القوي الغير إسلامية تعارض الرئيس و"الإسلاميين" علي طول الخط ولو علي حساب الوطن الرئيس موفق لأبعد مدي من الله.. وشعبيته هائلة وفاقت كل التوقعات ندرس ترشيح أقباط ونساء بقوة في الانتخابات القادمة لازال هناك أمل في عودة مجلس الشعب لأعماله
حوار عمر عويس
أكد الدكتور نصر عبد السلام، رئيس حزب البناء والتنمية، الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، أنهم بدأوا بالفعل في التنسيق مع كافة الأحزاب الإسلامية المختلفة ومنها حزب الحرية والعدالة والنور والأصالة والعمل، واخرون، استعدادا للانتخابات المقبلة، وأنهم يقومون بإعداد تصور لتجمع إسلامي شامل، وهناك اجتماعات واتصالات تجمعهم معا، لكن لم يتبلور بعد هذا التحالف المرتقب ولم يتم اتخاذ القرار النهائي بشأنه إلي الآن، لكنهم من ناحية المبدأ لا يوجد أي خلاف علي هذا الأمر، وتتم بلورته في صورة أتفاق، وقد ينتهوا منه خلال الأيام القادمة.
وشدّد - في حواره ل"شبكة الإعلام العربية "محيط" علي أن البرلمان القادم سيكون قريب جدًا من تشكيل البرلمان السابق - إن لم يكن متطابقا معه- وسيحصل فيه التيار الإسلامي علي الأغلبية البرلمانية، وذلك علي عكس ما يردد البعض، علي حد قوله، رغم أنه أكد أن الأزمة التي يمر بها حزب النور سوف تؤثر علي كافة الأحزاب الإسلامية الأخري.
وأشار إلي أنهم يدرسون الدفع بعدد من الأقباط والسيدات أعضاء حزب البناء والتنمية في الانتخابات القادمة، وأنهم يتفاوضون الآن مع بعض الشخصيات الهامه لتنضم إلى الحزب وتترشح على قوائمه الانتخابية، وهذه الأسماء من خارج الجماعة الإسلامية وهناك منها من داخل من التيار الإسلامي، وقد انتهوا من وضع معايير وضوابط لمن سيتم ترشيحهم في الانتخابات القادمة، لافتا إلي أنهم يعيدوا بناء حزبهم من الداخل، ويحاولون ترتيب الأوضاع به، ويقوموا بإعداد وتجهيز كافة كوادرهم بشكل جيد وفقا لعدد من المعايير والضوابط التي وضعوها، وقد شكلوا غرف عمليات في المحافظات لمتابعة الانتخابات.
وقال عبد السلام إن "الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية موفق لأبعد مدي من عند الله، ورغم أنه من أشد الداعمين والمتفائلين بالرئيس إلا أنه لم يكن يتصور هذا النجاح والتأييد الكبير الذي حصل عليه سريعا، فشعبيته الآن هائلة وفاقت كل التوقعات".
مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:
بداية، كيف تقيمون التجربة الانتخابية السابقة لحزب البناء والتنمية؟
لقد ظُلمنا سابقا بشكل كبير خلال الانتخابات السابقة، لكننا لن نبكي علي اللبن المسكوب، فقد رفضت لجنة شئون الأحزاب عقب الثورة إشهار حزبنا، فلجأنا إلي القضاء الإداري الذي أنصفنا، وهذا التأخير جعلنا ننضم في وقت مؤخر إلي التحالف الديمقراطي الذي تزعمه حزب الحرية والعدالة سابقا لكن حدثت خلافات بسيطة حول القوائم والنسب، وأنتهي ذلك بالانسحاب منه، لننضم إلي تحالف حزب النور الذي تذرع بأننا جئنا له في وقت متأخر يجعلنا نقبل بعدد قليل من المقاعد، رغم أنه من مصلحة أي تحالف معنا أن يوظفنا بشكل جيد نظرًا للتواجد الذي نتمتع به في عدد كبير من الدوائر والمحافظات، وأيضًا تأخرنا في الدعاية الانتخابية، ومع ذلك حصلنا علي 17 مقعد برلماني، وبالتالي فالتجربة الانتخابية السابقة كانت صعبة ومؤلمة إلا أننا استفدنا منها كثيرا، وكي نتجاوز أي أخطاء وقعنا فيها سابقا، خاصة أن الانتخابات أمر جديد بالنسبة لنا.
