قال بليك هانشيل مدير تحرير مجلة السياسة الخارجية الأمريكية، أن الشعب الأمريكي عليه أن يقلق إذا ما فشل الرئيس محمد مرسي من تحسين الحياة اليومية للشعب المصري ، وليس من نجاحه ؛ لأن ذلك إذا حدث فسوف يتحول مرسي ليكون مناهضاً للولايات المتحدة و يتحدث بالخطاب الديني من أجل التعتيم على فشله. ويوضح الكاتب في مقالته المنشورة في ال CNN الأمريكية ، أن مرسي إذا قام بما هو عكس الدستور أو ما يضر بأمريكا مثل تملق إيران أو مساعدة الجماعات المناهضة لإسرائيل كحماس الفلسطينية ، فسيواجه المعارضة ليس فقط من القادة العسكريين و أمريكا و إنما من الدول العربية الخليجية مثل السعودية ، كما يشير إلى أن مرسي يعلم أنه إذا تخطى الخطوط الحمراء لهؤلاء الشركاء فسيتعرض النمو الاقتصادي إلى الخطر.
ويصف الكاتب، مرسي بالرجل القوي صاحب الإدراك السياسي الذي استطاع أن يضع القوة الأمنية و العسكرية في أماكنها الصحيحة. وبالرغم من إثبات مرسي إيديولوجيته المناهضة للغرب في خطاباته إلا أن هناك عامل مهم يمكنه أن يكبح من دوافع مرسي ألا وهو العامل الاقتصادي.
ويشرح هانشيل الأمر ضارباً مثال وهو السياحة والاستثمارات الخارجية التي تعتمد عليها مصر بشكل كبير ، وأن مرسي سيتم محاسبته عما قدمه للشعب المصري الذي يعاني من الأزمة الاقتصادية الناتجة عن أحداث الثورة ، ومن ثم فإنه يحتاج للمال ، وذلك ظهر فعلياً أثناء كلمته التي ألقاها في مبادرة كلينتون ، مما يشير إلى أن مرسي ليس على نهج إيران.
كما يعطي الكاتب مثالاً أخر ألا هو المعونة العسكرية الأمريكية المقدمة إلى مصر ، بالإضافة إلى ذهاب الآلاف من الضباط للتدريب في أمريكا ، موضحاً أن العلاقات العسكرية بين البلدين ربما توترت الفترة الماضية ولكنها لم تتعرض للكسر.
ويتحدث هانشيل عن مرسي الذي يعتقد أن أمريكا لا تقول الحقيقة كاملة بخصوص انهيار برجي التجارة العالمي ، ومرسي الذي يرى أن المرأة و المسيحي لا يصلحان لحكم البلاد ، ومرسي التابع للإخوان المسلمين الذين صعدوا للسلطة كما صعد آية الله خمانئي في إيران.
ويوضح الكاتب أن الأمريكيين من حقهم الخوف من تولي زعيم آخر مناهض للغرب في مصر ، تلك الدولة العربية الأكثر سكاناً و الأعلى في الريادة السياسية. كما يشير إلى التشابه بين مرسي و نجاد في لحيتهم و مرجعيتهم للقيم الإسلامية. ولكن يوضح الكاتب أن مرسي ليس كنجاد كما ظهر في خطابهما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما يشير الكاتب إلى قلق بعض المحللين من أن يفرض الإخوان المسلمون القانون الإسلامي أسوة بإيران، إلا أن مرسي أكد أنه لا يدعم حق رجال الدين في الاعتراض على القانون. إلى جانب تأكيده فيه حوار له أن مصر حليفة لأمريكي في الشراكة والعلاقات الدبلوماسية. مواد متعلقة: 1. خبراء يحذرون من الغموض في العلاقات المصرية الأمريكية خلال المرحلة القادمة 2. السفيرة الأمريكية: العلاقات المصرية الأمريكية علاقات مصالح إستراتيجية 3. ◄مرسي: العلاقات المصرية الخارجية قائمة على التوازن والمصلحة المتبادلة