اهتم الكتاب العرب اليوم بتسليط الضوء على المعاناة السورية بعد أن بات الاعلام العربي محصورا بين حرب الأيام الثمانية بغزة، ثم قرارات الرئيس المصري الأخيرة ، الى جانب توترات الساحة السياسية في اقليم كردستان بشأن قرار المالكى الأخير. وفى مقاله بجريدة "الشرق الاوسط" اللندنية بعنوان "الثورة السورية بخير" أكد الكاتب طارق الحميد ان الثورة السورية مازالت تسير فى الطريق الصحيح الذى سينتهى قريبا بسقوط طاغية دمشق مستخدما تعبير الثورة السورية بخير لعدة اسباب أوضحها فيما يأتى
أن السوريين تأكدوا أن الممانعة والمقاومة ليست كذبة أسدية وحسب، بل وكذبة حماس، وحزب الله، وإيران، فحرب الثمانية أيام في غزة أظهرت أن حماس ليست إلا طالبة حكم، حيث تريد اليوم إقرار مبدأ «السلام مقابل الحكم» وليس السلام مقابل الأرض. فكل هم خالد مشعل أن يكون بديلا لمحمود عباس، وهذا ما تقوله تصريحات مشعل نفسه، والأكثر وضوحا منها تصريحات الزهار التي قال فيها إنه لو زار عباس غزة فسيتم اعتقاله. وهذا يكشف حجم الصراع داخل حماس نفسها، وتلك قصة أخرى، ولكنها تذكير لمن يقفزون على الحقائق.
وأشار الكاتب أيضا إلى أن الثورة السورية بخير لأن السوريين تأكدوا أن حماس وحزب الله، مهما قالوا، فإنهم حلفاء إيران التي تدعم بشار الأسد بالأسلحة والأموال لقتلهم يوميا، خصوصا أن عدد القتلى السوريين قد وصل الأربعين ألفا.
وتابع "الثورة السورية بخير لأن الأسد لم يستطع استغلال فترة انشغال الإعلام، والعالم، وكثير من العرب، بحرب الأيام الثمانية بغزة، أو القرارات الانقلابية بمصر، بل إن الثوار السوريين واصلوا الزحف نحو دمشق، وبات الأسد محاصرا أكثر من أي وقت مضى، ولم تستطع إيران، أو روسيا، ومعهم حزب الله، تغيير المعادلة على الأرض، بل إن السوريين، وبسواعدهم ودمائهم، يخوضون المعركة، ويتقدمون يوما وراء آخر لمحاصرة قصر الطاغية، وها هي المواقع الحيوية لقوات الأسد تسقط بيدهم موقعا تلو آخر، ومنجزهم السياسي يتقدم أيضا يوما بعد يوم، في العالم العربي، وأوروبا، بينما رموز النظام الأسدي، من فاروق الشرع، ووليد المعلم، وبثينة شعبان، تلوذ بالصمت بارتباك واضح".
واختتم الكاتب "مكررا الثورة السورية بخير أيضا لأنها ستصل إلى هدفها وقد انكشفت كل الأوراق في المنطقة، حيث انقلب السحر على الساحر.. انفضح الإخوان في مصر وتونس، وبانت عواقب الإقصاء في العراق الذي حاول نوري المالكي هو الآخر استغلال الانشغال العربي بغزة ومصر للانقضاض على الأكراد. فقد اتضح للسوريين أن لا مجال للإقصاء، ولا مكان لسيطرة اللون الواحد، والحزب الواحد، سواء كانوا من الإخوان المسلمين، أو العسكر، أو فصيل تابع لهذا أو ذاك، فإما أن يسقط السوريون الأسد وينضموا لركب المناكفين، والمتأخرين، العرب، أو أنهم يبدأون من حيث انتهى الآخرون في دول الربيع العربي".
وفى جانب اخر ، قال الكاتب عبد الله اسكندر بصحيفة "الحياة" اللندنية الضوء خلال مقاله بعنوان " المالكى وإقليم كردستان" ان رئيس الحكومة العراقى نورى المالكى استغل الازمة السورية عند اصدار قراره بتشكيل ما سماه «قيادة عمليات دجلة»، لتكون غطاءا بذريعة التطورات السورية وقيام «الجيش الحر» بهجمات على الحدود الشمالية مع العراق بينما يندرج هدفه الحقيقى بالتوتر مع اقليم كردستان.
وأشار الكاتب إلى ان كثيراً من القضايا لا تزال عالقة بين الاقليم وحكومة المالكي، خصوصاً قضية كركوك واستغلال الثروة النفطية.لكن وراء هاتين المسألتين المهمتين جداً بالنسبة الى الجانبين، ثمة قضية ثالثة تحكم التعامل المركزي معهما. وهي صورة الحكم المركزي في فهم المالكي، وما تنطوي عليه من كيفية تعامل مع الاقاليم عموماً، وإقليم كردستان خصوصاً.