كيف يستعد حزب "البناء والتنمية" للانتخابات البرلمانية؟
نحن نعيد بناء الحزب من الداخل، ونقوم بمحاولة ترتيب الأوضاع به، من خلال إعداد كافة كوادرنا بشكل جيد وفقا لعدد من المعايير والضوابط، وشكلنا غرف عمليات في المحافظات لمتابعة الانتخابات، كما أننا نستوعب ما سبقنا من تجارب، ونضع خطط معينة، ونقوم بإقناع كوادر بعينها من أجل خوض الانتخابات، فضلا عن أن الحزب يضم عددا من الأخوة الأقباط في عضويته، وندرس في هذه المرحلة إمكانية ترشحهم في الانتخابات القادمة من عدمه، كما أن المرأة ستكون موجودة بقوة على قوائم الحزب الانتخابية خصوصا في دوائر الصعيد، كما أننا نتفاوض الآن مع بعض الشخصيات الهامه لتنضم إلى الحزب وتترشح على قوائمه الانتخابية، وهذه الأسماء من خارج الجماعة الإسلامية وهناك منها من داخل من التيار الإسلامي وهناك ملتزمين دينيا ولكن ليس لديهم انتماءات حزبية، ولديهم خبرة سياسية كبيرة وسوف يعلن عنهم قريبا، وقد انتهينا من وضع معايير وضوابط لمن سيتم ترشيحهم في الانتخابات القادمة، وبالفعل تقدم عدد كبير للترشح وبدأنا خطوات الفرز.
وما هي المعايير التي تم وضعها لمرشحيكم في الانتخابات؟
أن يكون هذا الشخص نظيف اليد، وذو كفاءة كبيرة، ولا غبار عليه من الناحية الشرعية والأخلاقية، وأن يكون متسما بالعمل الدءوب في خدمة الشعب.
وهل هناك نسبة معينة يستهدف حزبكم الحصول عليها في الانتخابات؟
لا توجد نسبة محددة، لكننا مستعدون في جميع الدوائر خاصة في الدوائر التي تتمركز فيها الجماعة الإسلامية وتعتبر من معاقلها، مثل محافظات الصعيد وبعض محافظات الوجه البحري.
تردد في بعض وسائل الإعلام قبول حزبكم لبعض أعضاء الحزب الوطني المنحل على قوائمه الانتخابية التي يتم إعدادها حاليا.. فما صحة ذلك؟
هذا كلام عار تماما من الصحة جملة وتفصيلا، فهذا الأمر بالنسبة للحزب مسألة مبدأ ومن الثوابت، فلم ولن نقبل بأي شكل من الأشكال أي عضو كان في الحزب الوطني لينضم إلينا أو الترشح على قوائمنا الانتخابية.
وما موقفكم من الدخول في التحالفات السياسية؟
بدأنا بالفعل في التنسيق مع كافة الأحزاب الإسلامية المختلفة وعلي رأسها حزب الحرية والعدالة والنور والأصالة والبناء والتنمية والعمل الجديد، ونقوم بعمل تصور لتجمع إسلامي شامل، وقطعنا شوطا هاما في هذا الطريق، وهناك اجتماعات واتصالات تجمعنا معا منذ فترة، لكن لم يتبلور بعد هذا التحالف المرتقب ولم يتم اتخاذ القرار النهائي بشأنه ونوعية هذا التحالف إلي الآن، ومن ناحية المبدأ لا يوجد أي خلاف علي هذا الأمر فهو مطمئن حتي هذه اللحظة، وتتم بلورته في صورة أتفاق، وقد ننتهي منه خلال الأيام القادمة، وأحب أن أشير إلي أن بابنا مفتوح لكل القوي الوطنية، خاصة أننا دعونا بعض القوى الثورية من ائتلافات وحركات مثل حركة شباب 6 ابريل للانضمام والتنسيق معنا.
هناك مخاوف من عدم نجاح التيار الإسلامي في تشكيل تحالف واحد في حين أن التيارات الأخري تسعي للتوحد في مواجهته؟
هذا تخوف محمود وصحيح، لكن حتي إذا ما حدث وكانت هناك قوائم إسلامية مختلفة في الانتخابات، فكل قائمة ستجذب جزء من المقاعد للتيار الإسلامي، وستكون المقاعد كثيرة للإسلاميين في البرلمان القادم، وما يهمني هو التنسيق والتحالف بعد الانتخابات، ومع ذلك أنا متفائل بشأن التنسيق الانتخابي.
