رفض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأربعاء الاعتذار عن ماضي بلاده الاستعماري في الجزائر ، قائلا "أن باريس ترغب بدلا من ذلك في أن تتحرك للأمام على قدم المساواة وتعزز التجارة مع هذا البلد الغني بالنفط". وقال هولاند ، في أول زيارة دولة يقوم بها منذ انتخابه في مايو، أن البلدين اتفقا على إعلان صداقة واتفاق استراتيجي لمدة خمس سنوات يشمل العلاقات الاقتصادية والثقافية والزراعية وشؤون الدفاع.
وأضاف في مؤتمر صحفي بعد اجتماعه مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة "أود أن أقيم مع الجزائر شراكة إستراتيجية على أسس متساوية.
"لست هنا لإبداء الندم أو الاعتذار..أنا هنا لأبلغ الحقيقة للجزائريين".
وقال هولاند، الذي رافقه في زيارة الجزائر مسئولون كبار من كبريات الشركات الفرنسية، أن شركة رينو لصناعة السيارات اتفقت على بناء مصنع في الجزائر ينتج نحو 75 ألف سيارة سنويا.
وأردف هولاند "يجب ألا يمنعنا الماضي من بناء المستقبل".
وكان هولاند وصل في وقت سابق من الأربعاء إلى الجزائر في زيارة دولة تستمر 36 ساعة الهدف منها فتح صفحة جديدة في العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين.
واستقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الفرنسي ورفيقته فاليري تريفيلير على ارض المطار.
وقال الرئيس الفرنسي أن "هذه الزيارة ضرورية، وهي تفتح أيضا عهدا جديدا اريد ان ابدأه بين فرنساوالجزائر بعد 50 عاما".
ويرافق هولاند وفد هو الأكبر الذي يغادر معه إلى الخارج منذ توليه مهامه في مايو ويضم حوالي 200 شخص بينهم تسعة وزراء و12 مسئولا سياسيا وأربعون شخصا من مجتمع الأعمال وكتاب وفنانون وحوالي مئة صحفي.
وقال الناطق باسم قصر الاليزيه رومان نادال تعليقا على هذا الوفد الكبير انه "يدل على الأهمية السياسية والاقتصادية التي يوليها رئيس الجمهورية لهذه الزيارة".
وينظر إلى زيارة هولاند على أنها فرصة لتحسين العلاقات بين البلدين بعد فترة برود خلال رئاسة الرئيس السابق نبكولا ساركوزي.
واعتبرت صحيفة "الوطن" الجزائرية الواسعة الانتشار والناطقة بالفرنسية أن "الاعتراف بالماضي الاستعماري وجرائم الاستعمار سيهدئ أخيرا الذكرى التي لا تزال مؤلمة، وسيحقق العدالة للضحايا ".
وكان الرئيس السابق جاك شيراك استقبل بحفاوة في الجزائر في 2003 و 2004 لكن في السنة التالية أدى قانون يهدف إلى إدراج "الدور الايجابي" للاستعمار .
وسيحاول هولاند ونظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالتالي طي صفحة الماضي عبر "إعلان مشترك" بعد التخلي عن مشروع اتفاقية صداقة.
وقال الرئيس الجزائري في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية أن الجزائر تريد "علاقة قوية وحيوية مع فرنسا" فيما ترغب باريس في هذه المناسبة في استئناف "حوار سياسي حول التحديات الدولية الكبرى" بدءا بمالي.
وترغب فرنسا في الحصول على دعم الجزائر لتدخل دولي في شمال مالي الخاضع لسيطرة الإسلاميين.
مواد متعلقة: 1. الرئيس الفرنسي يصل الجزائر وبوتفليقة في مقدمة مستقبليه 2. الجزائر تؤكد اعتقال الرجل الثالث في تنظيم القاعدة 3. هولاند: نتفق مع الجزائر على مساندة الإبراهيمي للبحث عن حلول للانتقال السلمي بسوريا