وقال الكاتب "انه على رغم الدستور الاتحادي الذي يعطي الأقاليم حقوق ادارة شؤونها وتقاسم الثروات مع المركز، اعتمد المالكي نهج محاولة تطويع هذه الادارة لمقتضيات سياسته. وهو، وإن أفشل مساعي اقامة اقاليم اخرى في العراق، معروف عنه عرقلة عمل المحافظين وإخضاعهم الى الادارة المركزية في الشؤون المحلية. وإذا كان يبدو من المستحيل للمالكي اعادة النظر في وضع اقليم كردستان، من وجهة دستورية، من دون المغامرة بحرب جديدة مع الاكراد، فإنه حاول ان يخضع سلطاته الى القرار المركزي، في سعي الى الالتفاف على الدستور الاتحادي".
واختتم الكاتب مقاله مؤكدا" ان الازمة بين بغداد وإقليم كردستان تتعلق حالياً بكيفية الفهم والتعامل اللذين يبديهما المالكي في طريقة حكمه، خصوصاً لجهة تطبيق الدستور بنصه وروحه. وإلا لكان امكن، مع بعض الصعوبة بالتأكيد، التفاهم مع قيادة اقليم كردستان، عبر تطبيق المادة الدستورية في ازمة كركوك وإيجاد حل تفاوضي لمسألة النفط. لكن، يبدو حتى الآن ان مثل هذه النيات غير متوافرة لدى المالكي الذي يبدو احياناً غير معترف بالإقليم وسلطاته".
وعلى صعيد توتر اخر قال الكاتب سمير صالحة بجريدة "الشرق الاوسط" فى مقاله اليوم بعنوان "لماذا اغضبهم الباتريوت على هذا النحو" ان العلاقات باتت اكثر توترا بين تركيا وإيران بعد ان قررت تركيا استقدام صواريخ ال«باتريوت» باسم حلف شمال الأطلسي استكمالا لخطوة نشر مظلات الصواريخ على حدودها الشرقية مع إيران.
وتطرق الكاتب لسيتوضح شكل التوتر المتبادل بين البلدين من خلال اللقاء المطول بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني فى اسطنبول والذى أعقبه على الفور لقاء بين أردوغان ورئيس جهاز استخباراته هاقان فيدان، ثم لقاء آخر جمع رئيس الوزراء التركي وقيادات المعارضة السورية حيث تم تبادل الآراء في ما حمله لاريجاني من دمشق حول خطة الأخضر الإبراهيمي المرتقبة، بينما اختار الضيف الإيراني تمضية بقية الوقت بالتجول في قصر «دولمه بهشه» مركز التقاطع بين تاريخ الإمبراطورية العثمانية والدولة العلمانية الحديثة.
وقال صالحة فى مقاله "ان لاريجاني لم يتردد في تذكير الأتراك بأن طهران لن تتخلى عن النظام السوري لا بل إنها لن تسمح بإسقاطه حتى ولو كان الثمن دخولها المباشر إلى دمشق لتنفيذ تعهداتها هذه. لكنه يعرف أيضا أن لعبة الباتريوت خطيرة حتما والطريق الأقصر لإقناع أنقرة بالتخلي عنها ليس التمسك أكثر فأكثر بنظام قطع كل علاقاته مع شعبه، بل بالتخلي عن حماية نظام يصر على دك المدن فوق رؤوس من تبقى من سكانها".
وتابع الكاتب مؤكدا "ان حكومة أردوغان ترى في قرار اللجوء إلى الباتريوت جزء من استراتيجيتها الدفاعية، لكن الحقيقة هي أن استقدام هذه الصواريخ كما فعلت في مطلع التسعينات خلال مهاجمة صدام حسين الكويت ولم تستخدمها وقتها، يندرج في إطار سياسة دفاعية ضمن عملية هجوم شاملة قد لا يمكن تلافيها، يقودها حلف شمال الأطلسي على حسابه كما فعل أكثر من مرة وتكون تركيا مركز الثقل فيها. النصائح الروسية الأخيرة لأنقرة لناحية الضغط على المعارضة لقبول الحوار مع الرئيس السوري وعدم عسكرة الحدود التركية - السورية والتخلي عن عرض العضلات، سيقابلها الرد التركي بأن موسكو لا تريد هي الأخرى أن ترى سوى ما يعجبها ويناسبها. بأي سلاح وذخيرة يواصل النظام في دمشق عملياته في مهاجمة المدن؟ وأين المبادرات الروسية والإيرانية الملموسة على الأرض باتجاه إقناع القيادة السورية بالتخلي عن إشعال المنطقة؟".
واختتم الكاتب مقاله قائلا "أن تركيا تعرف أنها من خلال نقلة بهذا الحجم لا تتحرك لقطع الطريق على الطيور الوافدة من دول الجوار. هي تريد أن تقول لمحذريها والعاتبين عليها إن استهداف أراضيها أو تهديدها بشكل أو بآخر يعني تهديد أمن دولة أطلسية قبل كل شيء. المواجهة المرتقبة لن تكون تركية – سورية؛ بل ستكون محورية بين حلفين؛ أحدهما يريد وضع حد لإراقة الدماء في المدن السورية، وآخر يصر على لعب ورقة النظام السوري حتى النهاية رغم أنه يعرف أنها خاسرة".