وكيف تري التحالفات التي تعتزم القوي السياسية تدشينها؟
يؤسفني جدًا نظرة البعض إلي التحالفات الانتخابية، حيث يعتقدون أن صراعات شرسة ومعارك حامية الوطيس، في حين نحن نتمني أن تكون التحالفات تصب في مصلحة البلاد، ونحن نرحب بأي تحالف وطني في أطار المنافسة الشريفة وليس الصراع والانقسام، ونحن مستعدون لكل التحالفات بقوة.
وكيف تري تحالف بعض القوي اليسارية مع الليبرالية في الانتخابات القادمة رغم وجود خلافات كبيرة بينهم؟
الذي يجمعهم هو محاولة التصدي للتيار الإسلامي، لأن الواقع يقول أن هذه التيارات لا يمكن أن تتفق أو تتحالف معا، فالخلافات بينهم كثيرة وكبيرة، ومن المستحيل أن تتفق فيما بينها، لكنهم إذا ما توافقوا فسيكون السبب هو معاداتهم للتيار الإسلامي، وهم يهدفون من وراء الهجوم الشرس علي التيار الإسلامي إلي الهجوم علي الإسلام ذاته، لكنهم لا يجرؤون علي ذلك.
لكنهم يؤكدون أنهم يتحالفون ليس من أجل معاداة الإسلاميين؟
هذا غير صحيح لأنهم يتناقضون مع أنفسهم، فهم يعادون التيار الإسلامي بشدة.
بعض التحالفات تضم "فلول" وتقول أنه لا مانع من التحالف معهم ما دام ليس هناك أدلة إدانة علي تهم فساد جنائية أو أخلاقية.. ما رأيك؟
هذا أمر لا نقبله، ومن يتحالفون مع الفلول سيخسرون كثيرا ويشوهون صورتهم بأنفسهم، فالأمر متعلق بحقوق نهبت ووطن تم تجريفه، وعلينا أن نفرق بين من كانوا أعمدة في النظام البائد وبن من كان مضطرًا للسير في طريقه وليس عليهم تهم بعينها، لكن الفلول سيظلون إلي الأبد فلول.
وما تقييمك لقوة هذه التحالفات؟
أعتقد أن التحالف الإسلامي الذي ننتظره سوف يكون أقوي التحالفات الانتخابية، ويليه التحالف الخاص بحزب مصر القوية الذي يؤسسه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح مع حزب الأمة الذي يؤسسه الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل.
هناك ما يقرب من 20 حزب ليبرالي قرروا الاندماج في حزب واحد وقالوا عنه أن سيغير الأوضاع السياسية.. هل تعتقد أن هذا بالفعل سيحدث؟
علي الإطلاق، حيث أن تأثيرهم سيكون محدودًا، خاصة أن الشعب المصري متدين بطبعه ويتمتع بقدر كبير من الذكاء والوعي والحكمة، وثبت للجميع مدي قوة وفاعلية التيار الإسلامي وقربه من المواطن وعلاقته به، وكلامهم هذا نوع من أنواع الدعاية الانتخابية والسياسية من خلال تضخيم هذا الكيان الذي لم يظهر للنور بعد.
لا يزال المشهد به نوعا من الارتباك، خاصة أن الساحة السياسية لا تزال تشهد ولادة بعض الأحزاب المتشابهة البرامج والأهداف، وهذا لا يتناسب مع حجم التحديات التي تشهدها الدولة في هذه الفترة، وبالتالي أرى أنه سيحدث تقارب بين الأحزاب الإسلامية وكذلك الوسطية، فبمرور الوقت سيزداد النضج السياسي الذي سيؤدي إلي اندماج عدد من الأحزاب والكيانات الصغير ليصل لدينا في النهاية ما يقرب من 20 حزب فقط.
من وجهة نظرك.. ما هو حجم و ثقل التيار الليبرالي و اليساري في الشارع المصري؟
لا وزن كبير لهم في الشارع، فمصر شعبها متدين وهويته إسلامية، فأي حزب يريد أن يحصل علي تأييد لابد أن يكون الدين قاسم مشترك في برنامجه وأهدافه، والتيار الليبرالي واليساري يصعب عليه كثيرا أن يضع الدين في برنامجه أو من ضمن أحد أهدافه، وبالتالي فالشعبية التي يتمتعون بها ليس علي الإطلاق كما يحاولون أن يصوروها، وما يتحدثون عنه محاولة لإيجاد مكان لهم.
لكن بعض الليبراليون واليساريون يعتقدون أن الآن الفرصة سانحة لهم لتحقيق تقدم في الانتخابات علي حساب التيار الإسلامي الذي يقولون عنه أن تراجع مؤخرًا في الشارع.. ما رأيك؟
رغم أن هناك أخطاء فردية وقع بعض أبناء التيار الإسلامي، فهذا شيء طبيعي وعادي، فنحن لا ندعي العصمة لأننا جميعا بشر، لكن حدث تضخيم مبالغ فيه لتلك الأخطاء، وهو ما أدي إلي تراجع طفيف لشعبية التيار الإسلامي لكن ليس كما يحاول البعض أن يصوره أو يتصورها، لكنهم متأكدون في قرارة أنفسهم أن الانحسار الذي يمر به التيار الإسلامي طفيف جدًا وسرعان ما سينتهي وبصورة أكبر مما كانت عليه في السابق، وذلك بعد الأداء الجيد والمتميز للرئيس الذي حسن بقدر كبير من صورة التيار الإسلامي، وخاصة بعد الإطاحة بقيادات المجلس العسكري الذي كان يحتمي به التيارات الليبرالية واليسارية، فقد كان ظهرا لهم، كما أن الكثير من الحقائق والمغالطات تتضح الآن للمواطن بقدر كبير.
وما تعليقك علي حكم القضاء الإداري بحل البرلمان كاملا؟
لم نكن نتوقع حكم المحكمة الإدارية بحل البرلمان كاملاً، فقد كنت أتوقع أن تتخذ قراراً بحل الثلث الفردي الخاص بالأحزاب في البرلمان وليس حل مجلس الشعب كاملاً، خاصة أن إجراء انتخابات مجلس شعب جديدة ستمثل عبئاً على خزينة الدولة بعد أن أنفقت أكثر من 4 مليارات جنيه فى الانتخابات التشريعية الماضية، لكنني لا أرغب في التعقيب على الأحكام القضائية احتراما للسلطة القضائية، وبالتالي لم نعترض عليه.
وما هو النظام الانتخابي الأمثل للانتخابات؟
يجب الرجوع لكل الفقهاء والخبراء القانونيين والدستوريين في هذا الأمر، لأخذ كافة الاحتياطات القانونية لعدم الطعن علي قانون الانتخابات مرة أخري، وأرى أن نظام القوائم أفضل وأرفض النظام الفردي، وإن هناك جمعا بين نظام القوائم والفردي دون مشاكل فلا مانع من ذلك.
ما هي توقعات لشكل البرلمان القادم.. وهل سيختلف كثيرا عن البرلمان السابق؟
سيكون قريب جدًا من تشكيل البرلمان السابق - إن لم يكن متطابقا معه- وسيحصل فيه التيار الإسلامي علي الأغلبية البرلمانية، وذلك علي عكس ما يردد البعض.
أيضًا هناك تخوفات من حدوث استقطاب ديني خلال الانتخابات.. كيف تري ذلك؟
التيارات الليبرالية واليسارية دائما ما تقول أنها تريد استقطابا سياسيا فقط وليس دينيا، ومع ذلك يستغلون كافة وسائل الإعلام التي يمتلكونها، والكنائس أيضًا، والضابط الشرعي يتحكم في كل سلوكياتنا، والعمل السياسي جزء من إسلامنا الواسع الشامل، وبالتالي فلا أجد غضاضة في أن يقوم المجد بتوضيح الحقائق وتوعية المواطنين بأهمية مشاركتهم سياسيا ومجتمعيا، وهذا ليس متاجرة بالدين ، فالإسلام دين حياة، ويحق للكنيسة أن تفعل ما تشاء لها دون قيد حكومي أو شعبي.
ما هي أبرز الأخطاء التي وقع فيها التيار الإسلامي؟
هناك أخطاء سلوكية وأخري نفسية، فالبعض شعر أن التيار الإسلامي يتعامل مع الآخرين بتعالي، وقد حدث تضخيم إعلامي كبير لذلك رغم أنه أمر غير صحيح تماما، وهناك بعض السلوكيات الفردية الخاطئة للأخوة السلفيين.
