أنا كثير الشرود أثاء الصلاة وأحيانا من كثرة تفكيري أنسى كم ركعة صليتها، وهذا أمر يقلقني ولا أعرف هل تقبل الله صلاتي أم لا وهل أعيدها ؟ الدكتور شعبان مطاوع عبد العاطي أستاذ الفقه المقارن: الواجب العناية بالصلاة ووالاقبال عليها والاطمئنان فيها حتى تؤديها بحقها وقد قال الله تعالي "قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون"، فلما رأي النبي صلى الله عليه وسلم رجلا لا يتم صلاته ولا يطمئن فيها أمره بالعبادة فعن أبي هريرة أن رجلا دخل المسجد فجاء للنبي صلى الله عليه وسلم يسلم فرد عليه السلام، وقال "ارجع فصل فإنك لم تصلي" ، ففعل ذلك ثلاث مرات فقال " والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني "، فقال : "إذا قمت إلي الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتي تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ،ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها".أجمد والبخاري .
فإذا علمت أنك في الصلاة بين يدي الله سبحانه فإن ذلك يدعو إلي خشوعك في الصلاة والاقبال عليها وبعد الشيطان عنك وسلامتك من وساوسه، فإذا كثر الوسواس في الصلاة وشرود الذهن فقبل دخولك في الصلاة ، إنفث عن يسارك ثلاث مرات، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثا، فإنه يزول عنك إن شاء الله.
فقد روى مسلم عن عثمان بن أبي العاص قال : قلت يارسول الله إن الشيطان حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبثها علي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ذلك شيطان يقال له خنثب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا"، قال ففعلت فأذهبه الله عني .
وليس عليك أن تعيد صلاتك بسبب شرود الذهن ، بل يجب سجود السهو إذا فعلتي ما يوجب ذلك ، مثل ترك التشهد الأول أو ترك التسبيح في السجود أو الركوع سهوا وإذا شككت أربعا أم ثلاثا صليت في الظهر مثلا فاجعليها ثلاثا وأكملي الصلاة واسجدي للسهو سجدتين قبل السلام.
فقد روي عن عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا شك أحدكم في صلاته فما يدري أواحدة صلى ام اثنتين، فليجعلها واحدة، وإن لم يدري اثنتين صلى أم ثلاثا فليجعلها اثنتين ، فإذا لم يدري ثلاثا صلى أم اربعة فليجعلها ثلاثا ويسجد للسهو إذا فرغ من صلاته وهو جالس قبل ان يسلم سجدتين "رواه أحمد وابن ماجة الترمزي .
نستقبل أسألتكم واستفساراتكم ليجيب عليها علماء الأزهر والافتاء علي الرابط التالي: [email protected]