تم تدشين الأكاديمية السياسية الوطنية التي تهدف إلى تدريب وإعداد المهتمين بالعمل السياسي وتكوين قيادات سياسية مدربة ومؤهلة للحكم والعمل في الحياة السياسية، بمشاركة عدد من الخبراء ورموز العمل السياسي والقضائي في مصر. وأوضح د.علاء الروبي المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة الأكاديمية - في كلمة ألقاها خلال مؤتمر تدشين الأكاديمية السياسية الوطنية الليلة الماضية- أنه عقب عقود من الاستبداد السياسي قبل الثورة والذي تسبب في تجريف الحياة السياسية من العقول الوطنية، لم يكن أمام الشعب المصري سوى الاعتماد على الوطنيين بعد الثورة، إلا أن آداء عدد كبير منهم لا يلبي طموحات وآمال الشعب المصري.
وقال الروبي، إن إنشاء الأكاديمية جاء ليكون خطوة على الطريق الصحيح من أجل نقل العمل السياسي من الهواية إلى الاحترافية ووضع رؤية ورسالة وأهداف لتحقيق الريادة والتميز في مجال إعداد القادة السياسيين، مضيفا أن الأكاديمية ستعمل على رفع كفاءة المشتغلين بالسياسة من خلال تدريبهم نظريا وعمليا، فضلا عن الاهتمام بتكوين مهاراتهم الشخصية لمواجهة ضغوط العمل السياسي وهو الأمر الذي لايتوافر حاليا على الساحة السياسية.
وأشار الروبي إلى أن إعتماد الأكاديمية على تطبيق الوسائل الحديثة في التعلم ومن بينها تقنيات التعلم عن بعد سيساهم في توسيع آفاق خدمة الوطن في المجال السياسي وسيقلل من حالة الاستقطاب الأيدولوجي الموجودة في الساحة حاليا.
ومن جهته، أشار السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية السابق، وأحد أعضاء الهيئة الاسشارية للأكاديمية إلى أن هذه المؤسسة تواجه تحديا متمثلا في الاستفادة من العلوم الجوهرية ليتم توظيفها في خدمة المواطنين والعمل العام.
وأكد هاني خلاف على ضرورة تنمية مهارات المشتغلين بالسياسة والإلمام بأساسيات القانون الدولي وفهم واضح للمعاهدات والاتفاقيات والوسائل السلمية للتفاوض فضلا عن معرفة قانون السلك الدبلوماسي، وهو أمر تسعى الأكاديمية إلى تقديمه إلى المتدربين.
من جانبه، قال الدكتور محمد البلتاجي الخبير في الاقتصاد الإسلامي والأمين العام للهيئة الشرعية لبنك مصر، إنه لابد من إلمام السياسيين للجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لكي يقوموا بدورهم على أكمل وجه.
وأضاف البلتاجي، أن الأكاديمية ستقدم نموذجا موضوعيا وإحترافيا للعمل السياسي المتكامل، مؤكدا على ضرورة التركيز على الاقتصاد في كل عمل سياسي، مثل ما حدث في ماليزيا وغيرها من الدول التي دفع فيها الاقتصاد الأمور السياسية إلى الأمام، وقاد البلاد إلى تقدم وتنمية حقيقية.
من جهتها، أشارت د.هالة فخري إستشاري العلوم الإدارية والتنمية البشرية إلى أن رجال السياسة عجزوا عن تقديم نموذج مثالي يحقق آمال وطموحات الشعب المصري بعد الثورة، مضيفة أن الأكاديمية سوف تساهم بشكل عملي ونظري على تقليل الاستقطاب السياسي الموجود على الساحة وتنمية قدرات ومهارات المشتغل بالسياسة على نحو يحقق الفائدة لجموع الشعب المصري بكافة اتجاهاته وأفكاره.