وكيف تري الأزمة التي مر بها حزب النور؟
هي أزمة قد يمر بها أي كيان حزبي أو مؤسسي، فمن الطبيعي أن يواجه أي كيان عدّة أزمات خلال مسيرته، لكن حينما يكون التعاطي معها بطريقة صحيحة وسريعة تكون عنصر تقوية ودافع للأمام، ولذلك نتمني أن يكون هذا هو الحال داخل حزب النور الذي يعد من أحد أكبر واهم الأحزاب المصرية، وقد اجتاز هذه الأزمة سريعا، ونتمني أن يستفيد "النور" من التجارب المماثلة السابقة وأن يتعلموا من أخطائهم التي وقع فيها بعضهم.
وهل سيكون لذلك تأثير عليهم خلال الانتخابات القادمة؟
طبعا، سيكون لهذه الأزمة تأثير – لكن طفيف- علي حزب النور في الانتخابات القادمة بل سيمتد هذا التأثير ليصل لكل الأحزاب الإسلامية والتيار الإسلامي عامة، خاصة أن هناك من يتأثر للأسف ببعض وسائل الإعلام المضللة الفاسدة التي تشوة الصورة وتضخم دائما من الأخطاء التي قد يقع فيها أبناء التيار الإسلامي بل ويقوم باختلاف وقائع غير صحيحة وتحريف تصريحات الإسلاميين في أطار ممنهج للنيل منهم.
وكيف تري ما تردد حول لقاء الشيخ ياسر برهامي وعدد من قيادات حزب النور بالفريق أحمد شفيق خلال الانتخابات الرئاسية؟
علي حزب النور أن يصحح من بعض التصرفات والأفعال التي وقع فيها بعض أعضائه، وعليهم مراجعة انفسهم، وعموما نتمني أن تهدأ الأمور ويتجاوزها الحزب وتمر مرور الكرام.
وبالنسبة للأخطاء التي وقع فيها الليبراليون واليساريون.. كيف تراها؟
لديهم أخطاء أيدلوجية تتصادم مع الدين تصام واضح، وهذه أمور ترفضها الأديان السماوية والشعب المصري، وطعنوا في نيات الأخرين، ويطالبون بالحرية التي تصل إلي الإباحية، ويدعون لتقليد الغرب بشكل أعمي، والشعب يرفض هذه التوجهات والأفكار التي تصطدم مع طبيعته.
وما تقييمك لأداء حزب الحرية والعدالة كحزب حاكم؟
أدائه جيد سياسيا، وكان متميزا في مجلس الشعب مع باقي التيارات الإسلامية، لكن لم يأخذ الفرصة كاملة كي يظهر ما لديه من مشروعات وقوانين، وأيضًا أستطاع أن يدير حملة انتخابية ناجحة للدكتور محمد مرسي وقت أن كان مرشحا للرئاسة، وهذا يدل علي خبرة جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وحنكتهم السياسية.
وما هو تعليقك علي أزمة النائب العام والرئاسة؟
من حق رئيس الجمهورية تعيين النائب العام في وظيفة أخري رفيعة المستوي، وقد حدث ذلك سابقا، خاصة أن إبعاد النائب عن منصبه مطلب شعبي وثوري كبير، يحقق أهداف الثورة، لأن هناك الكثير من علامات الاستفهام علي أدائه، لكن كان هناك خطأ من قبل بعض مستشاري الرئيس في التعاطي مع الأزمة الماضية، وذلك في الناحية القانونية.
وكيف تري مواقف القوي المدنية من هذه الأزمة؟
أتعجب كل العجب من انتفاضة القوي الغير إسلامية، واعتبارهم النائب العام رمزا شامخا لاستقلال القضاء رغم أنهم طالبوا سابقا بإقالته أبان الثورة، لكن هؤلاء قضيتهم الرئيسية هي معارضة الرئيس وحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان والإسلاميين عامة علي طول الخط وفي كل المواقف، وبالتالي فهي المعارضة من أجل المعارضة فقط، والاعتراض علي الشيء ونقيضه، رغم أن الرئيس يبحث دائما عن مصلحة الوطن، إلا أن هؤلاء لا يلقون لها أي بال.
