قال حازم غراب صاحب قناة "مصر 25" أن الإعلام اليوم يوظف للهدم وقد استخدمه الأمريكان بديلا عن القنبلة النووية . مضيفا أن القنوات تستضيف طرف واحد وبالتالي من حقه أن يفعل مثلهم حين يستضيف المؤيدين للإخوان . وبخصوص مظهر المذيعات أكد أنه لن يسمح بمذيعة "متبرجة" . وخلال المناظرة التي شهدها معرض القاهرة الدولي للكتاب، أكد الإعلامي المصري حافظ الميرازي أن رواتب الإعلاميين تدفعها الشركات الإعلانية بينما تنفق الدولة المليارات للسيطرة على الإعلام . وأكد أن الأمريكان بالفعل يستخدمون الإعلام بديلا عن القنبلة النووية لكن ليس ضد مواطنيهم. من جانبه اعتبر حسين عبدالغني ، الإعلامي المصري، أن النظام الحالي ترك الفقر والجوع وغياب الكرامة، واتخذ من الإعلام عدوا له، مضيفا أن الشبكة العربية لحقوق الإنسان رصدت 48 انتهاكا لحرية الرأي في ثلاثة أشهر وهذا لم يفعله الاحتلال. وعلق الدكتور محمود خليل، القيادي بحزب الحرية والعدالة، أن التيار الإسلامي يؤمن بحرية الرأي والديمقراطية ، وأن التنمية لا يصنعها تيار بعينه . حملت المناظرة عنوان "دور الإعلام وتأثيره في تطور المجتمع المصري"، وشارك فيها الإعلاميان حافظ الميرازى وحسين عبد الغني، المنتميان للقوى المدنية فى طرف، وحازم غراب رئيس قناة "مصر25"، ود. محمود خليل مدير عام إذاعة القران الكريم.. المنتميان لجماعة الإخوان المسلمين فى الطرف الآخر. في بداية المناظرة قال محمود شرف "دائما ما نرى الإعلام قابعا في قفص الاتهام، ويغفلون أن له دور مهم في تطور الشعوب في اللحظة الراهنة، فدوره له أهمية كبرى في كشف الحقيقة والتنوير وهو دور لا يمكن الاستغناء عنه.. فلماذا يتهم دوما أنه يثير القلاقل؟ وأن له توجهات ويعمل لصالح المنفعة الخاصة؟، وهى اتهامات تلاحق الإعلام منذ أيام النظام السابق، هل الأمر له علاقة بالصراع السياسي، وبالتالي يتهم بالتحريض؟! ثم كيف ننزه الرسالة الإعلامية عن بعض المثالب؟. وقال حازم غراب، رئيس قناة مصر 25، أنه عمل لفترة في الجزيرة مع كل من الميرازي، وعبد الغني، لعدة سنوات، وتابع : عندما أصبحت مسئولا عن قناة يملكها عدد من المساهمين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين قلت لن أكون إعلامي حزبي أو طائفي، ووضعت عدد من المحددات للعمل للقناة، وأتصور أنها تصلح لكثير من وسائل الإعلام ومنها جعل الإعلام كالمرآة، التي لابد أن تكون سليمة لا مقعرة ولا محدبه، بحيث تعكس ما أمامها أيا كان، ومن المحددات أيضا عمل برامج ترصد أخبار الجميع دون تمييز. وأشار غراب إلى أن الوحدة الوطنية مهددة وتحتاج إلى أن يضع الإعلام هدف له يساعد في تقويم نسيج الأمة، داعيا إلى عدم تصنيف المواطنين إلى نوبة أو عرب سيناء واصفا ما يحدث من تصنيف كلام فارغ، بالإضافة إلى التكامل مع الأخر حتى لا تحدث صراعات. وأوضح غراب أن قناة مصر25 قناة إخباريه، ولكن الناس تمل من صراع "الديوك" فلابد من أخبار خفيفة من جانبه قال الإعلامي حافظ الميرازي: كنت أتردد في إلقاء جملة "السلام عليكم" حتى لا تفسر أنها مجاراة للموجة، وعن عملي بالجزيرة، في البداية لم أوافق على العمل بها، اعتقادا مني انه لا يمكن أن يكون هناك إعلام عربي حقيقي يمكن أن يمثل كل التيارات، وبعد أن تأكدت أنها قناة للرأي والرأي الأخر، وافقت على العمل فيها من واشنطن، وتركتها عندما وجدتها تتحول ولا تعبر عن الآراء، وأن المنظومة العامة فيها موجهة في اتجاه واحد. وطالب الميرازي بضرورة وجود معايير مهنية للإعلامي، بحيث إذا كان الضيف يمثل