في حديثه مع شبكة الاعلام العربية "محيط" اللواء جميل عزيز قديس، عضو المكتب السياسي لحزب الجبهة الديمقراطية، يتطرق إلى مشاكل سيناء وأمنها، وتحدث منشرحاً صدره عن كيفية حل الأزمة والتعامل معها. نعلم جميعاً أن سيناء جزء غال لا يتجزأ من أرض مصر ولها مكانه تاريخية وثقافية ودينية في قلوب المصريين كما أنها تتميز بالكثير من الكنوز الأثرية ولها اقتصاديا أهمية قصوى كمنطقة جذب سياحي وتوسع زراعي علاوة على احتوائها كثير من المعادن التي يندر بمثلها في أوطان العالم أجمع ومن خلال شطآنها وبحيراتها تعد مصدراً هاماً لتوفير الثروة السمكية.
بعد ثورة يناير 2011 تنامى إلى الأسماع بأن وضعها الأمني شديد الغموض ويثير الريبة ويقلق ضمير كل وطني مخلص يحرص على قدسية وحرمة ترابها وعمق واستمرارية صلاتها وارتباطها بالوطن الأم خصوصاً أن معظم الأسلحة والذخائر المهربة عبر حدودنا تحدد وجهتها صوب سيناء وقلقي الشديد يجعل التساؤلات التالية تلح علينا بإصرار شديد.
فهل أصبحت سيناء « معضلة أمنية » وما حل تلك المعضلة؟ أرى أنه ليس هناك حلاً إلا ببدء عملية إعمار سيناء وتوطين أرضها لأهلها، فهي الضامن الوحيد لأمنها لأنه ليس من المقبول الصمت على الهجوم وقتل وجرح رجال الجيش والشرطة المصرية في المناطق الحدودية خاصة منطقة جنوب رفح.
هل قصرت الجهات الأمنية في حماية سيناء والحفاظ على أمنها؟ نعم، أنا من هنا أعتبر التهاون أو التفريط في شبر واحد من أرض مصر التي تم استعادتها بدمائنا الذكية إنما هي خيانة كبرى في حق الوطن؟! وأتساءل أين رجال المخابرات العامة والحربية المصرية في التصدي لمثل هذه الأعمال التي تحدث في أرض الوطن.
ما رأيكم في زيارة رئيس وزراء حماس لمصر؟ الزيارة التي قام بها السيد هنية، رئيس وزراء حماس المقالة، وبما أنها وزارة مقالة أي ليس لها وجود شرعي فمن المضحك أن يكون لها رئيس وزراء يتحدث باسمها ويقوم بزيارة لأكبر دولة عربية في المنطقة دون الإعلان عن توقيتها ويقابل رئيس مصر المنتخب وللأسف لا نعلم ما محتوى المحادثات التي تمت بينهما، وإذا كانت الزيارة المقصود منها تهنئة رئيس مصر المنتخب فهي لا بد وأن تكون على مستوى رؤساء دول معتمدين من شعوبهم.
ماذا توقعت من السيد «هنية»؟ كنت أفضل أن يقوم هذا الزائر المفروض علينا في هذا الوقت بالذات توجيه التحية لشعب مصر وقواتها المسلحة بذكرى العاشر من رمضان التي حقق فيها جيشنا العظيم أعظم انتصار في 6 أكتوبر 1973 والذي أعاد لمصر كرامتها وسيادتها على كل حبة رمل في أرضها بعد استعادة سيناء من العدو الإسرائيلي.
وما رأيكم في موقف الرئيس محمد مرسي؟ كنت أتمنى أن أرى الدكتور مرسي، الرئيس المنتخب، يتبنى إقامة احتفال ضخم لهذه المناسبة ليتذكر العالم عظمة شعب مصر وقواته المسلحة بدلاً من حرصه على توجيه الدعوة لرئيس حكومة حماس المقالة في قطاع غزة لزيارة مصر، كما أرجو من السيد هنية ألا ينسى أن شعب مصر الذي قدم أكثر من 120 ألف شهيد طوال حروبه من أجل تحرير أرضهم ومناصرة القضية الفلسطينية، لا يخشى على أرضه من أحد وقادر على تأمينها جيدا، رغم الظروف الصعبة المؤقتة التي تمر بها البلاد الآن.