رأت تقارير صحفية بريطانية أن الزيارة المعلن عنها للرئيس الأمريكي باراك أوباما لإسرائيل، إنما تضع الضغوط على كاهل وزير خارجيته الجديد جون كيري فيما يتعلق بإحياء عملية السلام المحتضرة. وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، في تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني الأربعاء، عن إفصاح كيري، الذي طالما حلم بمنصب وزير الخارجية، عن رغبته في محاولة إحياء عملية السلام المتوقفة منذ عام 2010
ولفتت الصحيفة إلى تحذيرات تلقاها كيري من أصدقاء وحلفاء، من أن الولاياتالمتحدة أمامها وقت محدود للدفع في طريق حل الدولتين، مشيرة إلى تصريحات نظيره البريطاني وليام هيج الأسبوع الماضي خلال زيارته واشنطن بأن هذه الإدارة الأمريكية قد تكون الأخيرة من نوعها في تهيئة الفرصة للدفع في هذا الطريق، وإلى تصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني "إذا لم ننجز القضية في السنوات الأربع المقبلة، فلا أعتقد إمكان إنجازها بعد ذلك على الإطلاق".
وألمحت الصحيفة إلى أن ثمة تشكك مريب من قبل الإسرائيليين والفلسطينيين حول استطاعة الولاياتالمتحدة إحياء العملية المتوقفة نتيجة اختلافات جوهرية بشأن استمرار إسرائيل في توسعها الاستيطاني، بالإضافة إلى مسائل تتعلق بترسيم الحدود.
وقالت فاينانشيال تايمز إن الحقيقة الأكثر أهمية في هذا الصدد تتمثل في فساد العلاقة بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي وصفها هارون ديفيد ميللر، الدبلوماسي الأمريكي السابق بأنها الأسوأ على مدار تاريخ العلاقات بين الدولتين، بما يشكل عائقا آخر في طريق تسوية الصراع.
ونوهت إلى ما يراه بعض الخبراء من أن تردي العلاقات بين أوباما ونتنياهو لا يعني بالضرورة التشاؤم من التوصل إلى تسوية، وأوردت قول صمويل لويس، السفير الأمريكي السابق في إسرائيل بأن العلاقة بين الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في أواخر السبعينيات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحم بيجين لم تكن تقل قدرا في السوء عن علاقة أوباما ونتنياهو في الوقت الراهن، ومع ذلك فإن هذا التردي في العلاقات لم يقف عائقا دون إبرام اتفاقية "كامب ديفيد" بين إسرائيل ومصر.
ورأت الصحيفة، في ختام تعليقها، أن من بين ما يدعم فرصة كيري هو أن حكومة نتنياهو الجديدة التي لا تزال تحت التشكيل، تقل فيها هيمنة اليمين المتطرف مقارنة بالحكومة السابقة.