القدس المحتلة: يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منتجع شرم الشيخ المصري صباح الاثنين للقاء الرئيس المصري محمد حسني مبارك لبحث سبل انجاح المباحثات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. ونقلت الاذاعة الإسرائيلية عن مصدر دبلوماسي مصري قوله أن الرئيس مبارك سيؤكد خلال اللقاء الموقف العربي الرافض لأي حلول جزئية أو مرحلية في عملية السلام. وكان نتنياهو قد رحب بقرار لجنة المتابعة العربية إستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مشترطًا عدم وضع السلطة الفلسطينية أي شروط مسبقة. وبدورها قالت محافل إسرائيلية لصحيفة "معاريف" عن نتنياهو سيطلب من الرئيس مبارك تقليص المجهود المصري الهادف إلى الاعلان عن منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية. وأشارت المصادر إلى ان نتنياهو سيحاول نقل رسالة إلى الرئيس مبارك مفادها ان إسرائيل ليست المشكلة بل المشروع الإيراني النووي الذي يشكل تهديدا على مصر ايضا . ومن جانبه، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن بنيامين بن اليعازر وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي سيرافق نتنياهو خلال زيارته إلى القاهرة مما يثير جدل في الأوساط السياسية المصرية. وكان اليعازر قائدا "وحدة شاكيد" إحدى الوحدات العسكرية المحاربة بسيناء خلال حرب 1967 وحسب تقرير بثه التليفزيون الإسرائيلي منذ سنوات فإن إليعازر كان مسئولا عن مقتل مئات الأسرى من الجنود المصريين في صحراء سيناء وقت الحرب . وأدعت الصحيفة الإسرائيلية:"أن بن اليعازر معروف بعلاقاته الشخصية الجيدة مع الرئيس المصري ، وعلاقاته مع الشخصيات رفيعة المستوى بالحكومة المصرية" ، لافتة في تقريرها إلى أن وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي قام بمرافقة نتنياهو خلال الاجتماعات التي عقدها مع الرئيس مبارك على مدار العالم الماضي . وأدعت الإذاعة الإسرائيلية في فبراير/ شباط الماضي ان الرئيس مبارك أجرى اتصال هاتفي مع بن اليعازر هنأه فيه على عيد ميلاده ال74 ، وقال مبارك لإليعازر أنه "يكن له التقدير" وطالبه بنقل تحياته الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود براك ، مؤكدة في الوقت نفسه أن بن اليعزر أعرب خلال الاتصال عن أمله في أن يقوم الرئيس المصري بدور قيادي في العملية السياسية بين الفلسطينيين وإسرائيل وتجديد مفاوضات السلام بينهما. كما أشارت الإذاعة العبرية وقتها إلى أن الاتصال التليفوني الذي أجراه مبارك جاء بعد حوالي الأسبوعين من أخر أجراه وزير الصناعة هنأ فيه الرئيس المصري بفوز منتخب بلاده بكأس الأمم الأفريقية . يذكر ان اعضاء حركة " كفاية" تقدموا ببلاغ إلى النائب العام يطالبون فيه باعتقال نتنياهو لمسئولية عن "جرائم الحرب" التي ارتكبتها حكومته في حربي غزة ولبنان. وقدم مساعد وزير الخارجية السابق السفير إبراهيم يسري، والمنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" عبدالحليم قنديل البلاغ إلى مكتب النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود. ويتضمن البلاغ الدعوة لاعتقال نتنياهو، لمسئوليته القانونية عن قتل 1500 فلسطيني وإصابة الآلاف في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة العام الماضي. ويستند مقدما البلاغ إلى تقرير بعثة الأممالمتحدة برئاسة القاضي ريتشارد جولدستون الذي أدان "إسرائيل" بارتكاب جرائم حرب في غزة، ويطالبان بإعمال القانون الدولي الذي يتفوق على القانون المحلي من حيث الولاية. وأوضح قنديل في تصريح له أن البلاغ يعد تسجيلاً لموقف سياسي رافض لاستقبال مصر لنتنياهو الذي وصفه ب "الحقير"، باعتبار ذلك تحديًا لمشاعر الشعب المصري، متوعدًا أي مسئول إسرائيلي يزور القاهرة بالملاحقة باعتباره شريكا في الجرائم التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية. وسبق أن قامت شخصيات معارضة مصرية بالمحاولة ذاتها عندما تقدمت ببلاغ للنائب العام عشية زيارة نتنياهو إلى مصر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي تطالب بالتحقيق معه في جرائم الحرب التي ارتكبتها حكومته في غزة، وقال مصدر قضائي مصري آنذاك "إنه كانت هناك إمكانية لذلك الاعتقال لو كان وقت الزيارة يسمح بذلك".