اليمين فعلى الإعلامي أن يطرح وجهة النظر الأخرى والتي قد يحملها المشاهدون للبرنامج. ودعا إلى أن يعلن الإعلامي عن قناعاته الشخصية أحيانا في بداية البرنامج بان يقول "أنا في مأزق لان رأيي كمواطن ذلك"، مثال عندما يسلق الدستور سلق بيض من حقي أقول لا، في إطار احترام الآخرين في الحوار، فلابد من احترام الضيف مهما اختلف معه وعدم اللجوء إلى مضايقة الضيف من أجل استفزازه وإجباره في بعض الأحيان إلى المغادرة كوسيلة لتسخين الموقف وزيادة البيع، ففي الشارع نقول ما نقول لكن في الاستديو لا يصح فلابد من جهاد النفس. وقال الميرازي " أنا محبط من النظام الحالي الذي انتخبناه لكثرة مهاجمته للإعلام، فانا مع مرسي ضد شفيق، ورغم كل أخطاء هذا النظام إلا أنني لو أعيدت الانتخابات فسأختار مرسي ضد شفيق لان مرسي يمثل مرحلة جديدة لتحقيق كفاحنا وليس عندما يتكرم ويعطينا شيء، أما شفيق فهو امتداد لنظام سابق فاسد. وأضاف الميرازي تعليقا على ما قاله غراب حول استخدام الأمريكان للإعلام كبديل للقنبلة النووية، يكفي أن أمريكا لا تستخدمه ضد مواطنيها، بينما نحن هنا تسيطر الحكومة على الإعلام وتستخدمه وهذا عيب عليها أن تبيع شيء ضد المواطن. و قال الإعلامي حسين عبد الرازق: العالم الغربي لم يأخذ العالم العربي في الإعلام على محمل الجد إلا بعد ظهور الجزيرة، وعندما كنا نعمل فيها كنا نقبض على الجمر في مسألة احترام القواعد المهنية، وكل الذين اعتبروا أن الجزيرة أول تجربة عملية تنطبق عليها المعايير خرجوا منها عندما وجدوا أنها تخضع لتوجيه تيار معين. وأضاف: لا يمكن أن تنطلق بلد بعد ثورة عظيمة إلى الديمقراطية إلا من خلال إعلام حر وقضاء مستقل، وأنا اعتقد أننا نواجه ظروف أسوا من الظروف التي مرت بنا في عهد المجرم "مبارك" فقد تعرضنا من قبل إلى كسر الكاميرات والاعتداء على الصحفيين أثناء تغطيتنا لدوائر انتخابية لقادة من الإخوان المسلمين، لكن النظام المصري السابق لأنه كان على رأسه بطحه، فعندما كانت تحدث مواجهه معه كان كما يقال بالمثل الشعبي "يلم الدور". أما الآن والكلام لحسين عبد الغنى فهناك نوع من أنواع شيطنة الإعلام لسبب أو أخر، فبدلا من أن يكون عدو النظام الجديد الذي انتخب بفضل الثورة هو الفقر والجوع وانعدام احترام كرامة الإنسان، أعيد قلب جدول أعمال الثورة ليصبح العدو هو الإعلام والقضاء وفي الشهور الماضية استهدف الإعلام حتى تم محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، والقضاء حتى بلغ الأمر إلى محاصرة المحكمة الدستورية العليا. ودعا عبد الغني الإعلاميين إلى العمل في حدود القواعد المهنية، مهما كان القرب أو الابتعاد عن السلطة، فبعض الإعلاميين يهدرون حرية الإعلام لقربهم من الرئيس، مشيرا إلى أن الإعلاميين المنتمين لتيار الإخوان هاجموا الإعلام في مقالات بجريدة الأهرام، لذلك اطلب من حازم غراب انه إذا كان قد أوفى من دين لتيار قريب منه أن يعمل في قنوات غير حزبية. وأكد عبد الغني أن الدستور المصري المشوه تعامل مع حرية الصحافة بطريقة تقتل هذه الحرية، لافتا إلى أن الجمعية رفضت كل الصياغات الخاصة بربط الدستور بالمواثيق الدولية والحقوق التي وقعت عليها مصر، كما رفضت الابتعاد عن الألفاظ المطاطة التي يمكن تفسيرها من كل سلطة حسب أهواءها. بينما قال الدكتور محمود خليل مدير العام بإذاعة القران الكريم، "مهمتنا الآن إنقاذ الوطن وإذا كان الزميل حسين عبد الغني تكلم عن النظام السابق، فأحب أن أذكره عندما عادوا به في زمن المخلوع من شرم الشيخ ب"المايوه". وأضاف، " نحن كتيار إسلامي نؤمن بالديمقراطية، والقول أننا استخدمناها لنصعد بها على السلم لنصل إلى المناصب ثم ركلناه، فمن العيب أن يقال ومن العيب أن نعلق عليه. نحن نؤمن بالأداء الشورى للديمقراطية، وأتعجب من الذين ملئوا الدنيا وشغلوا الناس بالكلام، وأتساءل أين أعمالهم من الديمقراطية؟