"اللهم إنا مستضعفون مقهورون فانصرنا.. اللهم عليك بالبوذيين الماغ ومن ناصرهم.. اللهم أهلك الظالمين وكل جبار متكبر.. اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك". هو الدعاء الذى استقبل به مسلمو ميانمار" (بورما سابقًا) شهر رمضان المبارك، وهو الدعاء ذاته الذى يستقبلون به ايام عيد الفطر المبارك داعين الله أن ينتقم لهم من جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة، والتي تدعمها الأنظمة البوذية الحاكمة في البلاد، بعد ما ارتكبوه بحقهم من قتل وتعذيب وتهجير وطرد وحرق، حتى أبادوا قرى يقطنها مسلمون بكاملها فى ظل صمت عربى ودولى رهيب.
العيد في ميانمار دولة ميانمار التى عانت من ويلات العنف الطائفى ومازالت فهى لا تلقى اى اهتمام بها وبمعاناتها ولكن مع فرحتنا بعيد الفطر المبارك لا ينبغى ان ننسى احوال غيرنا من المسلمين الذين لا يمكنهم الاحساس بالفرح فكيف يفرحون بالعيد وثياب العيد ملطخة بالدماء
يقضى مسلمو بورما عيد الفطر المبارك وهم يعيشون ايامه بحاله من الحزن ليس فقط على أحبائهم وإخوانهم وذويهم الذين فقدوهم، ولا على ديارهم التي شردوا منها، ولا بسبب أنهم يبيتون ليلتهم وهم لا يعرفون إن كان سيطلع عليهم النهار أم لا، ولكن كل ما يقلقهم أن يحافظوا على "اسلامهم" يحافظوا على بقعة فى الارض يرُفع فيها اسم الله، وأن يلهمهم الصبر على ما يلاقونه، من جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة هذه الجماعة التى تريد القضاء عليهم وترحيلهم وطردهم من البلاد لكى يحافظوا على هويتهم وغالبيتهم البوذيية وكل هذا بدعم من الأنظمة البوذية الحاكمة في البلاد، تحت مزاعم وادّعاءات لم تثبت صحتها بعد
إحتجاجات "الراخيين" ضد مسلمى بورما وعلى الجانب الاخر قامت جماعة الراخيين في ميانمار بتنظيم مظاهرة امس الاحد اول ايام العيد وذلك للاحتجاج على تقديم الأممالمتحدة مساعدات لمسلمي بورما، واتهام الأممالمتحدة بالتحيز لهم ذاته
بداية العنف الطائفي في بورما وقد بدأ مسلسل الابادة فى بورما في اعقاب إعلان الحكومة أنها ستمنح بطاقة "المواطنة" للعرقية الروهنجية المسلمة في إقليم راخين (أراكان سابقًا) غربي البلاد، حيث رأت جماعة الماغ المتطرفة أن هذا الإعلان بمنزلة استفزاز لمطامعهم في إقليم "راخين"، الذي لطالما حلموا بأن يكون إقليمًا خاصًّا بهم لا يسكنه غيرهم، وهو ما أثار غضبهم لإدراكهم أن هذا سيؤثر في حجم انتشار الإسلام بالمنطقة، فخططوا لإحداث الفوضى، فهاجموا حافلة تقلّ 10 مسلمين، وعذبوهم وقتلوهم، ثم ادعوا أنهم فعلوا ذلك ردًّا على قيام ثلاثة مسلمين باغتصاب فتاة بوذية وقتلها في مايو/ايار الماضي..!! وكانت شرارة لانطلاق باقى احداث مسلسل العنف والابادة لمسلمو بورما الابرياء .
ومع توالى احداث العنف والقتل داخل البلاد وبدلا من أن توقف الحكومة مساندتها للماغ وتحمي المسلمين، صعد رئيس ميانمار "ثين سين" بنفسه من الحرب ضد مسلمي البلاد، داعيًا إلى تجميع أقلية الروهينجا المسلمة الذين لا تعترف بهم الدولة في معسكرات لاجئين، أو طردهم من البلاد فهو لا يعترف بأن ما يحدث فى بلاده عنف طائفى بل يراه تطهير عرقي مدعوم من الدولة
وفى بادرة مسبوقة قام الهلال الأحمر القطري بالتحرك لمساعدة ميانمار بربع مليون دولار كإغاثة أولية عاجلة، حيث تم التخطيط للتدخل الأولي من خلال المجال الطبي وذلك بإنشاء العيادات المتنقلة لتطبيب الحالات التي تستدعي، إلى جانب توزيع الإغاثة العاجلة من توفير الغذاء والماء والكساء إلى جانب الدواء، كما يدور الحديث عن إعادة إعمار البيوت التي تم حرقها لمسلمي الأقليات الروهينغيا.
ونحن العالم العربي بأجمعه نقضى ايام العيد ولكن ينقصنا فيه فرحة اخواننا فى بورما وسوريا وفلسطين وبنجلاديش وسائر بلاد المسلمين التى تعانى القتل والحرب والعنف الطائفى فلنا عليهم واجبات كثيرة اقلها الدعاء لهم فلا تنسوهم لان فرحتنا بالعيد لايمكن ان تنسينا احوالهم الصعبة؟