القدس الموحدة عاصمة "إسرائيل" والاستيطان بها لن يتوقف باراك أوباما ونتنياهو يلتقيان مساء الثلاثاء واشنطن: في تصريحات استفزازية، جدد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مزاعمه بشأن حق بلاده في البناء الاستيطاني بمدينة القدسالمحتلة ، قائلا "القدس ليست مستوطنة .. إنها عاصمة إسرائيل ". وقال نتنياهو مخاطبا مؤتمر اللوبي اليهودي الرئيسي في الولاياتالمتحدة "ايباك" "لم يمكن فصل العلاقة بين الشعب اليهودي والقدس، وأن اليهود كانون يبنون فيها منذ ثلاثة آلاف عام، وهم يبنون القدس حاليا.. والقدس ليست مستوطنة.. إنها عاصمتنا " . وأعاد نتنياهو القول بأن سياسة حكومته تنسجم مع سياسات الحكومات السابقة، مشيراً إلى أن نصف سكان القدس اليهود يعيشون في القدسالشرقية. واعتبر نتنياهو: "أن البناء في الاحياء اليهودية في القدس لا يقوض بأي حال من الاحوال حظوظ التوصل الى حل الدولتين" . وقال إن اسرائيل تريد من الفلسطينيين "يكونوا جيراننا، ويعيشون بحرية" . كما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى "المجيء والتفاوض من اجل السلام" . وأضاف نتنياهو بأنه في الوقت الذي تتمكن فيه الولاياتالمتحدة من المساعدة في حل مشاكل اسرائيل مع الفلسطينيين، لا يمكن فرض السلام من الخارج. وتأتي تصريحات نتنياهو وسط خلاف مع الولاياتالمتحدة حول خطط اسرائيلية لتشييد وحدات سكنية جديدة للمستوطنين في المدينة ، الا ان رئيس الحكومة لم يتطرق في كلمته الى الخطة مثار الخلاف والتي تتضمن تشييد 1600 وحدة سكنية جديدة في القدسالشرقية. من ناحيتها، عبرت السلطة الوطنية الفلسطينية عن غضبها ازاء اصرار اسرائيل على البناء في الاراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرة ذلك عقبة حقيقية في طريق استئناف مفاوضات السلام المتعثرة منذ اكثر من سنة. يذكر ان نصف مليون يهودي تقريبا يقيمون الآن في اكثر من مائة مستوطنة شيدتها اسرائيل بشكل غير شرعي حسب القانون الدولي في الاراضي الفلسطينية التي احتلتها في حرب حزيران/يونيو 1967، حيث ضمت إسرائيل المدينة الفلسطينية إليها واعتبرتها جزءا من دولتها المزعومة رغم رفض المجتمع الدولي. أمن إسرائيل ومن جانبها ، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن اعتراض بلادها على الخطط الاستيطانية الإسرائيلية، إنما هي اعتراض "بسبب التزامنا بإسرائيل وأمنها والذي نعتقد أنه يعتمد على خط ضمان أمن إسرائيل المستقبلي بوصفها دولة يهودية أمنة وديمقراطية تعيش بسلام مع الفلسطينيين والدول العربية". وحثت كلينتنون اسرائيل أمام مؤتمر "إيباك" على اتخاذ "الخيارات الصعبة ولكن الضرورية" من اجل السلام. وكانت كلينتون في وقت سابق قد وصفت إعلان إسرائيل عن خطط البناء الجديدة أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل بأنه "إهانة" وكان نتيناهو قد وصل واشنطن بدعوة من البيت الأبيض للقاء كل من كلينتون، ونائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن في وقت لاحق من مساء الاثنين، على أن يجتمع الثلاثاء بالرئيس باراك أوباما. التوتر الأمريكي الإسرائيلي وتأتي زيارة نتنياهو في وقت تشهد فيه العلاقات بين تل أبيب وواشنطن توتراً بسبب استمرار إسرائيل في سياستها الاستيطانية، وهو أمر تقول واشنطن إنه يعرقل محادثات السلام بالشرق الأوسط. واستبق نتنياهو زيارته إلى واشنطن بالقول إنه أوضح للأمريكيين بأن "البناء في القدس مثل البناء في تل أبيب" نفسها. سرية الخلافات إلى ذلك دعا رئيس لجنة الشئون العامة في اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولاياتالمتحدة "ايباك" لي روزنبرج، الذي كان من أبرز ممولي حملة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، البيت الأبيض لإبقاء الخلافات مع إسرائيل سرية. ونقلت وكالة "جويش تلجراف" اليهودية عن روزنبرج قوله في خطابه الافتتاحي للمؤتمر السنوي للجنة المنعقد في واشنطن منذ الأحد ويستمر ثلاثة أيام، إن على الحلفاء حل خلافاتهم سرياً، واصفاً التوترات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة ب"المؤسفة جداً". وأعرب روزنبرج عن اعتقاده بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد قام بدوره لدى اعتذاره عن إعلان خطط بناء مستوطنات يهودية في القدسالشرقية أثناء تواجد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في إسرائيل قبل أسبوعين". وقال روزنبرج: "كيف يختلف الأصدقاء، وكيف يتصرفون لدى حصول أخطاء، هو الأمر الذي يحدد طبيعة العلاقة. ورأى أن على الإدارة الأمريكية التركيز على الضغوطات على الفلسطينيين من أجل ردهم إلى محادثات السلام". وأضاف: "إن الشريك المتردد في عملية السلام هذه، ليس الزعيم الإسرائيلي المنتخب، رئيس الحكومة نتنياهو، بل هم الفلسطينيون وزعيمهم الرئيس محمود عباس".