أكثر من مليون زائر يجذبهم التمثال النصفي الغامض لنفرتيتي كل عام إلى المتحف الجديد في برلين، لمرور مائة عام على اكتشافه، ويفتتح المتحف في السادس من ديسمبر المقبل تحت عنوان "في ضوء العمارنة" معرضا خاصا كبيرا عن الملكة الجميلة. ويأمل الجميع ألا يشتعل خلاف مجددا حول إعادة التمثال إلى مصر. ووفق وكالة الأنباء الألمانية يعتزم المتحف المصري في برلين لأول مرة عرض مئات من الكنوز الأثرية التي لم يسبق عرضها والتي تم اكتشافها خلال أعمال التنقيب التي أجريت قبل مائة عام في مصر، وذلك لإعادة الفرعون إخناتون وزوجته الأسطورة إلى الأذهان في عصرهما الذي يسبق ميلاد المسيح ب1346 عاما.
وقال رئيس المتحف، ميشائيل إيسنهاور، أمس الإثنين خلال الإعلان عن المشروع الطموح "المثير في الأمر أن الكنوز التي تم العثور عليها تقدم صورة جلية بشكل كبير عن الحياة اليومية في ذلك العصر".
وسيتم بناء المعرض حول زوجة الفرعون إخناتون بالمعنى الحرفي للكلمة، حيث إن التمثال النصفي الفريد على درجة من الحساسية تمنع نقله من مكانه.
ولذلك سيظل التمثال في مكانه المرموق بقاعة القبة الشمالية بالمتحف الجديد في برلين، لكن سيتم وضع تمثال مماثل بجانبه مصنوع من البرونز.
وعن ذلك يقول مصمم المعارض نويل ماكولاي: "إننا نريد أن يتفاعل الزائرون مع جمال التمثال بأيديهم".
كما سيجرى إعداد مقتنيات أثرية للفرعون إخناتون من أجل المعرض، حيث ذكرت مديرة المتحف المصري في برلين ، فريدريكا زيفريد أنه سيعرض لأول مرة صورة بديعة لإخناتون ملونة بالكامل ومطلي أجزاء منها بالذهب.
وسيضم المعرض مئات من المقتنيات الأثرية التي كانت مخزنة في المستودعات سيصل عددها إلى 600 قطعة أثرية في ختام المعرض ، وذلك بعد أن يتم إجراء عمليات الترميم اللازمة لها، وسيكون من بين هذه المقتنيات قوارير وزهريات وأواني لحفظ المؤن وحلي قيمة.
وأرجع زيفريد سبب عدم ترميم تلك الأثريات من قبل، إلى تقسيم تلك الكنوز بين شرق برلين وغربها لعقود قبل توحيد شطري البلا، وقال: "ليس هناك تقصير لكنه التاريخ الألماني الذي يطل بظلاله على تلك الكنوز".
وكان عالم المصريات الألماني لودفيج بورشارت، يقود أعمال التنقيب في منطقة تل العمارنة بصعيد مصر مطلع القرن الماضي بتمويل من رجل الأعمال الألماني جيمز زيمون، ووصل من المقتنيات الأثرية التي تم اكتشافها خلال عمليات التنقيب نحو 5500 قطعة أثرية إلى برلين، وكان يتم ذلك وفقا لاتفاقية تقسيم الآثار التي كان يعمل بها في ذلك الوقت، ومن المقرر توثيق بروتوكول الاتفاقية في المعرض.
وطالب الجانب المصري أكثر من مرة باسترداد التمثال النصفي لنفرتيتي وتسبب ذلك في إثارة كثير من الخلافات على مدار أعوام مع زاهي حواس ، الذي تقلد مناصب حكومية مختلفة في مجال الآثار بمصر. يقول زيفريد الآن إن الخبرات مع المسئولين الجدد في القاهرة صارت إيجابية، وقال: "كلا الجانبين يتطلعان إلى المعرض بإيجابية".
ومن المقتنيات الفريدة التي سيضمها المعرض أيضا كتاب يحوي يوميات عمليات التنقيب التي تمت في مصر مطلع القرن الماضي، والذي تم عرضه اليوم مع بداية بيع تذاكر دخول المعرض.