اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" حركة حماس بممارسة اعتقالات تعسفية وأعمال تعذيب ومحاكمات غير عادلة بحق المواطنين في القطاع الذي تسيطر عليه ،فيما رفض مسئول امني بغزة ذلك واتهم تقرير المنظمة فى هذا الصدد بانه"مسيس بامتياز". وعرض بل فات ازفلد مسئول الشأن الفلسطيني في المنظمة الحقوقية الدولية - في مؤتمر صحفي عقدته اليوم الأربعاء بمدينة غزة - تقرير منظمته الذى ذكر أن الفلسطينيين بغزة يواجهون انتهاكات جسيمة في نظام العدالة الجنائية التابع لحماس، تشمل التوقيف التعسفي، والحبس بمعزل عن العالم الخارجي، والتعذيب.
ونقلت وكالة انباء الشرق الأوسط عن المسئول قوله ان حماس، منذ سيطرتها على غزة في 2007، أعدمت ثلاثة رجال على أساس اعترافات منتزعة تحت التعذيب على ما يبدو.
وأضاف أن التقرير وثق انتهاكات واسعة النطاق ترتكبها أجهزة حماس الأمنية، تشمل الاعتقال بدون تصريح، والامتناع عن إبلاغ العائلات سريعا بمكان المحتجزين، وإخضاعهم للتعذيب.
كما وثق انتهاك حقوق المحتجزين من قبل النيابة والمحاكم ، مشيرا الى أن كثيرا ما تقوم المحاكم العسكرية بغزة بمحاكمة مدنيين، في مخالفة للقانون الدولي بخلاف حرمان المحتجزين من التواصل مع محامين.
وحسب التقرير الذى عرض فى المؤتمر فانه بعد خمس سنوات من حكم حماس في غزة، تنبعث من نظام العدالة الجنائية فيها رائحة الظلم، كما أنه ينتهك حقوق المحتجزين بشكل روتيني، ويمنح أجهزة الأمن المسيئة حق الإفلات من العقاب.
ونبهت المنظمة الأمريكية المعنية بحقوق الانسان الى إن سلطات حماس أخفقت في التحقيق مع المسؤولين الأمنيين المسيئين وملاحقتهم جنائيا ، ومنحت بالممارسة حصانة من الملاحقة لمسؤولي جهاز الأمن الداخلي بوجه خاص.
ودعت المنظمة حماس الى اجراء إصلاحات عاجلة في نظام العدالة الجنائية في غزة،لإنهاء أعمال التوقيف التعسفية، وضمان تواصل المحتجزين سريعا مع المحامين، وإنهاء محاكمة المدنيين في محاكم عسكرية، ومحاسبة المسؤولين الأمنيين الذين يرتكبون المخالفات.
وذكرت المنظمة الحقوقية الدولية ان إعدام الأشخاص الذين تم الحصول على اعترافهم تحت التعذيب فهو يمثل إشارة واضحة للسلطات بضرورة فرض حظر فوري على عقوبة الإعدام، إن لم يكن إلغاءها.
ونبه التقرير الى إحدى الحالات التي وثقتها هيومن رايتس ووتش، في أغسطس/2008، اذ قام أفراد الجناح المسلح لحماس المسمى كتائب القسام باعتقال بتعذيب عبد الكريم شرير في موقع غير معروف لمدة 3 أسابيع قبل نقله إلى عهدة الشرطة ونقلت عن والدته قولها إنها حين تمكنت من رؤيته وجدت كدمات تعلو وجهه وساقيه، وقدماه متورمتين، وعلى يديه وذراعيه آثار الحبال، وعلى صدره علامات الحرق.
وقالت انها استقت معلوماتها من خلال مقابلات مع ضحايا للانتهاكات وعائلاتهم، ومع محامين وقضاة وبعض جمعيات حقوق الإنسان في غزة، وراجعت ملفات القضايا وأحكام المحاكم.
وأشارت الى حماس اعلنت انها خضعت مئات الأفراد من الأجهزة الأمنية لإجراءاتتأديبية على الانتهاكات، منذ وصول الحركة للسلطة في 2007، لكن حماس لم تنشر أية تفاصيل عن المسؤولين المعنيين أو في حالات كثيرة، أية معلومات عن الانتهاكات والعقوبات المقصودة.
ومن جانبه ، قال اسلام شهوان الناطق باسم داخلية غزة، فى مؤتمر صحفى عقده مباشرة بعد مؤتمر المنظمة الدولية ان هذا التقرير يخالف الحقيقة، مؤكدا انه لايوجد اى تعذيب فى سجون حكومة غزة.
واتهم شهوان المنظمة فى تقريرها بانها لجات الى مؤسسات حقوقية تكيل بمكالين واعتمد على شهادت ظنية كما تجاهل الانتهاكات الاسرائيلية ضد قطاع غزة والظروف القاسية التى يعيشها سكان القطاع.