تشهد العاصمة اليمنية صنعاء نشاطا دبلوماسيا ودوليا وحراكا سياسيا مكثفا بهدف تأكيد الدعم الدولى والاقليمى للتسوية السياسية والإنتقال السلمى للسلطة فى اليمن ، يأتي ذلك بالتزامن مع حلول الذكرى الاولى لتوقيع المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة . وفي هذا الإطار أجرى الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي أمس سلسلة من اللقاءات مع مستشار الامين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر وأمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني تناولت تطورات سير عملية التسوية السياسية وتنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية .
وأشاد الزيانى خلال اللقاء بالنجاحات التي تحققت في ظل الجهود الاستثنائية التي بذلها الرئيس عبد ربه منصور وهو ما حقق نتائج إيجابية كبيرة في طريق ترجمة التسوية السياسية على أرض الواقع واستعادة الحياة الطبيعية والاستقرار في ربوع اليمن كله .
من جهة أخري أكد المستشار السياسي والإعلامي لرئيس الوزراء علي الصراري فى تصريح نقلته صحيفة الجمهورية اليوم الاثنين ان بان كي مون سيلتقي خلال زيارته القصيرة مع كل من الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس حكومة الوفاق الوطني محمد باسندوة وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني والمبعوث الأممي جمال بن عمر وسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية للاطلاع على ما تم إنجازه على صعيد تنفيذ الآلية التنفيذية للمبادرة والعراقيل التي لاتزال تقف أمامها .
وأشار إلى أن تلك الزيارة تأتي دعما لمسيرة الحوار الوطني التي يجرى التحضير لها حاليا والتي تجد حرصا كبيرا من جانب المجتمع الدولي على أن يتم التحاور البناء بين كافة الأطراف اليمنية على أمل الوصول إلى حلول يتفق حولها الجميع لمواجهة المشاكل التي تواجه البلاد .
ويهدف هذا الحشد الدولى الذى تشهده اليمن أكبر تجمع إقليمي ودولي في تاريخ البلاد ، إلى إظهار الدعم الدولي لليمن والحفاظ على استقرار هذا البلد الذي تهدده صراعات سياسية وعسكرية كبيرة ، بعدما أخفق قادة الأطراف السياسية في تحقيق الحد الأدنى من التوافق السياسي المتمثل في الاتفاق على موعد محدد لإطلاق مؤتمر الحوار الوطني .
ومن المقرر أن يستعرض الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال تلك اللقاءات الوضع القائم في البلاد والصعوبات التي تعترض تطبيق نصوص المبادرة الخليجية ، التي تم التوقيع عليها في الثالث والعشرين من نوفمبر من العام الماضي في العاصمة السعودية الرياض .
وينظر مراقبون إلى هذا الحدث بأهمية خاصة نظرا لحرج الموقف القائم في البلاد،وسط صعوبات جدية في تطبيق مسار التسوية السياسية من خلال تزمت مواقف بعض الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المقرر انطلاقه أواخر الشهر الجاري، خاصة قوى الحراك الجنوبي، التي لم تتفق حتى الآن على صيغة للمشاركة في هذا المؤتمر ، إضافة إلى تمسك بعض الأطراف النافذة بخيار المواجهات المسلحة ، الأمر الذي سيدخل البلاد في أتون أزمة عميقة لا نهاية لها .
وفيما تصر أطراف سياسية على ضرورة تهيئة الأجواء لعقد مؤتمر الحوار الوطني،ومن بين ذلك استبعاد الرئيس السابق علي عبدالله صالح من المشاركة في العملية السياسية المقبلة، إلا أن حزب المؤتمر الشعبي العام ، الذي يتزعمه صالح لا يزال متمسكا ببقائه في قلب المشهد السياسي ، ما يعرض العملية السياسية برمتها إلى الانهيار .
كما يضاف إلى ذلك الصعوبات التي لا تزال تواجه الرئيس عبدربه منصور هادي في إعادة هيكلة مؤسستي الجيش والأمن كخطوة مطلبية لشباب الثورة قبل الدخول في الحوار الوطني .
كما تتناول اجتماعات الرئيس هادى من المسئولين الدوليين التعهدات بتقديم مساعدات تمويلية إضافية جديدة لليمن من بعض دول مجلس التعاون الخليجي ، مشيرة إلى أن قطر تعهدت للرئيس هادي خلال زيارته إليها في إطار جولته الخليجية الأخيرة بتقديم تمويلات جديدة وإضافية إلى جانب المساعدات المعلنة والمقدمة من أكثر من بلد خليجي خلال مؤتمر الرياض للمانحين ، والاجتماع الرابع لمجموعة أصدقاء اليمن الذي عقد في نيويورك أواخر سبتمبرالماضى التي تصل إلى 650 مليون دولار. مواد متعلقة: 1. الداخلية اليمنية تستعين بقوات الجيش لمواجهة المسلحين القبليين 2. اليمنيون يتوافدون على صنعاء لتنظيم مليونية «معا لنصرة فلسطين» 3. تخصيص 35 مليون دولار لدعم الاحتياجات الإنسانية في اليمن