ابو موسى"سعيد موسى المراغي"رجل فتح والثورة والميدان القتالي القوي والعقل المستنبط لمنعطفات كثيرة كانت يمكن ان تحدث او حدثت في تلك الثورة المكلومة. اذا اردنا كتابة التاريخ وسيأتي فيما بعد ولكن يجب من يتناول كتابة التاريخ والشخصيات المهمة ان يكون على ذات قدر من الدقه والمسؤولية في عرض تلك الشخصيات والمواقف ومن المؤلم بل المهين ان نضع تسطيحا ً او عفوية او انانية ليست في محلها لقائد مثل ابو موسى.
اتفق مع الاخ هشام ساق الله في طرحه ومواساته لعائلة المراغي بوفاة ابنها القائد الصلب ابو موسى.
حقا ً ان ابو موسى هو الرجل النزيه القوي ومن افضل ضباط حركة فتح الذين التحقوا بشكل مباشر بالثورة الفلسطينية بعد الانسحاب من عمان في اواخر عام 1970.
ومن هنا نؤكد ان ابو موسى كان فتحاويا ً خالصا وعاملا ً ووفيا ً لحركة فتح ما قبل التحاقه المباشر بالقوات في الساحة السورية وليس اللبنانية كما ذكر اخي هشام ساق الله.
فلنتفق ان ابو موسى زاهدا ً للرتبة والراتب ولو كان هو كذلك يهوى موقعا ً او منصبا ً لبقي في الجيش العربي الاردني يتمتع بكل الامتيازات التي ينالها الضابط المتميز ولكن ابو موسى رفض كل الامتيازات والمواقع والتق بالثورة الفلسطينية التي قالت ان دليلها التحرير وهدفها اقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
ابو موسى وكما ذكر اخي هشام ساق الله بان ابو موسى قد اثارت لديه الغيرة الاتجاهات نحو الانشقاق بعد تولي ابو المعتصم غرفة الاركان والعمليات للجيش بعد استشهاد الاخ سعد صايل،حيث برر اخي هشام من الاسباب الحقيقية وراء انشقاق الاخ ابو موسى هو عدم تكليفه بدلا ً من الاخ سعد صايل وهذا ليس صحيحا ً ايضا ً،فعوامل الانشقاق قد بدت بعد المنتصف الثاني من السبعينات من انتقادات وتمرد لمجموعة من الضباط والكادر التنظيمي الذي سمي باليسار الفلسطيني والذي كان يجابه اليمين الفلسطيني في داخل حركة فتح وغزواته ومفاوضاته من تحت الطاولة مع جهات للعدو الصهيوني يقال عنها انها جبهة السلام وجبهة اليسار الاسرائيلي والحزب الشيوعي الاسرائيلي ويوري افنيري وغيره من المسميات.
ولعل ماجد ابو شرار وما بعد ماجد ابو شرار من مدرسة الوطنية الفلسطينية المحافظة على الطلقة الاولى ابتداء من قدري وابو صالح وابو علي بسيسو وابو موسى وكثير من الكوادر كانوا يقفون بتآمل امام عدة قرارات تتجنح عن اهداف ومنطلقات حركة فتح وخاصة عندما اصبح الجيش ليس جيشا ً للتحرير بل جيشا ً للمناورة والتحريك.
لقد لاحظ التيار التقدمي في داخل حركة فتح ان انهيارات حقيقية تصيب حركة فتح ممارسة وسلوكا ً وربما يكون ممنهجا وعندما اصبحت الساحة اللبنانية هي ساحة لصراعات الاجهزة وتوازناتها بين اعضاء اللجنة المركزية وبين الصخب في شارع الحمراء وتركيز كل القوات في المدن اللبنانية بعيدا ً عن الحدود مع بعض النقاط الارتكازية للقوات.. وهنا لا اريد ان ادخل في تفاصيل هذا الموضوع الكبير.
اعتقد الجناح التقدمي انه يسير في عملية تعبوية ضد ممارسات اليمين والانتهازيين في داخل حركة فتح وما رافق ذلك من استغلال سيء للمال السياسي في تشويه الاسماء واعلاء من هو هابط واحباط من هو اعلى في السلم النضالي.
