رام الله: انتقدت السلطة الفلسطينية موافقة السلطات الاسرائيلية على خطة لبناء مئات من المنازل الجديدة لليهود على أرض في الضفة الغربية ضمتها إسرائيل اليها. ونقلت وكالة "رويترز" للانباء عن نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس "هذا القرار ينسف أي محاولة لوضع اسس حقيقية تؤدي إلى سلام حقيقي،ندين هذه الخطوة بشدة". وبدوره ، ندد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات بشدة بقرار اسرائيل. وقال عريقات الذي يتوجه اليوم الى الولاياتالمتحدة برفقة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابوردينة لوكالة الانباء الكويتية "كونا" "ندين بشدة القرار الاسرائيلي ببناء 900 وحدة استيطانية في مستوطنة القدس و400 وحدة استيطانية في مستوطنات (بيت لحم) و(نابلس) و32 وحدة اخرى في حي (رأس العامود) في القدس". ورأى ان "هذه القرارات هي رد حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على مطالب اللجنة الرباعية للسلام لها باستئناف المفاوضات" متهما اسرائيل "بالاستمرار في الاستيطان على حساب استئناف المفاوضات". واعرب كبير المفاوضين الفلسطينيين عن الامل في ان "تبادر الادارة الامريكية الى الزام الحكومة الاسرائيلية بوقف هذه السياسات الاستيطانية". وشدد على عدم امكانية التحدث عن عملية سلام ذات مصداقية وسط استمرار حكومة نتنياهو في عمليات التدمير لمسيرة السلام ومنع تحقيق مبدأ اقامة الدولتين (فلسطين واسرائيل) على حدود عام 1967. وحول زيارته الى واشنطن قال انه "يلتقي والوفد الفلسطيني المرافق المبعوث الامريكي لعملية السلام في الشرق الاوسط ديفيد هيل وعدد اخر من المسؤولين الامريكيين". وأوضح ان هدف الزيارة الى واشنطن هو اجراء مفاوضات ومشاورات مع المسؤولين قبل اجتماع اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط التي تعقد قمتها في واشنطن يوم الاثنين المقبل. وعن توقعاته حول زيارة واشنطن اكد عريقات "نكرر موقفنا بضرورة قبول اسرائيل بمبدأ الدولتين على حدود عام 1976 ووقف الاستيطان ليشمل مدينة القدسالمحتلة كاسس لانطلاق المفاوضات". وانتقد البيان الصادر عن اللجنة الرباعية الدولية الليلة الماضية حول الاوضاع في قطاع غزة والحصار الذي تفرضه اسرائيل على هذه المنطقة منذ سنوات عدة مشددا على تأييد مشاركة المجتمع الدولي في العمل لرفع الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة. واكد عريقات "ان الازمة الانسانية المثيرة للقلق في غزة كانت نتيجة مباشرة للحصار غير القانوني الذي تفرضه عليها اسرائيل كقوة محتلة متجاهلة القوانين الدولية والتزاماتها بانهاء هذا الحصار". وشدد على "اهمية وضع نهاية فورية للحصار وليس الاعلان عن تسهيلات خاصة به اذ انها الرسالة الوحيدة والمقبولة لنا والتي يتعين العمل على تنفيذها". واستدرك بالقول "نريد تذكير المجتمع الدولي بتصريحات المسؤولون الاسرائيليين الاخيرة مثل توعد وزير المواصلات الاسرائيلي قبل ايام بتشديد الحصار المفروض على القطاع". واعرب المسؤول الفلسطيني عن الاسف ازاء عملية التحريض التي تمارس ضد منظمي قافلة اسطول سفن "الحرية 2" المتوجه الى غزة مشيرا الى ان القادمين على متن هذه السفن هم ممثلون عن منظمات المجتمع الدولي المدنية ونشطاء ضد العنف. واوضح ان المتضامنين مع الفلسطينيين وضد الحصار كرسوا وقتهم وجهدهم للنضال لصالح قضية عادلة بسبب الحصار الظالم الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة والذين يريدون رؤية نهاية له. ويذكر أن لجنة التخطيط التابعة لبلدية القدسالمحتلة أقرت خطة لبناء 900 وحدة سكنية في "جيلو" وهي مستوطنة يهودية بنيت على أرض احتلتها إسرائيل في حرب 1967 وضمتها للقدس. ويعيش نحو 500 ألف إسرائيلي في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية وسط 2.7 مليون فلسطيني. وقضت محكمة العدل الدولية بأن المستوطنات الإسرائيلية في المناطق المحتلة غير شرعية. ومن جهتهم يرى الفلسطينيون إن المستوطنات اليهودية ستمنعهم من إقامة دولة قابلة للحياة. ومن جانبه ،قال إليشع بيليج عضو في لجنة التخطيط الاسرائيلية "لا أرى فرقا بين جيلو وأي حي آخر في القدس. لا يوجد مشكلة سياسية ولا مشكلة في التخطيط في هذا الأمر ومن حق اليهود أن يبنوا في أي مكان في المدينة". واضاف بيليج إن الخطة ما زالت تحتاج لموافقة من وزارة الداخلية وإن من المرجح أن تبدأ عملية البناء في جيلو خلال عام أو عامين. ويعيش في جيلو نحو 40 ألف إسرائيلي. وفي عام 2009 لقي مشروع البناء الذي كان في مرحلة تخطيط مبكرة انتقادات من الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي قال إن المشروع سيضر بمقترحات السلام.