قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن المظاهرات والعنف الذى شهدته مصر الأسبوع الماضي مختلف عن الثورة التي اندلعت منذ عامين، مشيرة إلى أن الأطراف الأساسية في الشوارع معظمهم ليسوا مواطنين يسعون لإنهاء الديكتاتورية وإنما عصابات من مثيري الشغب والشباب الغاضبين إلى جانب بقايا قوات الأمن التابعة للنظام السابق والقوة الشرطية الفاسدة والوحشية التي لا تؤمن سوى بسلطتها. ترى الصحيفة في مقالتها الافتتاحية أنه بالرغم من التناحر بين الحكومة الإسلامية والمعارضة العلمانية إلا أن كليهما لديهما مصالح مشتركة في إنهاء الفوضى قبل أن تقضي على الدولة ولكن السؤال هل لدى الطرفين قدرة على وضع الأجندات والأساليب العنيدة التي جلبت لهم هذه الحالة الطارئة؟.
تشير الصحيفة إلى أن الرئيس محمد مرسي وحزب الحرية والعدالة التابع له ساعدوا في خلق الأزمة الحالية عبر تبني بعض أساليب النظام السابق، كما أن هناك أسئلة كثيرة يجب على قادة المعارضة الإجابة عليها فمنذ خسارة الانتخابات والاستفتاء في العام الماضي يظهر العديد من المعارضين لممارسة القواعد الديمقراطية وطلب البعض الاستسلام السياسي من قبل الرئيس مرسي كثمن للموافقة على الحوار الوطني المقترح من قبل الحكومة، والبعض الآخر يسعى علنًا للإطاحة بالنظام الجديد وفي الوقت ذاته فالجيش ينظر في إذا ما كان يستعيد النظام ويحتجز السلطة لذاته أم يبقى على الهامش.
وتقول الصحيفة ان الاسبوع الحالى ظهرت علامات أن السياسيين بدءوا رؤية الضرورة الحتمية للوحدة، وترى الصحيفة أن هناك الكثير لمناقشته بما فيها التغيرات المحتملة في الدستور والقانون الذي يحكم الانتخابات البرلمانية المقبلة، إلى جانب إنشاء حكومة وحدة وطنية جديدة، ولكن فوق كل هذا يجب أن يتفق قادة مصر على استعادة النظام.