بعد إعلان قيادات المعلمين عن شروعهم في إضراب شامل اليوم الأحد 18 سبتمبر فى أول أيام الدراسة احتجاجًا على ضعف رواتبهم، كان الإقبال ملحوظا بين معلمي بعض محافظات الوجه البحري على الإضراب الذى بدأ أمس، إلا أننا فوجئنا بأن الإقبال بين معلمى القاهرة لم يشمل سوى عدد قليل من المدارس في منطقتي الزيتون والقاهرة، أما معظم مناطق القاهرة فلم تدخل في هذا الإضراب، إما بسبب الخوف، وهو ما لاحظناه على أوجه بعض المعلمين، أو نتيجة التوصل إلى تفاهم بين بعض المعلمين وبين إداراتهم، وهو ما لم يتم التصريح به علانية. يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه مدارس الإضراب فوضى عارمة بين التلاميذ نتيجة لرفض المدرسين دخول الفصول وعدم محاولاتهم تنظيم التلاميذ فى اليوم الأول للدراسة، وهو اليوم الذي من المفترض إحاطة المدرسين بالتلاميذ لتوجيههم للفصول أو تنظيمهم حتى يتم استقرار الوضع، وهو ما لم يحدث في بعض المدارس الذي أضربت عن العمل، ومنها مدرسة حلمية الزيتون التابعة لإدارة الزيتون التعليمية، ومدرسة "الشهيد علي نجم" التابعة لإدارة المطرية.
ومن المدارس التي رفضت الاضراب مدرسة حدائق القبة الثانوية بنات، وجميع المدارس المحيطة بها والتابعة لنفس الإدارة.
وأكد عبد الحفيظ طايل، رئيس المركز المصري للحق في التعليم أن نسبة الإضراب وصلت إلى 70% فى اليوم الأول، وقد شمل 16 محافظة من محافظات الجمهورية وأن الإضراب تعرض لبعض المضايقات الأمنية ومحاولة من الجهات المختصة فض هذا الإضراب عن طريق التسويف والوعود بحل أزمة المعلمين.
وبحسب تقرير نشره المركز المصري للحق في التعليم فإن نسبة نجاح الاضراب في كفر الشيخ كانت على النحو التالي مدرسة سيدي سالم 90% – دمرو – 80%- أبو غنيمة 90%- دسوق 70%- بلطيم 70- بيلا وكفر الشيخ 70 وذلك في الفترة الصباحة.
أما في الفترة المسائية فوصلت إلى 80، مثل مدرسة شباب الشهداء 35- فوة 100% - مطوبس 65- سيدي سالم 85، ماعدا الإعدادية بنات.
أما محافظة دمياط فقد شهدت اضرابا شبه تام، وبنسبة مائة في المائة في عدد كبير من المدارس مثل؛ مدرسة الحرية التجارية ، ومدرسة عمار بن ياسر، ومدرسة أحمد زويل الابتدائية، أما في محافظة كفر الشيخ فقد أضربت بنسبة 100% مدرسة الأزهر الشريف بمركز سيدى سالم بالكامل عن العمل بالإضافة لمدرسة القصابي الإعدادية، ومدرسة ابو غنيمه الإعدادية بنين ومدرسة أبو غنيمه التجارية.
وفي نفس السياق، شهدت محافظة دمياط التي إضرابًا شبه تام، وبنسبة مائة في المائة في عدد كبير من المدارس، وكذلك في عدد من مدارس محافظة كفر الشيخ، بحسب تقرير نشره المركز المصري للحق في التعليم.
وأيضا شهدت العديد من إدارات محافظة أسيوط مثل البداري وأبنوب وديروط ومدينة أسيوط وأبوتيج وصدفا إضرابا شاملا ففي إدارة أسيوط التعليمية أضرب المدرسون في مدرسة الخياط الثانوية بنات بمدينة عن دخول الفصول.
كما نجح الاضراب فى مدارس الجيزة الذى بدأ امس ودخلت الكثير من مدارسها فى هذا الاضراب وكذلك محافظة البحيرة.
ولم يقتصر إضراب المعلمين بجميع أنحاء الجمهورية على المطالبة بتحسين رواتبهم فقط بل نادوا بالكثير من المطالب من أجل النهوض بالعملية التعليمية كما أكد على ذلك الكثير من قيادات المعلمين المباركين لإضرابهم منها، وجاء على رأسها المطالبة بإقالة وزير التعليم الحالي الدكتور أحمد جمال الدين موسى ومستشاريه، وتطهير الوزارة ممن وصفوهم بالفاسدين.
وطالبوا بوضع حد أدنى للأجور ثلاثة آلاف جنيه مع إصدار تشريع بتجريم الدروس الخصوصية، وكذلك تثبيت جميع المعلمين المؤقتين القائمين على رأس العمل دون قيد أو شرط، وإعادة تكليف خريجي كليات التربية لسد العجز في المدارس.
وأكد المعلمون أنه يجب إلغاء اختبارات الكادر التي وصفوها بالمهينة والمذلة لكرامة المعلم المصري نهائيًّا، ولابد أن تتم زيادة مكافأة نهاية الخدمة إلى 120 شهرًا واحتساب المعاش على آخر أجر شامل وليس الأساسى، وأن تخضع المدارس الخاصة للإشراف الكامل لوزارة التربية والتعليم وتغيير القرارات واللوائح المنظمة لذلك فورًا.
كما طالبوا بضرورة صرف حافز ال200% كاملاً دون المساس بالمكافأة أو الكادر وعودة الدرجات المالية للمعلمين دون شروط، وأن يتم تشكيل مجلس أعلى للمعلمين للمشاركة في مناقشة ووضع سياسات التعليم المصري، ووضع الأسس والقواعد الوطنية التي يبنى عليها في مرحلة ما بعد الثورة للحفاظ على الهوية الوطنية وتحقيق التنمية والتقدم للمجتمع.