فجأة ودون مقدمات ثار الدهماء علي الدكتور عبد الحليم قنديل وأنصاف الفنانين وأنصاف الفاهمين وأنصاف كل شيء ويأتي علي رأس الدعوة محمد ابو حامد المعادي للإخوان المسلمين ، والذي يري في إسقاطهم واجب قومي ، ويدبر لانقلاب طائفي يسميه ثورة ، يحرض فيها الإخوة الأقباط علي النزول ، ويتحرك داخل الكنائس لحشدهم بخطي شيطانية وبأقوال فجة ممجوجة مثل : الهرم عندي أقدس من القدس ، ولجهله فهو لا يعلم قداسة القدس في قلوب الأقباط . وأبو حامد يعتبر شخصاً مثل سمير جعجع مثله الأعلى وسمير جعجع لمن لا يعرف هو من تحالف مع الاحتلال الإسرائيلي للبنان وقاد مجزرة صبرا وشاتيلا الشهيرة والتي تعد من أبشع المجازر في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي و راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف شهيد من رجال المقاومة فى مخيمات لبنان عام 1982.
فجأة ودون مقدمات أصبح أبو حامد وأنصار العلامة الجهبذ "عكاشة" دعاة ثورة ووطنية يحرضون علي النزول والتظاهر أمام القصر الجمهوري ووزارة الدفاع ، بل ويهددون ويتوعدون الرئيس مرسي بإقالته ومحاكمته في حالة حدوث أي إصابة لنفر منهم .
وهي دعوة تحريضية طائفية وانقلاب أكثر منها ثورة بل إنها ترقي لمرتبة الخيانة العظمي ،والتي يجب محاكمة مرتكبيها ومحرضيها ، والغريب أنني لم أفهم إلي الآن سبب الدعوة للتظاهر هل هو اعترضاً علي مرسي رئيس ولا اعتراض علي سياسته ، إذا كان اعتراض علي مرسي كرئيس أليس هو الرئيس الشرعي الذي جاء إلي الحكم عن طريق صندوق الانتخاب
أما إذا كان الاعتراض علي سياسته ، فعلي أي سياسة بالتحديد ؟ علي أنه رجل واضح يعمل ليل نهار لا يألو جهداً في سبيل إصلاح ما فسد خلال 30 عاماً ، فكم من الوقت مر ليحكموا عليه ؟
والغريب أن الداعين للتظاهر يوم 24 أغسطس هم أنفسهم من أرادوا لمبارك فرصة 6 أشهر للإصلاح بعد 30 عاماً من الفشل ، وهم أنفسهم الآن من يعترضون علي كل ما يفعله مرسي ولا يواتيهم الصبر حتي تتضح الرؤية .
قالوا عنه رئيس ضعيف بلا صلاحيات ترك نفسه ألعوبة في يد العسكر ورضي بالحكم تحت ما يسمي الإعلان الدستوري المكبل ، وحين أقال المشير والمجلس وألغي الإعلان الدستوري هاجوا وماجو ، وقالوا استغفر الله العظيم رئيس ديكتاتور ، وصاروا يولولون ويصرخون ويندبون بكلام فج ركيك ، يدل علي ضحالة أفكارهم وضعف رؤاهم . الحق أنني أشفق عليهم من حالة التوهان التي يمرون بها وحالة التخبط التي تعتريهم وتمدهم في طغيانهم يعمهون .
يبدو أنهم صدمتهم المروعة بإقالة المجلس العسكري أفقدتهم توازنهم وأفقدتهم القدرة علي التفكير السليم ، فسعوا لتنفيذ مخططهم الحقير لتقسيم مصر إلي دويلات وطوائف ، امثل هؤلاء المحرضين يجب أن يحاكموا بتهمة الخيانة العظمي ، ويجب أن ينفوا من الأرض فهم كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ، لكن إلي متى يظل أمثال هؤلاء المدعين الخارجين علي كل شرعية ، إلي متى يظلون وأمثالهم يشكلون صداعاً في رأس مصر ، إلي متي سيظل دعاة الفتن يعيثون في الأرض فساداً دون أن يعترضهم معترض فهم يتشدقون بالحرية والديمقراطية وهي منهم براء ، فهل الحل في اعتقال أبو حامد وعكاشة وأمثال هؤلاء أم في تركهم ينبحون ويحرضون ويقلبون الحقائق ويضللون البسطاء ؟
رغم أنني لست من دعاة الديكتاتورية والحكم بالحديد والنار ، لكن ثمة مجريات للأحداث ونماذج للبشر تفرض علينا أن ننادي بالشدة في التعامل مع هؤلاء فلو تركناهم لنبحوا مثل الكلاب الضالة التي تصبح خطراً علي المارة
إن دعوي 24 أغسطس هي بلورة لنظام إعلامي مضلل وكاذب لم يكف عن إطلاق صيحات التحذير من حكم الإخوان المسلمين ، والتشدق ليل نهار بأخونة الدولة علي حد وصف الكبير الرائع فهمي هويدي في مقاله بصحيفة الشروق المصرية ،
علي أي الأحوال يمكنك النزول يوم 24 أغسطس تحت دعوي ابو حامد أو الرجل الوطني الجهبذ العلامة توفيق عكاشة ، او السيدة الفاضلة غادة عبد الرازق التي قالت بملء فيها مرسي مش رئيسي وح انزل يوم 24 وأزلزل الأرض ، أو الفنانة الكبيرة إلهام شاهين التي قالت : رفعت رأس مصر عالياً في المهرجانات الدولية
هؤلاء هم الوطنين الجدد وهم حزب 24 أغسطس ، إنها الوطنية المهندسة وراثياً كما قال وائل قنديل في مقاله بصحيفة الشروق .