أكد دكتور عبد العزيز صلاح ممثل منظمة الإيسيسكو " المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة" تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على التراث الحضارى الإسلامى في فلسطين بصفة عامة والقدس الشريف بصفة خاصة بهدف تهويدها من خلال الانتهاكات وأعمال الحفريات المستمرة حول محيط المسجد الأقصى. جاء ذلك خلال أعمال المؤتمر الثانى للجنة التراث الإسلامى، والتي اجتمعت صباح اليوم بدار الأوبرا بحضور وفود خمس دول هي النيجر والسنغال وتونس والمغرب وماليزيا. وأشار ممثل اليونيسكو د. عبدالعزيز صلاح إلى أن أعمال الحفريات التي تقوم بها إسرائيل جاءت لتغير مشهد البلدة القديمة التراثية والحضارية، لذا يحتم على وزراء الثقافة في لجنة التراث العالمي التعجيل باستصدار قرار دولي بشأن وقف الحفريات في محيط المسجد الأقصى واللجوء إلى محكمة العدل الدولية في لاهاى. كما أشار المتحدث إلى تبنيِّ منظمة الإيسيسكو لقضية القدس وتأكيد كونها عربية وعاصمة أبدية لفلسطين، في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل ضم الحرم الإبراهيمي، ومسجد بلال بن رباح، والتعدي على حائط البراق واستمرار الحفريات في محيط المسجد الأقصى والتي تزداد يوما بعد يوم، تلك الحفائر التي تشكل خرقا فاضحا للمواثيق والأنظمة الدولية التي تتعلق بالمحافظة على الآثار في المناطق التي تقع تحت الاحتلال. ومن المواثيق التي تخترقها إسرائيل ميثاق جنيف الدولي الرابع الصادر بتاريخ 12 أغسطس 1949, وتوصيات المؤتمر الدولي المنعقد في لاهاي سنة 1945لحماية الممتلكات الثقافية في النزاعات المسلحة, كما تخالف التوصيات التي أقرها المؤتمر العام لعلماء الآثار في دورته التاسعة التي انعقدت في نيودلهي بتاريخ 5ديسمبر 1956, و تضرب بعرض الحائط قرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة, التي دعت"إسرائيل" لعدم ضم أي جزء من الأراضي العربية المحتلة أو إحداث أي تغيير في طبيعة الأرض، كما أن القانون الدولي يحاسب على هذه الجرائم كجرائم حرب. يضيف د. عبدالعزيز : الصهاينة بهذه الحفريات يحاولون البحث عن دليل لإثبات وجودهم المزعوم، لكن حفرياتهم تلك تكشف ضلالهم وزيفهم فجميع ما يكتشفوه يؤكد عربية دولة فلسطين ومن ثم يكون التعامل معه إما بالبيع أو الإخفاء، ويتطرق المتحدث إلى الجدار العنصري الفاصل الذي يدمر خمسة آلاف موقع أثري فلسطيني فضلاً عن الآثار النفسية السيئة التي يسببها للفلسطينيين. وفي مداخلته انتقد دكتور مصطفى أمين رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية الطريقة التي نتفاهم بها مع الصهاينة، مؤكداً أننا نخاطبهم بمنطق لا يفهمونه، فهم لن يتخلوا عن مخططهم الدنئ لتهويد القدس، مشيراً إلى أن إسرائيل تتعامل مع العرب على وجه خاص وباقي دول العالم بشكل عام على أنها استثناء من القانون الدولي، فلا يطبق عليها وكذلك تفعل مع الأعراف والمواثيق الدولية، فهي تعرف أنها مهما فعلت لن تجد من يردها. واقترح د. مصطفى أن يخاطب العرب والدول الإسلامية المجتمع العالمي لا سيما الأوروبي الذي يتعاطف في بعض منه مع القضية الفلسطينية، وذلك عبر ضغط الجمعيات والمؤسسات الأهلية في جميع الدول العربية والإسلامية على أوروبا، ليستطيع المواطن غير المتخصص لديهم فهم التجاوزات التي تقوم بها إسرائيل ضد تهويد القدس. يضيف المتحدث : "أشعر في هذا التوقيت بضآلة" يعني أن العرب لم يقدموا شيئا لحماية تراث فلسطين، ويواصل أمين : العالم كله يدرك أن إسرائيل تتعدى على الحضارة والتراث بفلسطين ولكنهم يعاملون هذا الكيان الغاصب وكأنه لم يفعل شئ. وأشار دكتور مختار الكسباني أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة إلى أن قرار إقامة دولة إسرائيل عام 1947 يتضمن صراحة أن القدس عربية وضمن ممتلكات الدولة الفلسطينية، وكذلك أرشيف "تل العمارنة" الموجود بالمتحف المصري يتحدث عن عربية القدس، كلها وثائق بأيدي العرب وليس عدوهم، ومن ثم علينا أن نحسن استغلال ما نملك وهو ليس بالقليل. ويقترح الكسباني عرض ملف تهويد القدس وآثار فلسطين بشكل قانوني على الأممالمتحدة، وأن تتحمل حكوماتنا جميعاً مسئولية وضع هذا الملف في كافة المفاوضات، مشيراً إلى ضرورة ألا يكون هذا الملف سياسي فقط بل أن يرجع الساسة إلى المختصين والأثريين في هذا الملف تحديداً، لأنهم المنوط بهم حماية التراث وليس الساسة وحدهم.