تواصل الخارجيّة التونسيّة السير في طريق الابهار الديبلوماسي الذي لم تأت بمثله دولة في تاريخ العلاقات الخارجيّة معتمدة خطّة محكمة التنفيذ تعتمد ديبلوماسيّة ثنائيّة الرأس أو التمثيل ما ترجمته "كلّ يغنّي على ليلاه ". ففي الوقت الذي اتجهه فيه السيّد عدنان منصر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية الى جينيف لحضور اجتماع هيئة التنسيق الوطنيّة السورية المعارضة التي يرأسها السيّد هيثم منّاع صديق رئيسنا الشخصي وتوأم روحه كما يقول، تحوّل السيّد رفيق عبد السلام بوشلاكة إلى العاصمة الفرنسيّة باريس لحضور فعاليات اجتماع لتحالف المعارضة السورية المتكوّن أساسا من جماعة الاخوان المسلمين.
ورغم كون ما يحدث مهزلة بكلّ المقاييس وفضيحة ديبلوماسيّة من الحجم الثقيل، فإنّ لا شيء مستغرب في تونس اليوم بعد أن أصبحت سياساتها الخارجيّة تدار على هوى أجندات أحزابها الإقليميّة والدوليّة ونخب صداقاتهم الشخصيّة. لكن لعلّ في التنوع رحمة فما بين جينيف وباريس أوراق كثيرة ستسقط ودماء سوريّة كبيرة قد يتم حقنها، في ظلّ انتصار مع تأجيل الإعلان للجيش العربي السوري وسقوط مدو للمؤامرة على وحدة الدولة السوريّة التي كانت ديبلوماسيتنا الرعناء لسوء الحظّ السباقة في التورط فيها.
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه