أولا- اليقين بضعف الشيطان: لابد أن تعلم أنك بشر خلقت لتتمتع بعقل يزن الأمور وينهى الجدل، فأنت به أقوى من أي مخلوق كان، أنت به أقوى من الأسود والذئاب، وأنت أقوي من الملائكة ، وأنت أيضا أقوى من الشياطين والمردة، عندما تقف بين يدى الله تعالي سينكر عليك الشيطان ويقول لك "ما أغويتك..فأنت من اتبعتني" فماذا ستقول لله وأنت في هذا اليوم فقط أضعف المخلوقات؟!!. إن تيقنت أن القط أقوى منك ستخاف منه وينهشك لسوء تصرفك أمامه، فمابالك بالشيطان ؟، ماذا سيصيبه من الغرور والشماتة إذا اعتقدت أنه الأقوى، هو يعلم قدره ويقول "قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ" واعترافا بضعفه أكمل قائلا" إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ"، فهو ضعيف أمام المؤمنين وقليل الإيمان هو من يعظم قدر وقدرة الشيطان.
ثانيا- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: الشيطان كالصرصور إن ألقيت عليه مبيد حشري مات، وهكذا المبيد الحشري له هي الإستعاذة بالله منه، فهي تميته بل تحرقه وتجعله يفقد توازنه وسيطرته عليك، ولكن لا تنتظر إلي أن ينهشك بأظافره، باغته أنت بالاستعاذة كما أمرك الله "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم"
ثالثا- المعوذتين: يقول حبيبك صلي الله عليه وسلم "ما تعوذ متعوذ بمثلهما" ، وكان – وهو النبي- يتعوذ بهما كل ليلة عند النوم، فأعتقد أننا في حاجة لقرأتهم طوال اليوم .
رابعا- آية الكرسي: يالعظمة وصفها لجاه الله ، إنها تحد صارخ للشيطان وشهادة عليه بالضعف والخيبة، بل إنها كسرت قواعد الكرامة لديه وكشفت عن غبائه عندما علمها هو نفسه لصحابي ليتعوذ بها منه، ذلك فيما روي عن قصة الامام أبي هريرة المعهودة مع الرجل الذي كرر سرقة الطعام من وقف الفقراء فلما استنفذ منه ابي هريرة قال الرجل له "إني أعلمك كلمات،إذا أوتيت إلي فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظا ولا يقربك شيطان حتي تصبح" فلما سمع النبي بذلك قال لأبي هريرة "صدقك وهو الكذوب ، ذاك الشيطان".
خامسا- سورة البقرة: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر ..البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان"....هكذا أكد النبي صلي الله عليه وسلم علي خصوصية سورة البقرة باعتبارها سلاح نووي يدمر رءوس الشياطين.
سادسا- الذكر: قل معي ..."لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير"، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أن من قرأها "في اليوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت له مائة سيئة وكانت له حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل ما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك". ويا حرقة الشيطان وأنت تفاجئه بقولك لا إله إلا الله محمد رسول الله، فإنه وقتها يكون كمن سكبت عليه زيتا في أعلي درجات غليانه.
سابعا- الوضوء والصلاة: وخاصة عند الغضب ،فإن الشيطان يترقبك فى سرورك حتى تغضب ..يهرع ليقف أمام وجهك ، ويلغي عقلك ، ثم يفتح أذناك ويوسوس فرحا ظانا أنه قد تغلب عليك، وأنت هنا لا تُخدع ،تتوجه لتتوضأ وتصلي ركعتين ، فيموت غيظا منك وقد أرهقته.
ثامنا- إمساك فضول النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس: "لاعليك لقد أخطئت مرة لا تبالي"، هكذا يهيء لك الشيطان سقطاتك وزلاتك نتيجة كثرة كلامك وتدخلك فيما لا يعنيك أو ينفعك، ذلك لأن أول طريق للشيطان هو الشهوة ، سواء بطن أو فرج أو نظر ،فهي مفاتيح الشر وأعمدة جهنم، وكم غرس حب التطلع علي أسرار الآخرين من مفاسد ومشاحنات وشرور.
تاسعا - الإرادة والمحاربة: لامانع أن تمر بالتجارب الواقعية علي الرغم من كونها محرمة بشرط ألا تكون متعمدا وقاصدا عصيان الله، فكثير منا مر بمحرمات في حياته دون علم ، لكن منا من تحققت لديه التوبة النصوحة بقوة الارادة والخوف من الله، فلن تستطيع منع نفسك عن الخطأ مهما وصل علمك وثقافتك ، إنما ما تستطيعه هو ان تمنع نفسك من تكرار الحرام طالما علمته، ولا يتحقق ذلك إلا بالارادة القوية وإجبار النفس علي الطاعة لك ولإرادتك ،واعلم أن الشيطان يحاول معك مرارا حتي تستسلم لتمارس المعصية ، ولن ينجو من يده إلا شخص قوي الارادة مُحكَم النفس. ولك أن تعلم أن الشيطان أيضا ييأس ،نعم ،فعندما تتمسك بإرادتك وتحاربه بها فإنه ييأس منك فينساك باحثا عن غيرك ولمجرد غفلتك يعود إليك من جديد، ليتحداك منتظرا منك أن تتنازل عن إرادتك وتطيعه هذه المرة، ولكن هيهات....
عاشرا- تذكر الموت: الموت هو العائق الأول الذي يجبر الشيطان علي التزام حدوده والاعتراف بضعفه ،إذ ينتهي دور الشيطان مع الانسان بمجرد موته، فيقف عاجزا عن وسوسته واغرائه، ويمكنك أن تمنح نفسك فرصة إذلال الشيطان في حياتك، عندما تتذكر القبر وظلمته وأنت وحدك فيه تحاسب، حتي الشيطان الذي أغواك يتركك ويعود لغيرك من الأحياء وقتها لن ترضي لنفسك أن تطيع غير الذي لن يتركك أبدا، ألا وهو الله.