عقد المؤتمر السنوي الإقليمي لعلاج الالتهاب الكبدي الوبائي على مدار ثلاثة أيام من 13 إلى 16سبتمبر ببيروت، بمشاركة نخبة من أكبر أساتذة الكبد والجهاز الهضمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبعض الدول الأوروبية. وناقش المشاركون التحديات والأخطاء التي تواجه علاج فيروس "سي" وبوجه خاص في مصر، والذي لا يزال بلا شك القضية الصحية التي تتصدر أولويات مصر القومية، خاصة في ظل إصابة حوالي 12% من المصريين أي 12 مليون مريض بالفيروس.
وخلال اللقاء الصحفي الذي انعقد على هامش المؤتمر، أكد الدكتور أحمد مؤنس أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة عين شمس أن النوع الجيني الرابع من فيروس "سي" هو الأكثر انتشاراً في مصر، كما يعد السبب الرئيسي وراء ظهور 20% من إجمالي إصابات الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" المزمن في العالم والبالغ عددها 170 مليون حالة.
وقد أثبتت الدراسات أن نسبة الشفاء التام منه تصل إلي 65% باستخدام الأدوية المعتمدة دولياً.
ومن جانبه، أكد الدكتور يسري طاهر أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة الإسكندرية: "يعد استمرار توفير الانترفيرون المصري لمرضي فيروس "سي" وبالأخص مرضي التأمين الصحي، خطوة الي الخلف وعودة لاستخدام العقارات الضعيفة التي لا تؤدي إلى النتائج المطلوبة ولا ترقي للمستوي المطلوب بأي شكل من الإشكال .فنحن كأساتذة كبد نراه مطابقاً إلى الانترفيرون القديم، والذي كان فعالاً بنسبة نحو 15% فقط في علاج فيروس"سي" وذلك لعدم ثبات المركب في حالته السائلة".
كما ناشد طاهر أساتذة الكبد بمصر بعدم توصية المريض بتأجيل العلاج، بهدف انتظار عقاقير غير معروفة ومازالت قيد التجارب، مثل مثبطات إنزيم " البروتيز" والتي مازالت قيد التجربة ولم يتم بعد التأكد من فعاليتها في علاج المريض المصري (النوع الجيني الرابع) .
وأضاف طاهر ان تلك العقاقير لها آثار جانبية شديدة ومنها انيميا حاده، حساسية، طفح جلدي وأعراض جانبية أخري قد تهدد حياة المريض في بعض الأحيان. ولن تستخدم تلك العقاقير إلا بالإضافة إلى العلاج الثنائي الانترفيرون والريبافيرين لرفع نسبة الشفاء ومنهم عقارى (تيلابريفير) (وبوسيبريفير).
ومن جانبه أضاف مؤنس أنه طبقا للخطوط الاسترشادية لمنظمة الصحة العالمية، يعد العلاج الكلاسيكي المزدوج (عقار peginterferon ألفا بالإضافة إلي عقار ريبافيرين)، العلاج الأمثل للنوع الجيني الرابع من فيروس "سي". لذلك نناشد الوزارة الجديدة ووزير الصحة بتوفير الأدوية المعتمدة دوليا فقط حتى لا يتفاقم المرض ونواجه كارثة حقيقية لا يمكن السيطرة عليها.
هذا وقد شدد الدكتور يحيي الشاذلي، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بجامعة عين شمس وعضو الجنة القومية للفيروسات الكبدية علي ضرورة وضع خطوط استرشادية لتشخيص فيروس "سي" والوقاية منه وعلاجه.
وأشار إلى أن اللجنة القومية تقوم الآن بتقييم ما تم عمله في الفترة السابقة بالإضافة إلي وضع خطوط استرشادية جديدة. كما تحاول اللجنة زيادة ميزانية العلاج لاستيعاب أكبر عدد من المرضي خاصة في ظل التزايد المرعب في نسب الإصابة والتي تصل إلى 165 ألف حالة جديدة سنوياً.
وقال الشاذلي" إن علاج فيروس "سي" لم يأخذ حقه من دعم المجتمع المدني ولا يزال التمويل يشكل تحديا أساسيا، فلا يمكن أن نعتمد علي ميزانية وزارة الصحة في علاج ما يقرب من 12 مليون مصاب . لذلك نطالب بضرورة تضافر الجهود الحكومية والمدنية تحت مظلة مبادرة قومية موحدة تهدف إلي زيادة الموارد المتاحة للعلاج والوقاية من أجل القضاء علي المرض في مصر.