أعرب الأستاذ نبيل فهمي من المملكة المغربية عن حزنه لما يجرى في مصر حاليا من اشتباكات، وسيل الدماء المصرية في الشوارع والأزقة، جاء ذلك خلال حواره مع "شبكة الإعلام العربية محيط" على هامش مهرجان "ألوان أسفي الدولي للفنون التشكيلية" الذي أقيم في مدينة "آسفي" بالمغرب. وقال فهمي ل"محيط" أن مدينة "آسفي" تقع في الجنوب الغربي من المملكة المغربية، تمتاز بقدم تاريخها وثقافتها المتميزة وانفتاحها عبر المحيط على العالم عن طريق الميناء، تعتبر عاصمة السمك بامتياز؛ وهذا ما حفز منظمي مهرجان "ألوان آسفي" – جمعية "ودادية سيدي واصل" و"دار ألوان" - أن يؤسسوا لتجربة فنية تشكيلية متميزة تنفتح على مستوى كل دول العالم. ونظرا لعلاقة الأستاذ فهمي بد. رشيد نعيم رئيس المهرجان سعى أن يكون ضمن هيكلة المهرجان كأحد المساندين لهذه التجربة، وتم وضع التصور وتحديد الخطوات التي يجب اتخاذها، كما تمت انعقاد الدورة الأولى من المهرجان والأمل في استمراريته. الأستاذ نبيل فهمي هو أيضا مؤسس مهرجان "أزمور الدولي للفن التشكيلي" والذي اقيمت منه دورتين، وكانت مصر ضيف شرف الدورة الأولى منه، والسعودية ضيف شرف الدورة الثانية بحضور فنانين من دول عربية وعشر دول أجنبية، لازالت بصماتهم موجودة بداخل أزقة ودروب المدينة العتيقة بأزمور. يتعاون فهمي أيضا مع مجموعة من المهرجانات التشكيلية داخل المغرب وخارجها، من بينهم مهرجان "أصفاد"؛ حيث يقوم بترشيح الفنانين العرب المشاركين فيه، كما يتعاون مع الفنان نور الدين التباعي رئيس مهرجان "قلعة مجونة" الذي وضع تصور العام الماضي بحيث تكون الملتقيات الشهرية والسنوية التي يقيمها إشعاعا كبيرا للفنون التشكيلية. كما يقوم فهمي بترشيح الفنانين المغاربة للمشاركة في سيمبوزيوم "أهدن الدولي للفنون التشكيلية" بلبنان. وعلى الرغم من أن فهمي لم يكن فنانا تشكيليا إلا أن طبيعة مدينة "أزمور" التي يعيش فيها هي ما دفعته لذلك بحسب قوله؛ حيث أنها مدينة تشكيل بامتياز كما قال، فهي تنتصب على النهر والبحر وتحيط بها الغابة من كل الجوانب؛ ولذلك تعد كلوحة تشكيلية. كما أن كل أبناء أزمور فنانين بالفترة، ومن بين فنانيها الكبار عبد الكريم الأزهر، عبد الرحمن رسول، أحمد الأمين، زين العابدين آمين، وغيرهم الكثير. وهذا هو الدافع الذي جعله مسئولا عن تنظيم بعض المهرجانات داخل المغرب. وبسؤاله كيف رأى ثورة 25 يناير المصرية؟ قال فهمي: كأي إنسان عربي بسيط له حلم العيش في جو من الديمقراطية، وكأي دولة في العالم شعرت بالارتياح في بداية الثورة المصرية، انخرطت معكم بكل جوارحي، وتتبعت الثورة خطوة بخطوة، لدرجة أن كل أبنائي كانوا يرفعون شعارات "أرحل"، لكن الأوضاع الحالية التي تعيشها مصر تحزنني؛ لأنني اعتبر مصر بلدي الثاني بعد المغرب، اعشقها حتى الجنون، لها مكانة خاصة في قلبي، ما أشاهده الآن من دماء تسيل في الأزقة تحز في نفسي، ولكن دائما في تواصلي مع أصدقائي المصريين أقول ربنا يحفظ مصر الحبيبة. أما عن تنظيمه مهرجانا تشكيليا في مصر فأكد فهمي أنه على علاقة وطيدة بفنانين وفنانات من مصر، وهناك عرض يعمل عليه الآن مع صديقه الفنان محمود منيسي، وهو عبارة عن مشروع سيتم بلورة أفكاره قريبا فيما بينهما، على أن يقام حدث تشكيلي في مصر والمغرب. أما عن النشاط القادم لنبيل فهمي فصرح بأنه يستعد لإقامة مهرجان جديد في شهر مايو المقبل في مدينة "أزمور"، ومن بعده مهرجان "أصفاد" في شهر يونيو، كما هناك مجموعة من الأنشطة الفرعية عبارة عن محترفات ستكون في "قلعة مجونة" بصدد الاستعداد لها برفقة الفنان نور الدين التباعي، وكذلك إقامة محترفات فنية ستكون عبارة عن ملتقى دولي يحضره مجموعة من الفنانين المهتمين، ولكنها ستكون ذات موضوع محدد ولمدة عدة أيام، كما ستكون الإقامة في "قلعة مجونة". وحكى فهمي ل"محيط" عن العادات والثقافات المغربية، وقال أن المغرب ثقافتها متجذرة عبر سنين، فكل منطقة لها ثقافة معينة وعادات معينة، هذا التنوع الثقافي والجغرافي داخل المغرب اعطاها جمالا بشكل أكبر، فإذا توجهنا نحو الشمال سنجد مغرب من نوع خاص بتقاليد وعادات خاصة، وفي الجنوب نجد عادات وتقاليد أخرى، ولكن هذا الاختلاف والتنوع سر جمال المغرب. أما عن "أزمور" فهي مدينة قديمة قدم التاريخ؛ حيث أن هناك مجموعة من الدراسات التي تؤرخ لأزمور أنها أنشأت عام 1400 قبل الميلاد، وبالتاي مرت حضارات كثيرة على هذه المدينة، وهذا على الرغم من أنها مدينة صغيرة لازالت في إطار التطور بشكل بطيء، سكانها كباقي سكان المغرب يتميزون بالكرم، تلقائيتهم، بساطتهم. يتنشق الزائر لها حين تجوله في الأزقة والشوارع عبق التاريخ الذي يعكسه سور المدينة الذي يعود إلى 500 عاما مضت؛ حيث تم بناءه عام 1500 ميلادية، الذي مازال يعطيها رونقا وجمالا آخر. مؤكدا: "هي مدينة سحرتني وعشقها كل من قام بزيارتها.. عندما تخرج منها تشعر بإنجذاب نحوها في كل لحظة". وأنهى الأستاذ نبيل فهمي حديثه مع "محيط" بأن مصر تسكن قلبه، لم يزورها من قبل، لكن عما قريب سيكون بين دروب حضارت مصر.. أهراماتها.. تاريخها؛ ليحتفل مع أصدقائه المصريين احتفالا رائعا.