ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن هناك تناقضا صارخا بشأن الحملة التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المعارضة منذ انتخابه لولاية ثالثة نظرا لأن هذه الحملة لن تعالج مشاكله المتمثلة في نظام حكومي فاسد وغير قابل للاصلاح، معتبرة أن هذه الأساليب تعود بروسيا إلى أيام الاتحاد السوفيتي. وقالت الصحيفة في سياق تقرير بثته اليوم الاثنين على موقعها الإلكتروني إنه إذا كان بوتين يحظى بدعم الأغلبية، حيث أظهر استطلاع رأي أجرى مؤخرا أن أكثر من نسبة 33% تريد بقاء بوتين إلى ما بعد 2018 من أجل ولاية رابعة، وإذا كانت المعارضة التي ملأت شوارع موسكو وسان بطرسبرج منذ عام تقريبا لم تتمكن باعترافها من تقديم بديل فلماذا يلجأ بوتين إلى وسائل القمع التي لم تشهدها البلاد منذ أيام الاتحاد السوفيتي؟".
وأضافت أن بوتين أضعف المعارضة أيضا من خلال التظاهر بأنه منحها ما تريده حيث سمح بتشكيل الأحزاب دون عوائق تسجيل كبيرة مصطنعة، مشيرة إلى أن النتيجة كانت شغل انتخابات المناطق بالأحزاب المتنافسة التي فرقت تأييد المعارضة مما أدى إلى إعادة انتخاب الحكام الحاليين في كل منطقة من المناطق الخمس التي كانوا يحكمونها.
وتابعت أنه بالنسبة لأمريكا فإنها رسميا شريك لروسيا، موضحة أن بوتين قال ذلك علنا وفي الجلسات الخاصة للرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما التقيا آخر مرة في لوس كابوس بالمكسيك.
ولفتت الصحيفة إلى أن تلك كلمات لكن الأفعال تبعث على القلق فممثلي أمريكا في روسيا تتم معاملتهم كالعدو ويشتبه في دوافعهم وتم غلق وكالتها للمساعدات ويخضع دبلوماسيوها للاستطلاع المتطفل.
ونوهت "الجارديان" إلى وجود نظريات متضاربة بشأن بوتين منها ما يبرر ما يفعله ومنها ما يقول إنه مصاب بالملل ولا يدرك ما يحدث حوله ومنها ما يشير إلى أنه لا يشعر بالأمن كما يبدو.
ورأت أن حملة بوتين لا تعالج مصدر مشاكله نظام حكومي فاسد وغير مرن أو قابل للاصلاح يرتبط اسمه ومصيره بصورة معقدة به.
مواد متعلقة: 1. بوتين يستعرض قوته في تجربة كبيرة للترسانة النووية 2. معارضو الرئيس بوتين ينتخبون زعامة جديدة عبر الانترنت 3. بوتين يهنئ مسلمي روسيا بعيد الأضحى