أكد خبراء عسكريون بمصر إن الجيش المصري يحتاج إلى وقت طويل قد يصل إلى خمس سنوات للقضاء على بؤر الجماعات المسلحة في سيناء بشكل نهائي، مؤكدين أنه لا صحة لتوقعات البعض بقيام عملية عسكرية كبرى تستهدف جميع المتورطين في الهجوم على قوات حرس الحدود المصري في شمال سيناء الأحد الماضي. وتوقع الخبراء في حديثهم لوكالة "الأناضول" للأنباء قيام الجماعات المسلحة في شمال سيناء بهجوم جديد في الأيام القادمة، بصورة مماثلة أو أكثر عنفا، مؤكدين أن عمليات التمشيط التي تقوم بها قوات الجيش لن تقضي بالكامل على العناصر المتطرفة لأن الأهداف غير واضحة.
وقال الخبير العسكري صفوت الزيات إن "مكافحة ومقاومة الإرهاب في سيناء تحتاج نوعية خاصة من القوات عالية الحركية وقدر كبير من الموارد الاستخباراتية والاستطلاعية لمراقبة البؤر الإرهابية على مدار الساعة ليتم تحديد تحركاتها ومعرفة قدراتها التسليحية لاختراقها أمنيا بالإضافة إلى إمكانية التنسيق الإقليمي مع الدول المجاورة لتتبع تلك الجماعات".
وتتطلب هذه العملية، بحسب الزيات "خليطا من القوات الخاصة ووحدات الاستطلاع للتأكد من الأنظمة الجوية الملائمة للعمل في بيئة سيناء، وكذلك ضرورة وجود مروحيات خاصة بالنقل السريع، ووجود قوات مسلحة هجومية بالدرجة الأولى.
ولفت إلى إن مثل هذه العمليات لم تقم بها بعد قوات الجيش في سيناء، قائلا "نحتاج للقضاء على العناصر الإرهابية المتمركزة في سيناء بشكل كامل إلى خمس سنوات، لأن الأمر ليس مرتبطا بالقيام بعمليات تمشيط يحدد من خلالها المشتبهين أو حتى إظهار تفوق في اعتقال بعض المنتمين لهذه الجماعات وردهم قتلى، لكنه يرتبط بتوالد الجماعات الجهادية السلفية ذات الهياكل التنظيمية في عمق سيناء".
وتابع: "وبالتالي يجب على الحكومة المصرية تهيئة الرأي العام للفترة القادمة وإرسال رسالة للشعب المصري مفادها أننا قد نتعرض لعمليات هجومية على الحدود مماثلة أو أكثر عنفاً".
ومتفقا معه قال الخبير العسكري طارق الحريري إن مواجهة الجماعات المتطرفة في سيناء معركة تحتاج لوقت طويل قد يستغرق خمس سنوات، لأن المعركة بين الجيش المصري وبين العناصر المسلحة في الوقت الراهن ستخرج عن دائرة الحرب المتوازية.
ولفت إلى أن "الجيش المصري في حاجة لوقت لتحديد الاختراقات الأمنية لهذه العناصر، وبعدها يمكن القضاء عليها عبر المروحيات والقوات الخاصة، وما يتم تداوله من أخبار عن قيام الجيش بعملية عسكرية كبرى، يستهدف تهدئة الرأي العام فقط"، بحد قوله.
واعتبر الخبير العسكري طلعت مسلم أن دفع قوات الجيش بمعدات قتالية في محافظة شمال سيناء لا يعدو كونه عملية تمشيط موجهة لمجموعات تنظيم صغيرة سهلة التحرك.
وبحسب مسلم، فإن "الجيش المصري ليست لديه معلومات كافية عن التنظيم الذى نفذ الهجوم على قوات حرس الحدود، حيث إن الحديث عن وجود تنظيم باسم الرايات السوداء من غزة غير مؤكد ولا يوجد دليل عليه حتى الآن".
وقال مسلم :"إن الجيش المصري يريد من هذه العمليات تمشيط سيناء بالكامل لتتبع المنتمين للجماعات المتطرفة، لكن هذا لا يعني أن الجيش سيقوم بعملية عسكرية كبرى لأن الأمر لا ينطبق على ما يجري الآن فالأهداف غير واضحة وغير متوالية، وبالتالي فإن تلك العملية، التي ستكون مشتركة بين القوات البرية والجوية وربما البحرية، مقدمة لأعمال قتال صغيرة تستمر لفترة ليست بقصيرة تصل لسنوات".
وفي تفسيره لدفع القوات المسلحة بهذا العدد الكبير من المعدات الحربية، أوضح مسلم أن "الطبيعة الجغرافية لسيناء ومساحتها الكبيرة ووجود مخارج كثيرة لها، يجعلها منطقة تحتاج لعدد أكبر من تعزيزات الجيش، حتى وإن كانت النتائج في النهاية محدودة للغاية من حيث عدم القضاء الكامل على الجماعات المسلحة وبقاء المجموعات المتطرفة الصغيرة لتنفيذ هجوم جديدة في المستقبل.