رويترز: حذرت المعارضة المصرية من إراقة مزيد من الدماء في الشوارع عندما يتوجه المصريون للتصويت على دستور جديد يؤيده الرئيس الإسلامي محمد مرسي وسط أزمة سياسية متنامية. ويصوت المصريون في الاستفتاء الذي يجري السبت القادم والسبت الذي يليه بقبول أو رفض قانون أساسي يجب أن يصبح ساريا قبل إجراء انتخابات عامة أوائل العام القادم وهو حدث يأمل كثيرون أن يخرجأكبر الدول العربية في عدد السكان من الاضطرابات.
وقتل عشرة أشخاص وجرح المئات في أعمال العنف التي اندلعت منذ ثلاثة أسابيع بعد أن منح مرسي لنفسه سلطات كاسحة لدفع الدستور من خلال جمعية تأسيسية يهيمن عليها الإسلاميون وتقاطعها المعارضة.
وقال أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار وعضو جبهة الانقاذ الوطني المعارضة أن دفع الدستور من خلال استفتاء في وقت يشهد توترا شديدا في الشوارع يمكن أن يفجر مزيدا من العنف مع توجه ناخبين متنافسين إلى صناديق الاقتراع.
وقال سعيد لرويترز "أثناء الاستفتاء أعتقد أنه ستراق دماء وسيكون هناك كثير من العداء ولذلك ليس من الصواب إجراء استفتاء."ووصف التصويت بأنه ينطوي على كثير من المخاطر مع انتشار قدر كبيرمن مشاعر "المرارة".
ورغم الحشد لقول "لا" من جانب المعارضة فإنه من المتوقع على نطاق واسع تمرير الدستور نظرا لسجل جماعة الإخوان المسلمين الجيدة التنظيم في الفوز بالانتخابات منذ سقوط حسني مبارك قبل عامين.
وربما يقول كثير من المصريين الذين تعبوا من الاضطرابات نعم. لكن الاستفتاء المثير للفرقة يمكن أن يضر بقدرة مرسي على تحقيق اجماع بشأن السياسات الحيوية لانقاذ الاقتصاد. وربما يفتت أيضا معارضة متحدة حاليا قد تجد صعوبة في تجاوز هزيمة ساحقة في صندوق الاقتراع.
وثبت أن الاستفتاء مثير للجدل بدرجة كبيرة حيث تخوض جماعة الإخوان المسلمين معركة حامية في القاهرة ومدن أخرى مع المعارض ةالليبرالية العلمانية.
وقصر الرئاسة الذي أصبح نقطة تجمع حشود هائلة تحيط به الآن دبابات وحواجز خرسانية ضخمة. وعرض التلفزيون الحكومى اليوم الخميس لقطات لقوات تقوم باستعراض صدرت لها الأوامر بحماية مراكز الاقتراع والمباني الحكومية الأخرى.
وتقول المعارضة أن الدستور لا يعكس طموحات كل المصريين البالغ عددهم 83 مليون نسمة لإنه تغلب عليه الصبغة الإسلامية بصورة كبيرة ويدوس على حقوق الاقليات بمن فيها الطائفة المسيحية.
ويقول مؤيدو مرسي إن هناك حاجة للدستور لمواصلة الانتقال إلى الديمقراطية. وهذا الأسبوع نظمت المعارضة احتجاجا كبيرا في الشوارع لاقناع مرسي بتأجيل الاستفتاء دون نجاح.
ورد عليها الإسلاميون المؤيدون لإجراء الاستفتاء بتجمعات حاشدة أكبر.
والآن تطالب المعارضة أنصارها أن يصوتوا قائلين "لا" رغم أنها هددت بمقاطعة الإجراءات إذا لم تتوفر ضمانات لإجراء استفتاء نزيه.
ويقول خبراء في الشؤون السياسية إن الابتعاد عن التصويت يمكن ان يؤدي لفقدان المصداقية.
بالنسبة للمعارضة فإن هامش أي انتصار قد يكون حيويا.
وقال شادي حامد من مركز بروكينجز الدوحة "هناك فرصة حقيقية لأن تضعف النتيجة معنويات المعارضة إذا تمت الموافقة على مشروع الدستور بنسبة 70 في المئة أو أعلى وقد يكون من الصعب عليها التعافي من ذلك وسيعلن مرسي أنه كان لديه مبرراته.
وقال عضو بارز في جماعة الإخوان المسلمين إن التصويت على الدستور سيكون له فوائد سياسية عملية لجميع المصريين لانه سينقل السلطات التشريعية التي في أيدي الرئيس الآن إلى مجلس الشورى.
وقال عصام العريان "قل (نعم) من أجل مستقبل أفضل ووزع السلطة بين المؤسسات حتى لا تتركز في يد واحدة." وهي رسالة قد تجد صدى لدى المصريين العاديين القلقين من عدم الاستقرار والشكوك الاقتصادية.
وتساءل أحمد حلمي وهو مهندس عمره 35 عاما في ميدان التحرير بالقاهرة "هل أحب الدستور؟" وأضاف "لا لأن اللجنة التي صاغته كانت احتكارا (للإسلاميين). لكنني أريد الدستور حتى نخرج من هذه الفترة الانتقالية الطويلة التي تجعلني أنا وملايين المصريين نتمنى لو أننا غادرنا البلد."
ويعكس الاقتصاد التوتر مع اشتباك الأطراف المتنافسة في الشوارع. ويتراجع الجنيه المصري إلى مستويات متدنية جديدة مقابل الدولار كل يوم وتم ارجاء قرض قيمته 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي ينظر إليه على أنه أساسي للتعافي الاقتصادي إلى الشهر القادم بسبب الأزمة.
وتنظر الولاياتالمتحدة بقلق إلى بلد قدمت له مليارات الدولارات في صورة مساعدات وتأكدت أهميته الإقليمية بمعاهدة السلام مع إسرائيل.
وتراجع الجيش المصري الذي يحصل على الجزء الأكبر من المساعدات الأمريكية عن الدور السياسي الذي كان يقوم به للحفاظ على الوحدة الوطنية في عهد مبارك والرؤساء الذين سبقوه. وألغيت دعوة من قائد الجيش لإجراء حوار وطني هذا الاسبوع بعدما بدا أن هذا الجهد يحمل صبغة سياسية أكبر مما ينبغي.
ومع احتجاجات الشوارع تحول الجدل إلى مجرد تبادل شعارات وشهدت الحملات الدعائية بشأن الاستفتاء بداية بطيئة. ودعا بعض ناشطي المعارضة إلى تجمع حاشد غدا الجمعة في ميدان التحرير بؤرة الانتفاضة ضد مبارك.
ومن جانبهم يوزع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين نسخا مجانية من مشروع الدستور.
وبثت محطات الراديو والتلفزيون إرشادات للناخبين بشأن إجراءات التصويت على الدستور وأبلغتهم بأنه يتعين عليهم غمس إصبع في الحبر بمجرد التصويت لقطع الطريق على محاولات المشاركة أكثر من مرة. مواد متعلقة: 1. «العريان»: موقف المعارضة من الدستور الجديد جيد 2. الجزار ل «محيط»: المعارضة ترفض دستورا «توافقيا» 3. بين التأييد والمعارضة..المصريون بفرنسا يواصلون التصويت على الدستور