دعا عبد الفتاح مورو، نائب رئيس حركة "النهضة"، حزبه إلى القبول بحزب "نداء تونس" المعارض في حكومة وطنية جامعة. ووفقا لوكالة "الأناضول", اعتبر مورو أن تشكيل حكومة وطنية تضم كل الأحزاب بما فيها حزب "نداء تونس"، هو "الحل الأنسب للخروج بالبلاد من الأزمة السياسية الراهنة".
وتابع مورو، أحد مؤسسي حركة "النهضة": "السياسي لا يلغي غيره، حتى لو كان من حزب نداء تونس؛ باعتباره حزبًا مرخصًا له".
وحزب "نداء تونس" يتهمه بعض منافسيه بأنه يضم عناصر محسوبة على نظام الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، الذي أطاحت به ثورة شعبية عام 2011.
وحصل الحزب على ترخيص بالعمل السياسي الرسمي بعد انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول، ويرأسه الباجي قائد السبسي (84 عامًا)، الذي تقلد مناصب عليا في عهدي الرئيسين السابقين، الحبيب بورقيبة، وزين العابدين بن علي، كما قاد أول حكومة بعد الثورة الشعبية.
وتقدم بعض وسائل الإعلام التونسي الحزب على أنه أبرز منافس لحركة "النهضة" التي تقود الائتلاف الحاكم.
من ناحية أخرى، قال مورو إن "الإسلاميين أخطأوا بقبولهم بالسلطة في هذه المرحلة".
وأوضح: "كان أولى على الإسلاميين البقاء خارج الحكم بعد الثورة من 5 إلى 10 سنوات، إذ كان من الأحرى تطبيع وجودهم في مجتمعهم؛ حتى يصبحوا مقبولين بين الناس ثم الترشح للحكم في مرحلة لاحقة".
وعن الخطوات التالية بعد أن تولت حركة "النهضة" الإسلامية الحكم بالفعل، قال مورو: "على الإسلاميين العمل على تكوين كفاءات، وتعلم فن الحكم والسياسة؛ حتى يكتسبوا القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب".
كما نصحهم ب "الانخراط في المجتمع وتقديم صورة حقيقة عن الإسلاميين باعتبارهم أشخاصًا عاديين".
وختم حديثه بالإشارة لأهمية تجديد مناهج جامعة الزيتونة التاريخية (الخاصة بالعلوم الإسلامية)، وتعزيز دورها "باعتبارها خزانًا للمعلومات الإسلامية، والقادرة على مواجهة تيار التطرف الذي يهدد البلاد".
ومورو من أبرز الشخصيات الإسلامية في تونس، ساهم في تأسيس حركة النهضة بداية السبعينيات، وعلَّق عضويته في الحركة بعد ملاحقتها من النظام السابق بداية التسعينيات، ولم يعد إليها إلا في المؤتمر الوطني الأخير للحركة يوليو/تموز الماضي.
وهو يتولى الآن منصب نائب رئيس الحركة راشد الغنوشي.