يحيا الهلال مع الصليب، شعار رفعته ثورة 1919 لإعلاء مبادئ الوحدة الوطنية في مصر في مواجهة أي فتن دينية أو عنصرية يمكن أن تفرق بين عنصري الأمة المسلمين والمسيحيين، لكن من حين لآخر تطفو على السطح بعض الأحداث التي تلوح بإشارات الخطر على تلك العلاقة . لذا يأتي حوارنا اليوم مع المستشار ممدوح رمزي، مساعد رئيس حزب الإصلاح والتنمية "مصرنا"، وهو أحد القيادات المسيحية الذين يعتزون بمصر الموحدة التي تقوم على التآخي بين الطرفين وإزاحة أي ألغام من طريق مصرنا الجديدة التي ولدت بعد ثورة 25 يناير.. وإليكم التفاصيل * : كيف ترى مصر الآن ؟ ** : مصر تمر بمنعطف خطير والأحداث الجارية لا تطمئن ولاسيما ما حدث منذ أيام .لكن مصر حاليا تحاول العبور من دولة مستبدة وحكم شمولي والفرد هو الذي يسود على الكل إلى دولة مدنية ديمقراطية . * : لكن هناك من يعترض على مدنية الدولة ؟ ** : في الواقع هي تيارات بعينها ومازالت تعيش في الماضي وتفكيرهم يقترب من الشمولية في الحكم بل هم أخطر من ذلك لكن المصريين لن يسمحوا بذلك. * : هناك شخصيات برزت عقب الثورة مباشرة لكن دورها بدأ يتوارى ألا تتفق معي في ذلك وما هو السبب ؟ ** هذا صحيح والنظام الحاكم تيقن إلى خطورة هؤلاء على الأمن القومي المصري ويدفعون البلاد نحو فتنة طائفية فكان لابد وأن يكون هناك وقفة قوية لأن هؤلاء أرادوا فرض أفكارهم . ولعل ما صرح به المرشد العام للإخوان المسلمين لجريدة الدستور بالقول بأنه لن يسمح بأن تتغلب الديمقراطية والمواطنة على الدين والعقيدة وكان يتحدث باسم الشعب المصري قاطبة ومن هنا كانت الوقفة . * : لكن المجلس العسكري ممكن يستمر في الحكم أو يأتي برجل عسكري في الحكم؟ ** : المجلس العسكري غير مهيأ للحكم لأن هذا ليس من مهام عمله والمجلس العسكري جاء للإدارة وليس للحكم ومن هنا عليه الإسراع في تأسيس كيانات الدولة وتسليم السلطة للمدنيين. * : ما رأيكم في تنظيم المليونيات التي لم تنقطع منذ الثورة ؟ ** : معطلة ومستفزة للشارع لأنها تعتمد على استعراض القوة . * : هل الشرطة تقوم بدورها في الوقت الحالي ؟ ** : لا أعتقد ذلك لأن هناك تحجيم لأجهزة الأمن بشكل فاضح ولا أعرف لمصلحة من يحدث ذلك ؟ وبالتالي الأمن يخشى من استخدام صلاحياته خوفا من البطش بهم عن طريق القانون بتهمة التعدي على المواطنين .لكن الأمر يتجه للأحسن في الغالب في الأيام القادمة ولاسيما بعد تفعيل قانون الطوارئ الذي سيجعل المجرمون وأرباب السوابق يتوارون . * : قيل أن موقف الكنيسة أبان الثورة لم يكن واضحا فما تعليق سيادتكم؟ ** : كعادة الأزهر والكنيسة دائما يأخذون مبدأ التحفظ على أي أحداث حتى تتضح الأمور وحتى لا يقعوا في حرج مع النظام . * : لكن القس صليب متى ساويرس كان واضحا بأنه ضد الثورة كيف تفسر ذلك ؟ ** القس صليب ليس معبرا عن رأى الكنيسة ، ومعروف أنه كان من رجال الحزب الوطني ولا يعبر عن رأى الأقباط ولا عن حقوقهم وهذا حادث من النوبيين الآن . * : ممكن الأقباط أن يفعلوا مثلما فعل النوبيين؟ ** : في ظل تفعيل المواطنة تفعيل حقيقي بمعنى المساواة والمشاركة وبالتالي تختفي فكرة ومفهوم الأغلبية والأقلية ويسود مكانها الحقوق والواجبات لكل الفئات دون النظر إلى حجمها لأن الأمر يتعلق بالمواطنة هذا وارد أن يفعل الأقباط مثلما فعل النوبيين لأن الأقباط يمثلون 20% من سكان مصر ويشكلون تعداد دولتين مجتمعين وهما ليبيا وتونس وهذا عدد ليس بالقليل ومن حقهم أن يتمتعوا بكافة حقوقهم السياسية . * : كيف تنظر بعين السياسي لزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في الوقت الحالي؟ ** : زيارة مفيدة ومحددة الأهداف كتعميق مبدأ الدولة الديمقراطية دون النظر إلى الجنس أو اللون أو العقيدة . * : هناك أحزاب تشكيلها يقترب من الدينية هل تؤيد قيام حزب مسيحي على أساس ديني ؟ ** أنا ضد أن يشكل حزب على أساس ديني والأقباط عليهم أن يودعوا السلبية وينخرطوا فى أحزاب تتفق مع ميولهم السياسية ولا يعنيني أسم الحزب بقدر ما يعنيني منهج الحزب مثلما فعل الإخوان المسلمين والذين فصلوا الحزب عن الجماعة . * : من من المرشحين للرئاسة تجده مؤهلا لذلك ؟ ** : لا يوجد إلا عمرو موسى وأن كان عمره المتقدم والبعض يحسبه على النظام السابق قد يعوقه بعض الشيء . * : علمنا أنكم تقدمتم ببلاغ للنائب العام تتهم فيه حبيب العادلى بأنه وراء حادث كنيسة القديسين إلى أي مدى وصل البلاغ ؟ ** : البلاغ تم تقديمه منذ مارس الماضي وحتى تاريخه لم يتم التحقيق فيه رغم إدلائي بأقوالي مما يضع العديد من علامات الاستفهام حول تجميد البلاغ لمدة 6 شهور ولم يتم التحقيق مع الأطراف المعنية . * : ما تفسيركم بعدم الاهتمام بالبلاغ حتى الآن ؟ ** : ربما يكون الأمر متعلقا بالأمن القومي ويمثل خطورة على المجتمع لو صحت المعلومات التي تفيد بأن التفجيرات قد تمت بأوامر عليا من الرئيس إلى وزير الداخلية مثلا، ولو ثبت ذلك فعلا أن هناك تفكير في تفجير مؤسسة دينية قل على مصر السلام . * : لكن ما حقيقة البلاغ المقدم ضد أحد القضاة الذي طالب بفرض الجزية على الأقباط؟ ** : أولا لابد من أعادة هيكلة مؤسسة القضاة وتطهيره من العناصر التي اخترقت القضاة بشكل أو بأخر والدليل على ذلك ما قام به المستشار محمد عبد الحكيم حبيب نائب رئيس استئناف طنطا والذي أعلن على الملا بنقابة الصحفيين بضرورة فرض الجزية على الأقباط وإسقاط عنهم صفة المواطن وقدمت ضده بلاغ للنائب العام في 23\6\2011تحت رقم 993 لمجلس القضاء الأعلى وللآن البلاغ حبيس الأدراج ولم يتم التحقيق معه حتى الآن . * : لكن هل يحقق الأقباط مكاسب سياسية في الانتخابات القادمة؟ ** : في حال ترشيح الأقباط في المقاعد الفردية سيكون من الصعوبة نجاح أي مرشح قبطي لكن على قوائم الأحزاب يحققوا نتائج معقولة والانتخاب بالقائمة سيقضى على ظاهرة العنف والاستغلال المالي للانتخابات والتي كانت تأتي بتجار المخدرات والآثار والسلاح والذين ينفقون ببذخ على هذه الانتخابات . * : لكن ما علاقتك بالحزب الدستوري حاليا؟ ** : ليس لي أي علاقة به وأنا حاليا مساعد رئيس حزب مصرنا وعضو الهيئة العليا به.