كانت نقطة التفجير التي قسمت ظهر البعير مهزلة قوات الثورة الفلسطينية وانسحابها من الجنوب اللبناني بما لا يستوجب الانسحاب وعدم مجابهتها للقوات الغازية الصهيونية في ذاك الوقت واكتفت المواجهة في قلعة الشقيف الذي استشهد جميع ابطالها وخاصة من الكتيبة الطلابية ومن اطفال مخيماتنا الفلسطينية ومقاتليها في الجنوب اللبناني.
وجه الجناح التقدمي والمحافظ في داخل حركة فتح اصابع الاتهام للحج اسماعيل وانسحاب القوات من الجنوب وطلبوا المحاسبة وطلبوا دراسة ظاهرة الانسحاب ولم يحدث استجابة لذلك، بل لقد برر المبروون والتيار اليميني تلك الانسحابات تحت غطاء انها اوامر من ابو عمار شخصياً ، وكانت وجهة نظر التيار التقدمي وحتى لو كانت التعليمات من ابو عمار يجب ان يحقق في ظروف الانسحاب.
في عام 1983 وفي احتفال انطلاقة الثورة في عدن طالب ابو موسى باحداث اصلاحات في الخط السياسي والسلوكي للقيادة الفلسطينية وطالبا ً التحقيق في تجاوزات مالية لفؤاد الشوبكي والتحقيق مع الحج اسماعيل واحداث اصلاحات تنظيمية وقيادية في داخل حركة فتح ودراسة التجربة التي دعت لخروج قوات الثورة الفلسطينية من الساحة اللبنانية.
لا نريد ان ندخل في الافق السياسي من وراء انسحاب القوات الفلسطينية بعد حصار بيروت والتعهد الفرنسي المصري بالخروج الامن وبلورة خطوط ساسية لحل القضية الفلسطينية وكان هذا على حساب الثورة ومسلكيتها منذ المنتصف الثاني من السبعينات.
اوردت بعض الملاحظات وروؤس الاقلام حول الاسباب الحقيقية للانشقاق وكانت مطالبها عادلة في خمسة نقاط لم يختلف عليها اي فتحاوي او اي مقاتل ولكن العجلة الاعلامية والمال السياسي والاحتضان العربي للقيادة الفلسطينية جعلت في اسلوب تغريري ان المنشقين هم من تمردوا على الشرعية،ونسي الكثير منهم ماهو هدف الثورة الفلسطينية الاستراتيجي،قالوا في ذاك الوقت ان القيادة الفلسطينية وابو عمار حافظت على القرار الفلسطيني المستقل من الهيمنة السورية التي تطالب ادراج قوات الثورة الفلسطينية تحت هيئة القيادة السورية،واذ بنا لا نخرج الى قراراً مستقلا ً بل خرجنا الى حصارا ً عربيا ً استولى على القرار السياسي لمنظمة التحرير ودخل منظمة التحرير في مدريدواوسلو وتبعات اوسلو والخط الامريكي ونهاية بالاعتراف بالعدو الصهيوني امنا ً وجغرافية على اكثر من 78% من اراضي فلسطين وهذا ما جسده تيار الرئيس الفلسطيني عباس الذي يسمى قائدا ً لحركة فتح ، حركة فتح المتجنحة عن حقيقة فتح المقاتلة التي تعتنق الكفاح المسلح لتدخل في دروب ومتاهات ومصطلحات لا تدل الا على الغثيان والاستسلام والانهزام اليميني في مقاومة سلمية ودولة جارة للعدو الصهيوين وحفظ امنها من خلال معاهدة لدولتين دولة اسرائيل ودولة فلسطين المقتضبة التي لا تمتلك سيادتها ارضا ً وبحرا وجوا ً.
اذا ً من يكتب التاريخ فليكتبه بدقة .. ابو موسى ليس انانيا ً بل فرض عليه الانشقاق فرضا ً وحددت خياراته من قيادة حركة فتح التي كانت ذاهبة للمفاوضات مع العدو الصهيوني منذ وقت مبكر، يرجى التصحيح ولان التاريخ لا يرحم .
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه