أكد الكاتب الصحفي جمال الغيطاني على أنه يتوجب على الإعلام المصري الحر المستقل أن يلقي الضوء على ما يحدث داخل سيناء، وذلك لأن هناك حالة من الضباب التي تغلب على الأجواء في سيناء بشكل كبير خاصة في الشهور القليلة الماضية. وأضاف في لقاء تليفزيوني في برنامج "في الميدان" على قناة "التحرير" أن تصريحات المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين "محمد مهدي عاكف" بخصوص الأوضاع في سيناء يجب أن توضع تحت الاختبار والتحقيق، حيث قال أن أهل سيناء جواسيس بطبيعتهم، فمنهم من يعمل مع المخابرات المصرية، وجزء لإسرائيل والجزء الآخر يعمل لصالح فلسطين.
وأشار إلى أن النظام الداخلي لجماعة الإخوان المسلمين والقائم على السمع والطاعة لا يمكن أي مسئول إخواني إن كان سابق أو حالي بأن يدلي برأيه الحر المطلق دون الرجوع لجماعة الإخوان المسلمين أو دون أن يأخذ في الحسبان أهداف الجماعة وخطواتها وحساباتها، وبالتالي يجب أن تؤخذ تصريحاتهم بجدية تامة.
وأعلن أن سبب المشكلة الحقيقية في سيناء هو إهمال الدولة لمشروعات التنمية العمرانية والاقتصادية والخدمية في سيناء، الأمر الذي همش سيناء وجعلها مأوى لكثير من الجماعات الجهادية المتطرفة التي تأتي إليها من جميع أنحاء العالم وخاصة بمنطقة جبل الحلال.
وقال أن مصر في عهد الرئيس محمد مرسي أصبحت جاهزة ومستعدة لسلخ أجزاء منها جنوباً وشرقاً وغرباً لصالح دول الجوار، فتصريحات الرئيس بخصوص حلايب وشلاتين مُخيفة، كما أن الرئيس لم يكذب تلك التصريحات ولم ينفيها بشكل قاطع جازم، فمن الواضح أن الرئيس لا يعلم الكثير عن ملف حلايب وشلاتين أو أن هناك شيء ما يخطط على مستوى عالي دون أن يعرف الشعب.
وأكد على أن المشكلة الحقيقية في مصر تكمن في أن من يحكم مصر حاليا لا يؤمن بفكرة الوطن وإنما يؤمن بفكرة الأمة ككل، وبالتالي لا يوجد لديه ما يعنيه في اقتطاع أجزاء من مصر وإعطائها لشعوب آخرى لأنها تنتمي لنفس الأمة التي يريد أن يمارس فكرة الخلافة عليها، أما الشعب فيؤمن بفكرة الوطنية التي تعد جزء أصيل من كيانه.
وأعلن أن أكبر خطر يواجه أمن مصر القومي حالياً هو الرئيس محمد مرسي، ولكي يتم تخطي هذا الخطر يجب أن يتم الإفصاح عن حقيقة وطبيعة العلاقة بينه وبين حركة المقاومة الإسلامية - «حماس»، فالمواطن المصري يشعر أن حماس أصبح لها دور كبير في مصر، ذلك بجانب أن هناك فكرة التفريط الواضح في أجزاء هامة من الأراضي المصرية.
وأضاف أن هناك الكثير من الأمور التي يجب على السلطة المصرية أن توضحها للشعب، فالشفافية غائبة تماماً سواء سياسياً أو اقتصاديا، كما أن طبيعة العلاقة بين الرئاسة ومكتب الإرشاد غير واضحة ومخيفة، فلأول مرة في تاريخ مصر يصبح هناك سلطة تعلوا سلطة حاكم مصر.