوني".
وقال حردان إن "الجرح السوري المفتوح على الآلام والمعاناة بسبب الإرهاب الدولي والتطرف المتعدد الجنسيات هو جرح بليغ جدا لكن سوريا التي واجهت على مر تاريخها ظروفا أشد قساوة قادرة اليوم على بلسمة جراحها النازفة".
وعلى جانب آخر يسعى المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى أن يكون مبعوثا للأمم المتحدة فقط، والتخلص من ارتباطاته بالجامعة العربية التي "اتخذت نهجا لم يعد يضمن حياده"، وفقا لدبلوماسيين بالمنظمة الدولية.
وأوضح دبلوماسيون بالأممالمتحدة أن الإبراهيمي "يشعر باستياء متزايد من تحركات الجامعة العربية للاعتراف بالمعارضة السورية وهو ما قوض دوره وسيطا محايدا".
وقال أحد الدبلوماسيين: "الممثل المشترك يشعر أن نهج الجامعة العربية جعل من الصعب عليه أداء مهمته"، حسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز.
وأضاف: "يشعر الإبراهيمي أنه سيكون من الأفضل أن يكون ارتباطه بالأممالمتحدة فحسب في هذه المرحلة لضمان حياده".