الوشم هو تغييرٌ للون الجلد ، وذلك بغرز إبرة في الجلد حتى يسيل الدم ، ثم يُحشى ذلك المكان بكحل أو غيره ليكتسب الجلد لوناً غير الذي خلقه الله تعالى لصاحبه . وقد حرم الاسلام كل ما هو دخيل دائم في الجسم لما فيه من تغيير لخلق الله ، إنما الرسم على الجسد بما لا يشبه ما فيه روح ولا ضرر منه صحيا أمثال "التاتو" المؤقت ، والذي يزول بعد فترة كالحناء ، فهو مباح في حدوده الشرعية أمام الزوج دون الأجانب عن المرأة.
أنواع الوشم الدائم: للوشم الدائم ثلاث صور – مجملة – وكلها لها الحكم نفسه ، وهو التحريم ، وهذه الصور : الأولى : الطريقة التقليدية القديمة ، وهو ما ذكرناه سابقاً من غرز الإبرة بالجلد ، وإسالة الدم ، ثم حشي المكان كحلاً أو مادة صبغية . والثانية : استعمال مواد كيميائية أو القيام بعمليات جراحية تغيِّر لون الجلد كله ، أو بعضه . والثالثة : طريقة الوشم المؤقت الذي قد تطول مدته إلى سنة .
تحريم الإسلام له: حرم الاسلام كل ما يضر النفس البشرية ، ولم يحدد لنا اسباب التحريم ، لحكمة أن المؤمنون سيقولون سمعنا وأطعنا، أما المنكرون يرتكبون المعصية ليقعوا في الضرر الذي حمى الله منه عباده، وفي الحالتين يعرف الجميع سبب التحريم ، فيزداد إيمان المسلمين وحمد ربهم على ذلك ، ويعترف المنكرون بحكمة الله تعالى، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي عمر بامرأة تشم، فقام فقال: أنشدكم بالله من سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في الوشم؟، فقال أبو هريرة: فقمت فقلت: يا أمير المؤمنين أنا سمعت، قال ما سمعت؟، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تشمن ولا تستوشمن»رواه البخاري.
العلم يثبت حكمة التحريم:
أكدت دراسة علمية حديثة، أجريت في جامعة روتشيستر في نيويورك، أن الشبان الموشومين هم أكثر عرضة إلى أنماط سلوكية خطرة، كالتدخين وتعاطي المخدرات والكحول والدخول في علاقات جنسية غير طبيعية والانضمام إلى صفوف العصابات الخطيرة، قال الطبيب تيموثي روبرتس المختص في طب المراهقين: "إن الوشم نفسه لا يسبب السلوك المنحرف، ولكن الأشخاص الذين يشمون أنفسهم يجنحون إلى التورط في أنماط سلوك خطيرة، هذا إضافة إلى أن الوشم بحد ذاته كثيراً ما يكون السبب في الإصابة بمرض فقدان المناعة، أو التهاب الكبد أو الأمراض المعدية الأخرى، وذلك بسبب عدم مراعاة القواعد الصحية لمن يزاول هذه المهنة"
يقول الدكتور برين كيني: "إن العديد من الناس الذين قاموا برسم الوشم يتداركون أمرهم في وقت لاحق وكأنهم يقولون لأنفسهم يا إلهي.. ما هذا؟ هذا ليس بالضبط ما كنت أريده، فما بدا أنه رائع في سن 17 أو 20 لا يبدو رائعا الآن".
وتقدم مارتن مادون عام 1969م بمشروع قانون بتحريم الوشم رسميًا في انجلترا، وأصدرت الحكومة اليابانية عام 1870 مرسومًا يحرم الوشم.
ووفقاً لما يقوله الأطباء فإنه بعد فترة من عمل الوشم (التاتو) يرفض الجسم المادة المحقونة داخله، ويفرز أجساماً مضادة ليهاجم هذه المادة الغريبة، مما يسبب تشوهات في مكان التاتو، وعند الرغبة في إزالة التاتو يتم حفر الجلد والدخول في عملية جراحية، وهي عبارة عن زراعة جلد جديد لترقيع المكان، وقد يلجأ الأطباء للعلاج بالليزر أو بالصنفرة أو بالتقشير الكيميائي وكل ذلك يسبب أضراراً وتشوهات للجلد، أما الألوان المستخدمة لعمل التاتو فهي مواد كيماوية تسبب الحساسية والتهيجات والتشققات الجلدية، والبعض منها يسبب أمراض السرطان وقد تؤدي إلى الأورام الجلدية.
ومؤخرا اكتشف العلماء أن عمليات ازالة الوشم الثابت اصعب من رسمه مئات المرات، لما تتثببه من آلام شديدة قد تجعل البعض يرفض اتمام الازالة بعد البدء فيها بقليل، ما يشوه الجلد ويجعل المنظر سيئا، أيضا أثبت العلماء أن الإزالة بالليزر لا تستطيع إرجاع الجلد لما هو عليه تاركة لونا أزرق فاتح أو أبيض مكان الوشم، لأن الجلد يتصبغ بهما ويستحيل ازالتهما إلا بعمليات ترقيع جلد جديد.