أعلنت مصادر إعلامية اليوم الثلاثاء، أن الجزائر أبلغت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، موافقتها على المشاركة في التخطيط للتدخل العسكري شمال مالي دون أن يكون للجيش الجزائري مشاركة مباشرة في الحرب. ونقلت صحيفة "الخبر" الخبرالجزائرية عن مصدر لم تذكر اسمه أن "عسكريين جزائريين سيشاركون مع نظرائهم من دول غرب إفريقيا يومي 3و4 نوفمبر المقبل في اجتماع تخطيطي"، وأن الجزائر أضحت مقتنعة بأن "تبني خطة لمستقبل سكان شمال مالي واجبة قبل الدخول في أية عملية عسكرية".
ولم يصدر في الجزائر حتى صباح اليوم أي بيان رسمي يوضح فحوى المباحثات التي أجرتها كلينتون مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أمس الاثنين.
وغادرت كلينتون الجزائر مساء الاثنين بعد زيارة استمرت عدة ساعات التقت فيها بوتفليقة بحضور كبار المسؤولين في الدولة.
وقالت كلينتون في أعقاب محادثاتها إنها أجرت معه "مشاورات معمقة بشأن الوضع في منطقة الساحل وخصوصا في شمال مالي".
وتصاعد الحديث خلال الأسابيع الأخيرة حول ضرورة التدخل العسكري في شمال مالي بعد مضي ستة أشهر على سيطرة "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" و"جماعة أنصار الدين" على تلك المنطقة، وإعلان دولة الطوارق في 6 إبريل الماضي.
وتضاربت وسائل الإعلام فيما نشرته حول موقف الجزائر من التدخل العسكري شمال مالي، والذي يهدف إلى إزاحة الجماعات المسلحة التي تسيطر على تلك المنطقة، وتراها دول أوروبية والولايات المتحدة ودول الجوار المالي تهديدا أمنيا.
ونقلت مصادر إعلامية عن مسئول أمريكي رافق كلينتون في زيارتها إن الوزيرة الأمريكية طلبت من بوتفليقة دعم بلاده للتدخل العسكري المنتظر شمال مالي، فيما لم يبدِ الأخير موافقة بشكل ملموس كما أنه لم يعترض أيضا على ذلك".
ويرى مراقبون أن الموقف الجزائري "غير رافض لكن أيضا غير مستعجل" للتدخل العسكري شمال مالي، عكس الموقف الفرنسي الذي يدفع إلى التعجيل بالهجوم العسكري على المتمردين شمال مالي.
وترى الجزائر أنه يجب إعطاء المزيد من الوقت للبحث عن حل سياسي، قبل اللجوء إلى التدخل العسكري في شمال مالي الذي يقع تحت سيطرة المسلحين منذ أبريل الماضي.
واستبعدت العديد من المصادر أن تطلب كلينتون من بوتفليقة المساهمة بقوات على الأرض في التدخل العسكري المرتقب شمال مالي، لكنها رجحت أن تطلب منها تقديم دعم معلوماتي لإنجاح العملية العسكرية، ولعب دور أشبه بدور باكستان في الحرب على أفغانستان.
وتعتبر أمريكا، الجزائر أهم حليف في مكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا والشرق الأوسط نظرًا لتجربتها الطويلة في مواجهة الجماعات الجهادية.
وتأتي هذه الزيارة بعد 10 أيام من الاجتماع الدولي الذي انعقد في مالي والذي أًصدر قرار ببدء تشكيل قوة عسكرية إفريقية لمساعدة الحكومة المالية في استرجاع الجزء الشمالي من البلاد من أيدي الجماعات المسلحة.
واتفق المشاركون في الاجتماع على تنسيق الأطراف الإقليمية والدولية للقيام بتدخل عسكري وشيك، على أن تقوم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "الإيكواس" بوضع خطة تشكيل قوة جماعية قوامها ثلاثة آلاف فرد وتحديد احتياجاتها ومهامها الأساسية والمساعدة التدريبية واللوجستية المطلوبة من القوى الدولية. مواد متعلقة: 1. «طوارق الجزائر» يعارضون التدخل العسكري الأجنبي في شمال «مالي» 2. «كلينتون» تكشف عن مباحثاتها مع «الرئيس الجزائري» 3. الجزائر ترفض منح تراخيص حمل السلاح لنواب البرلمان