قال غالبية الحضور في مناظرة أقيمت بالقاهرة مساء أمس الثلاثاء، إن المعارضة المصرية أضاعت فرصها نحو الإصلاح وخذلت الناس في وقت يحتدم فيه الخلاف السياسي وتزداد الاضطرابات في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان. وقال 79 بالمائة من الحضور، إن "المعارضة المصرية أضاعت فرصها نحو الإصلاح وخذلت الناس" بينما عارض هذا الطرح 21 بالمائة من الحضور إلا أن الفارق تقلص عند إعادة التصويت في نهاية المناظرة ليصل إلى 71.3 مقابل 28.7.
وأجريت المناظرة التي تبث على محطة تليفزيون «دويتشه فيليه» الألمانية وبعض المحطات المحلية الأمريكية بين الدكتور هشام هيلر الزميل غير المقيم في معهد بروكينجز بواشنطن والذي يؤيد أن المعارضة أضاعت فرصها في مواجهة حسام فارس عضو حزب الدستور وجبهة الإنقاذ الوطني التي تمثل المعارضة.
عقدت المناظرة في قاعة مؤتمرات الأزهر بالقاهرة ضمن سلسلة حلقات «حوارات العرب الجديدة» التي أسسها ويديرها تيم سيباستيان الإعلامي المخضرم والمراسل السابق لتليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» تحت رعاية برنامج شراكة تابع لوزارة الخارجية البريطانية والوكالة السويدية للتعاون الدولي بهدف تشجيع الشباب على المشاركة في تطوير الحياة السياسية في بلدانهم من خلال التحاور.
وقال هيلر إن المعارضة "لا يمكنها توجيه الناس أو حشدهم المعارضة تلهث خلف الشارع الذي من المفترض أن تقوده، أضاعت قيادة المعارضة فرصها وخذلت الناس بما في ذلك شخصيات عظيمة داخل المعارضة نفسها".
وتابع هيلر قائلا، "يستحق المصريون قيادة للمعارضة تقودهم وتلهمهم وتعطيهم الأمل عندما تكون لدينا حكومة سيئة نكون بحاجة إلى معارضة أفضل كثيرا".
وأشار هيلر إلى أن المعارضة كان عليها أن تدخل في حوار مع السلطة حتى وأن انسحبت بعد ذلك إذا وجدت أن الحوار غير موضوعي أو لا يستند إلى أساس أو آليات للتنفيذ.
لكن فارس شدد على أن المعارضة لا ترفض الحوار بشكل مطلق، وقال"نحن منفتحون على الحوار مع الجميع، الرئيس دعا إلى حوار مبهم وبدون جدول أعمال وبدون آليات تنفيذ لما يتم الاتفاق عليه... إلى أي حوار نذهب؟".
وكان المعارض المصري البارز محمد البرادعي قد حدد يوم الاثنين ثلاثة شروط لإنهاء مقاطعة الرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسى والعمل من أجل توافق وطني.
وقال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، "سنبدأ الحوار في ظل ثلاثة شروط، حكومة محايدة يرأسها رئيس وزراء له مصداقية ونائب عام مستقل وأن تكون هناك لجنة لإعداد قانون جديد يضمن انتخابات نزيهة".
والبرادعي هو المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنية التي تضم أحزابا ليبرالية ويسارية وهددت في السابق بمقاطعة الانتخابات العامة التي كانت مقررة في إبريل الجاري وتأجلت حتى الخريف بعد حكم محكمة قضى ببطلان قانون الانتخابات.
وأتاح التأجيل فرصة للتعاون بين مرسى وجماعة الإخوان المسلمين المنتمى إليها وبين منافسيهم لكن شكوكا عميقة متبادلة وموجات من العنف السياسي قللت من احتمالات نجاح مثل هذا الحوار السياسي.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الثلاثاء، إن الحكومة طلبت من خبراء قانونيين اقتراح تعديلات على الدستور الجديد مما يشير إلى سعيها لمعالجة بعض مخاوف معارضيها الليبراليين واليساريين.
ودافع فارس عن الدور الذي تلعبه المعارضة قائلا، "المعارضة تكونت بصورتها الحالية منذ أربعة أشهر فقط، والآن تقدم حلولا لدينا برنامج اقتصادي وبرنامج سياسي وبرنامج اجتماعي وبديل للدستور وحكومة موازية تتشكل لكن المعارضة لا تملك آليات لتنفيذ القرارات لكن تقدم الاقتراحات للحكومة".
وسأل المحاور عن إمكانية عودة الجيش للمشهد السياسي وسط تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد فقال هيلر، "هناك سيناريوهات عديدة هذا السيناريو من بينها".