، ففي وقت الصمت الانتخابي سمحت الإعلامية هالة أبو علم لأحد المرشحين المنافسين للتيار الإسلامي، بأن يتحدث في برنامجها لمدة 23 دقيقه ويصفى خصومه ثم يقال أن هذه الديمقراطية. وتابع: أريد الشريك المشارك على الأرض، وليس شريك بالكلام وفرقاء عند التجمع، فالتنمية لا يصنعها تيار واحد، ومن يسالوا عن النهضة فهي موجودة، وأقول لكل الفرقاء السياسيين أن يكونوا أصحاب رؤية هاتوا ما عندكم وسنقبل الأيادي. وطبقا لنظام المناظرة كان لكل ضيف من التيارين أن يعلق على كلام الأخر وبدا حازم غراب، رئيس قناة مصر 25، كلامه بتوجيه اتهامات لرجال الأعمال المالكين أصحاب القنوات الفضائية الخاصة، قائلا: في العشر سنوات الماضية قام مجموعة من رجال الأعمال بإنشاء قنوات خاصة، ومنهم من كون ثرواته من النهب والعلاقات الغير الشرعية بالسلطة، ولما جاءت الثورة خافوا أن يضيع ما نهبوه، فلجئوا إلى استخدام إعلامهم في السب والمهاجمة كسلاح للمقاومة . وأضاف، أن أصحاب هذه القنوات يدفعون مبالغ باهظة لبعض الإعلاميين تصل إلى 400 ألف جنيه بالشهر، وبعضهم بلغ مليون جنيه، فماذا يفعل هؤلاء ليأخذوا هذه المبالغ من رجل أعمال حرامي، نافيا ما يقال أن هذه المبالغ تدفع من الإعلانات مشيرا إلى أن كعكة الإعلانات في مصر تبلغ مليار ونصف بينما تكلفة الفضائيات الجديدة 6 مليار. وأكد أن الفساد في عهد النظام السابق طال كل شيء حتى القضاء، مدلل على ذلك بأنه لا يسمح بتعيين سوى أبناء القضاة، كما أشار إلى أن المحكمة الدستورية العليا لم تحكم في قضية منذ عام 95 وحكمت في قضية أخرى الأيام الماضية في شهر واحد. بينما عقب حافظ الميرازي، قائلا: لن ادخل في قصة مرتبات الإعلاميين وأتمنى أن أصل إلى هذا المبلغ ولن اعتبر أن هناك أي نجاسة وانه يدفع لي لأفعل شيء، فالشركات الإعلانية هي التي تحدد مرتبات الإعلاميين، فالإعلام كالسوق ونذكر أن قناة مصر 25 تعاقدت مع معتز مطر ثم ضاقت منه. وأضاف أنه يأخذ على "غراب" قوله بأنه لن يسمح لواحدة غير محجبة أن تظهر في القناة، فهو بهذا الكلام لا يختلف عن صفوت الشريف أو أنس القفي عندما قالوا لن نسمح للمحجبة بالظهور. وتابع: موضوع من يملك الإعلام مهم جدا، وإذا كنا نهاجم رجال الأعمال أصحاب القنوات فالحكومة في المقابل تدفع 2 مليار حتى تحتكر كل ترددات الإذاعة والتليفزيون، والرئيس مرسي يدفع خسائر الجمهورية والأخبار والأهرام، ليكونوا ترسانة له وعليه أن يتنازل عنها. فيما قال حسين عبد الغني، " كنت أدافع عن جماعة الإخوان وتوالى ذلك في وجودي في مكتب الجزيرة بالقاهرة، حيث كنت أرفض أن يوضع استضافة الإخوان مقابل بقاء المكتب. وأكد عبد الغني أن ما أوقع مبارك تراكم النقد المستمر من وسائل الإعلام التي يواجهها الإخوان المسلمين الآن، ولم يكن الإخوان جزء من الاحتجاجات التي أسقطته. وطالب الإخوان أن يعودوا لقياداتهم ويسألوهم كم أعطوا للمحطات الفضائية لتتبنى إعطاء أولوية لمرسي على متسابقين منافسين له في الدعاية الانتخابية. كما أكد أن نمط الملكية للتليفزيون المصري منذ جاء مرسي لم يحدث فيه تغيير سوى أنه استبدل "أسامة هيكل" بأحد المنتمين للتيار الإخواني "صلاح عبد المقصود".