أ.ش.أ: أعلن السفير الهندي لدى مصر, نفديب سورى, أن حجم التبادل التجاري بين مصر والهند سيبلغ هذا العام نحو أربعة مليارات دولار. وقال إن حجم التجارة الثنائية بين مصر والهند ارتفع بشكل مطرد خلال السنوات الخمس الماضية, مشيرا إلى أن حجم التجارة المتبادلة بين البلدين ارتفع بنسبة 42\% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالي الحالي في الهند (يوليو 2011 - مارس2012) مقارنة بنفس الفترة من العام السابق لتصل إلى ثلاثة مليارات و90 مليون دولار، حيث ارتفع حجم الصادرات المصرية أيضا خلال نفس الفترة بنسبة 47 \%.
وأضاف سفير الهند لدى القاهرة في تصريحات صحفية مساء اليوم أن حجم الاستثمارات الهندية في مصر بلغ مليارين ونصف المليار دولار حاليا من خلال 50 شركة هندية، في ضوء الأولوية التي يوليها المستثمر الهندي للسوق المصرية، وقال "إن الشركات الهندية العاملة في مصر وفرت 35 ألف فرص عمل مباشرة وغير مباشر للمصريين".
وشدد على أن المستثمرين الهنود لم يتأثروا بالمخاوف التي أعقبت ثورة يناير العام الماضي، ولم يقوموا بسحب استثماراتهم الكبيرة بمصر في ضوء ما يولونه من أهمية خاصة للسوق المصري.
وأشار إلى أن شركة هندية واحدة لم تغادر مصر بعد ثورة يناير، بل على العكس قامت ست شركات هندية بضخ استثمارات جديدة، وقامت بتوسيع أعمالها في مصر بعد الثورة.
وأكد السفير في رده على أسئلة الصحفيين، أن أهم ما يجذب الاستثمار الأجنبي لمصر أمرين أساسيين، أولهما الاستقرار الذي بدأت مصر تحصل عليه، والثاني رسالة بأن مصر منفتحة على العالم سياسيا واقتصاديا وهذا ما نراه الآن، كما نرى تصميما على إعادة الاقتصاد إلى مساره القوي الصحيح, موضحا أن الهند تريد أن تكون شريكا لمصر في هذا الإطار.
وأشار السفير الهندي إلى أن 340 مصريا قاموا بزيارة الهند منذ عام 2000 وحتى الآن في إطار برنامج التعاون الفني الاقتصادي الهندي، فيما قام أكثر من 120 مسئولا مصريا بالالتحاق ببرامج التدريب في الهند العام الماضي.
وأضاف أن اجتماع اللجنة المشتركة الأخير بين الجانبين في مارس الماضي وضع خريطة طريق واضحة للتنسيق في مختلف المجالات، والتحدي الآن أمامنا هو تنفيذ عدة اتفاقيات تم التوصل إليها وهناك تصميم مشترك على المضي في ذلك.
وحول إمكانية قيام الرئيس محمد مرسي قريبا بزيارة الهند، قال السفير نفديب سورى إن الهند تتطلع إلى زيارة الرئيس محمد مرسي, مشيرا إلى أن هناك مشاورات تجري بين الجانبين تمهيدا لزيارة الرئيس مرسي وزيارات رفيعة المستوى الفترة القادمة، مؤكدا أن الجانبين حريصان على ذلك.
وحول التعاون في مجال الطاقة، قال "إن لدينا تعاونا في كافة المجالات، بما في ذلك قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة", موضحا أن طموحنا هو دعم التعاون الاقتصادي، حيث إن مصر لديها قدرات كبيرة في محالات عدة.
وأضاف أن مصر لديها موقع استراتيجي لا يستطيع أحد أخذه منها وبنية تحتية قوية وقوة بشرية هائلة وقوة عمل متميزة، وقال "وإذا نظرتم للمنطقة حولكم ستجدون أن لا أحد يضاهي مصر في هذه الأمور مجتمعة، خاصة تكاليف قوة العمل والقرب من أسواق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا".
من ناحية أخرى، أشار سفير الهند إلى أن مصر أهم شركاء الهند في مجال التجارة مع إفريقيا .. مشيرا إلى أن التعاون بين البلدين يمتد لمجالات أخرى, وأوضح أنه وفي إطار مشروع الشبكة الإلكترونية الإفريقية الذي أطلقته الهند، تم تشغيل مركز التعليم عن بعد بجامعة الإسكندرية عام 2009، مشيرا إلى أنه بعد الانتهاء من الاستعدادات الجارية سيتم ربط جامعات دول شمال إفريقيا بجامعة الإسكندرية التي ستبث المحاضرات للجامعات الإقليمية بهذه الدول.
ونوه السفير بحجم التعاون والتبادل الثقافي بين البلدين والذى يضطلع فيه مركز مولانا ازاد الثقافي الهندي في مصر بدور كبير، وأضاف أنه تقرر تنظيم مهرجان ثقافي هندي عربي خل النصف الثاني من شهر نوفمبر القادم بموجب اتفاق ثلاثي بين مصر والهند والجامعة العربية .كما نوه بأهمية دور السينما فى تعزيز العلاقات بين الشعبين وأشار الى أهمية الإنتاج السينمائي المشترك بين مصر والهند فى مرحلة القادمة.
وقال ان التعاون المشترك بين البلدين امتد لمجال اخر مهم وهو التعاون بين لجنتي الانتخابات فى البلدين حيث قام المستشار حاتم بجاتو مؤخرا بزيارة الهند وتم توقيع مذكرة تفاهم مشترك في هذا الشأن، وسيتم تدريب مسئولي الانتخابات من مصر فى معهد الانتخابات الهندي.
وأكد وجود فرص للتعاون مع مصر فى مجال الميكنة لعملية التصويت باستخدام ماكينة التصويت الهندية رخيصة الثمن فائقة الجودة والمصداقية وإمكانية تصنيعها فى مصر.
وعما اذا كانت الهند يحدوها القلق من تغيير سياسة مصر الخارجية فيما يخص العلاقة مع الهند وباكستان عقب التغييرات فى نظام الحكم بمصر نفى السفير نفديب سورى ذلك وقال إننا غير قلقين من تغيير السياسة المصرية لان هناك حكومة جديدة منفتحة فى مصر تفهم العالم.
وأضاف أن الهند ليست فى منافسة مع باكستان معربا عن اعتقاده بان الهند لديها فرص كبيرة لتعزيز العلاقات بين البلدين وهناك حقائق جيو سياسية تعزز ذلك, وأوضح ان الهند أقوى اقتصاد صاعد فى العالم وهناك حاجة للجانبين المصري والهندى لمزيد من الارتباط, وأضاف "إننا نعتقد ان علاقاتنا مع مصر لا ترتبط بعلاقة مصر باى دولة أخرى ثالثة قائلا ان الأرقام تتحدث عن نفسها".
وأكد السفير الهندي لدى مصر فى رده على أسئلة الصحفيين رفض بلاده القاطع لوساطة اى طرف بين الهند وباكستان فى قضية كشمير قائلا إن اى مشكلة يمكن حلها ثنائيا بعقلانية ورشاده .. وقال إن كشمير بالنسبة للهند قضية هوية وطنية وتكامل أراضى, وقال إن الهند دولة علمانية يعيش فيها 180 مليون مسلم لتصبح ثاني اكبر دولة بها مسلمين فى العالم بينهم خمسة ملايين فى كشمير.
وحول التعاون السياحة، قال سفير الهند إن هناك جهودا كبيرة تبذل حاليا لزيادة الحركة السياحية الوافدة من الهند لمصر, مشيرا إلى أن عدد السائحين الهنود لمصر تجاوز 114 ألف سائح عام 2010.
يذكر أن سفير الهند الجديد لدى مصر نفديب سورى سبق له العمل بالقاهرة في أول مهامه بالخارج كدبلوماسي بالقاهرة عام 1984 وهو من أبرز الدبلوماسيين الهنود في مجال الدبلوماسية العامة. مواد متعلقة: 1. «بجاتو» يبحث مع سفير الهند سبل التعاون بين البلدين في مجال الإنتخابات 2. وزير الري يلتقي سفير الهند بالقاهرة 3. قنديل يبحث مع سفير الهند تعزيز العلاقات وزيادة التجارة والاستثمارات