يحتضن قصر الرئاسة اللبنانية فى "بعبدا" غدا الخميس جلسة الحوار الرابعة المنتظرة بين كبار القادة اللبنانيين برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، وسط تساؤلات قوية من اللبنانيين هل ينظر هؤلاء القادة إلى مستقبل لبنان في حواراتهم ام يظل كل واحد على مواقفه السابقة على الرغم من التوترات الساخنة ليس فقط على المستوى الداخلى بل ايضا على المستوى الخارجى الذى هو ليس ببعيد عن الساحة اللبنانية ويدق كل لحظة الاخطار على كل اللبنانيين جراء ما يرونه من استمرار الازمة السورية ،وانعكاسها بشكل مباشر على لبنان. وتأمل الرئاسة اللبنانية مشاركة كل القادة في جلسة الحوار تلبية للدعوة التي وجهها الرئيس سليمان لبحث كل الملفات التي تهم المواطن اللبناني والتوافق على الأهداف القومية تكون نبراس عمل للمستقبل وللتخفيف من حدة الخلافات القائمة بين الفرقاء اللبنانيين.
كما تأمل الرئاسة أن تختلف جلسة الغد كثيرا عن الجلسات الثلاث السابقة حيث تشملها بركات ورعاية قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر بابا الفاتيكان ورحلته الرعوية للبنان على مدى ثلاثة أيام عاش فيها اللبنانيون أجمل ايام حياتهم ولمس كل مواطن اثر هذه الزيارة على الوضع الداخلى والطمأنينة واستقرار واستتباب الامن على ربوع لبنان من الشمال إلى الجنوب مما سيدفع رئيس الجمهورية إلى الاستفادة من هذه الحالة الاستثنائية للبناء عليها والانطلاق نحو مستقبل لبنانى عامر بالامان ، وعدم تجاهل أى قضية يعرضها الفرقاء على طاولة الحوار والنظر بعناية الى كل المستجدات.
ومن المتوقع مشاركة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برى فى جلسة الغد بعد مقاطعته الجلسة الماضية طبقا لتصريحات سابقة بحضوره هذه الجلسة المخصصة لبحث الاستراتيجية الدفاعية ومصير سلاح حزب الله والموقف من السلاح غير المشروع فى مختلف المناطق اللبنانية.
وتوصف مشاركة برى بأنها ليست بالعادية بل هى ضرورية وحاسمة نظرا لتأجيل دراسة هذه الاستراتيجية الجلسة السابقة من اجله ولكونه صاحب الرؤية الثاقبة ازاء كل قضية علاوة على انه اول من دعا الى الحوار عام 2006 ايمانا منه ان الحوار هو السبيل الاوحد لتلاقى الفرقاء من اجل بناء لبنان الغد وانهاء اى خلافات والتوافق على اهداف مشتركة تقرب ولا تفرق بين الرؤى اللبنانية المتعددة، بعكس رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذى يصر على موقفه الرافض للحوار ظنا منه انه لن يصل الى نتائج ملموسة ما دام حزب الله مصر على الاحتفاظ بسلاحه نحو الداخل على الرغم من اقتناعه بأهمية الحوار لكنه غير مؤمن بامكانية التوصل إلى ايجابيات متوقعة، لكنه يعلن التزامه بقرارات باقى قوى 14 اذار المشاركة فى الحوار.
ويشارك فريق 14 اذار فى الحوار للتأكيد على مواقفه السابقة على ضوء المذكرة التى تسلمها رئيس الجمهورية من رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة وتضمنت أفكارا لمواكبة المرحلة المقبلة وحددوا مطالبهم السياسية عبر هذه المذكرة الى رئيس الجمهورية لمواجهة الاعتداءات السورية على لبنان.
ومن أبرز هذه المطالب هي طرد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي وتعليق العمل بالاتفاقات الأمنية الموقعة بين لبنان وسوريا وتجميد العمل بالمجلس الأعلى اللبناني السوري وتقديم شكوى الى جامعة الدول العربية والاستعانة بقوة "اليونيفيل" بموجب القرار الدولي 1701 لدراسة سبل مساعدة الجيش في ضبط الحدود مع سوريا.
وهذه المطالب هى التى دائما يرددها فريق 14 آذار فى المؤتمرات والاجتماعات الحزبية وهى مطالب إضافية الى جملة المطالب الاخرى التى سعت هذه القوى الاعلان عنها مسبقا فى مذكرة أخرى حول الاستراتيجية الدفاعية ومصير سلاح حزب الله وغيره من الاسلحة غير المشروعة.
ويطالب الساسة والمحللون اللبنانيون بتحقيق صحوة عقلية لاعادة لبنان إلى طريقه السوية لانقاذه من الويلات التى قد تنتظره عند رفض الفرقاء السياسيين الجلوس معا والتحاور حول كل القضايا المطروحة بعقلية منفتحة من اجل المستقبل الجديد للبنان.
مواد متعلقة: 1. لبنان تطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب بالقاهرة 2. الرئيس اللبناني يثير مع سفير ايران موضوع عناصر الحرس الثوري 3. جعجع يجدد رفضه المشاركة في الحوار اللبناني ويدين الفيلم المسيء للرسول