رويترز: قالت مصادر دبلوماسية إن مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية بشأن الصراع السوري الأخضر الإبراهيمي يحاول إقناع الحكومة السورية والمعارضة بقبول هدنة والسماح بنشر مراقبين تابعين للأمم المتحدة في البلاد لمراقبة الالتزام بها. وقال دبلوماسيون في الأممالمتحدة يوم الثلاثاء أن الإبراهيمي يتنقل في بعض عواصم الشرق الأوسط محاولا إقناع القوى الإقليمية المهمة بالخطة التي تماثل خطة حاول المبعوث السابق كوفي عنان تنفيذها وانتهى أمرها بالفشل.
وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة على مقترحات الإبراهيمي إن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة لم يبد أي منهما أدنى اهتمام بوقف الصراع الذي مضى عليه 19 شهرا وقتل فيه ما يقدر بنحو 30 ألف شخص.
ولا تزال القوى الكبرى في الأممالمتحدة مختلفة بشأن ما ينبغي عمله لنزاع فتيل الأزمة السورية.
واعترضت روسيا والصين ثلاث مرات باستخدام حق النقض (الفيتو) على قرارات لمجلس الأمن تدين حكومة الأسد وتدعو لوضع حد للصراع. ورفضتا أيضا فكرة فرض عقوبات على دمشق.
وقال دبلوماسي غربي "ما دام مجلس الأمن يقف في طريق مسدود بسبب حماية روسيا والصين للأسد فمن الصعب تصور أن يتوقف الأسد ما لم يهزم مقاتلو المعارضة جيشه وهو أمر لن يحدث في القريب العاجل".
وقالت صحيفة لوفيجارو الفرنسية أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وصف موقف وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف بأنه "تراجع إلى الخلف".
ونقلت الصحيفة عن فابيوس قوله بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج "جاء لافروف ليشرح لنا أن الأسد لن يترك السلطة".
وقال نائب الخارجية الصيني كوي تيانكاي أن بلاد تتخذ "موقفا من أجل السلام ... وما تفعله البلدان الأخرى يخلق الظروف المواتية لمزيد من إراقة الدماء".
وأضاف قوله "بعض البلدان تقدم الأسلحة إلى أي طرف سواء كان الحكومة أم المعارضة في سوريا. ونحن لا نفعل ذلك. إننا لا نقدم إليهم أسلحة".
ودعا الإبراهيمي الزعماء الإيرانيين خلال زيارة لطهران يوم الأحد إلى المساعدة في ترتيب وقف لإطلاق النار في سوريا في عيد الأضحى الذي يبدأ يوم 25 من أكتوبر، وزار الإبراهيمي كذلك السعودية وتركيا والعراق لمقابلة المسئولين وحشد دعمهم لجهود وقف الصراع.
وقال دبلوماسي غربي لرويترز "الفكرة هي أن وقف إطلاق النار قد يفتح الباب لشيء أكثر دواما. لكن مدى واقعية هذه الفكرة ليست من الأمور الواضحة فقد طرق عنان هذا السبيل نفسه وفشل".
وقال الدبلوماسيون إن إدارة عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة أبلغت الإبراهيمي بأن بمقدورها نظريا إذا تم التوصل إلى هدنة أكثر دواما أن تشكل قوة تضم قرابة ثلاثة آلاف مراقب يفصلون بين الجانبين المتحاربين لضمان عدم استئناف القتال.
وأضاف الدبلوماسي الغربي قوله "الإبراهيمي يقول للأطراف الأساسية المعنية بالصراع أن هذه الخطة ممكنة نظريا."
وتابع بقوله "خطط الطوارئ نظرية صرف ولم تتعهد أي دولة غربية بالمشاركة فيها بقوات".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال الأسبوع الماضي انه حث حكومة الأسد على تنفيذ وقف لإطلاق النار من جانب واحد لكنه أضاف أن الحكومة ردت بفتور على الفكرة. مواد متعلقة: 1. 20 قتيلاً سوريا الثلاثاء والإبراهيمي في القاهرة 2. اختتام مباحثات «عمرو» مع «الإبراهيمي» 3. «العربي» يبحث مع الإبراهيمي حل الأزمة السورية