وماذا عن تهديداتهم بالانسحاب من الجمعية التأسيسية وضرورة حلها وأيضًا مقاطعة جماعة الإخوان ووسائل إعلامها؟
الإنسان يهدد بما يستطيع، لكن هؤلاء تهديداتهم جوفاء ولا تتسم بالمعارضة الصحيحة، ويسعون لأن تكون مصر كالعراق التي هي بدون دستور إلي الآن رغم مرور أكثر من عشر سنوات علي دستورها السابق، وبالتالي فالهدف الرئيس لهم هو تعويق المسيرة وتعطيل الانتاج، واتعجب لصالح من هذه المقاطعة التي يطلقونها، والتي هي تشق الصف رغم دعوات الإسلاميين بضرورة لم الشمل.
وكيف تابعت مليونية "مصر مش عزبة"؟
هذه المظاهرة هي أصلا ليست مليونية، وأظهرت مدى التشرذم الذي وصلت له بعض التيارات السياسيية ومدى التدني في طريقة النقد والتدني عند المخالفة، ويعد أمر مؤسف وبعيد عن أخلاقيات الشعب المصري وثورة 25 يناير، مما يقتضي إعادة الحسابات لكل التيارات بحيث تعيد حساباتها مع نفسها ومع الآخر، خاصة وأن من دعوا لجمعة "مصر مش عزبة" يتشدقون بأن الإسلاميين لا يقبلوا الآخر، بينما انكشف أنهم هم من لا يقبل الآخر، وكشفت عن تطاول سب وقذف وليس منافسة شريفة، لذا ندعو كل التيارات لاصطفاف وطني للوقوف معا لمساعدة الرئيس في الخروج من عنق الزجاجة والمرحلة الانتقالية، خاصة أن المصلحة الوطنية تقتضي أن نجعلها أولا وتقديمها على أي شيء أما دعوات المظاهرة فكشفت عن إرادة الهدم وليس البناء وتعني أنهم يريدون إما أن يكونوا في الحكم وإلا فلتذهب مصر للجحيم ما داموا بعيدين عنه، فليتقوا الله، وكيف يتشدقوا بالديمقراطية ويدعون لإسقاط رئيس منتخب، وإسقاط الجمعية التأسيسية المنتخبة بإرادة شعبية وتعد لدستور من أفضل الدساتير، ونحن نجتهد لتحقيق التوافق الوطني حوله من أجل مصلحة البلد العليا.
وما رأيك في تقنين أوضاع الجماعات الإسلامية؟
نرحب بذلك لإنهاء الضجة المشتعلة حاليًا من قبل بعض القوى الليبرالية واليسارية لهذا الأمر لخلق حالة اضطراب فى الساحة السياسية، فتقنين أوضاع الجماعات وقبول نوع من إشراف الدولة عليها غير أن القانون الجديد يجب أن يحترم الأوضاع الخاصة لهذه الجماعات وعقائدها وخصوصيتها وتضحياتها، خاصة أن قانون الجمعيات الأهلية الحالى لا يتناسب جملة وتفصيلاً مع وضع هذه الكيانات الكبرى، والتقنين لا يجب أن يمس هذه الكيانات الكبرى ولا يجبرها على تغيير أسمائها أو يمس تاريخها.
وكيف تري سير عمل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور؟
الجمعية التأسيسية تسير بخطى ثابتة، وأنه رغم بعض المأخذ على إدارة بعض لجان الجمعية التأسيسية إلا أن ذلك لا يؤثر على ذلك الجهد الطيب والكبير والذي بذل ويبذل كل يوم لإخراج مواد وقوانين ترتقي لدستور مصر القادم، ولم يتبق سوي أيام قليلة تفصلنا عن الدستور المرتقب.
وما تقييمك لبداية حكم رئيس الجمهورية؟
هو موفق لأبعد مدي من عند الله، ورغم أنني من أشد الداعمين والمتفائلين بالرئيس إلا أنني لم أكن أتصور هذا النجاح والتأييد الكبير الذي حصل عليه سريعا، فشعبيته الآن هائلة وفاقت كل التوقعات، رغم أن تم استبعاد كوادر الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية من المواقع التنفيذية رغم الخبرة التي نتمتع بها، وفترة 100 يوم لا تكفي للحكم على الرئيس وعلى نجاح مشروعة ولا تصلح للتقييم الموضوعي عليه، وإنه لابد من الواجب إعطائه الفرصة كاملة والحكم عليه بعد انتهاء فترته الرئاسية وهي الأربع سنوات المحددة لولاية رئاسته لمصر التي حققت حتى الآن تقدما كبيرا في الساحة الخارجية خاصة بعد تولي الرئيس وأن وضع رؤية جديدة للسياسة الخارجية المصرية من الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية.