أعلنت الحكومة العراقية أنها ستضع شركة "توتال" الفرنسية على القائمة السوداء بعد أن وقعت اتفاقا نفطيا مع إقليم كردستان، مؤكدة أنها ستواجه عواقب وخيمة إذا لم تعد النظر في موقفها. "أنباء موسكو"
وأشار المتحدث باسم حسين الشهرستاني، نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة، فيصل عبد الله، في تصريح أدلى به يوم أمس الثلاثاء، إلى أن العراق سيعاقب الشركات التي توقع اتفاقات دون موافقة الحكومة المركزية ووزارة النفط.
وجاء التحذير العراقي بعدما أعلنت شركة "توتال" في وقت سابق أمس أنها وقعت اتفاقا لشراء حصة في منطقتين نفطيتين في إقليم كردستان شبه المستقل حيث اشترت حصة نسبتها 35% في منطقتين للتنقيب لدى شركة "ماراثون أويل" الأميركية ويقع الحقلان النفطيان جنوبي الحدود العراقية مع تركيا، ويتوقع أن يستكمل المسح الزلزالي للحقلين بحلول أيلول/سبتمبر المقبل.
وقد حذرت الحكومة العراقية في حزيران/ يونيو الماضي الشركات الفرنسية من توقيع عقود نفطية مع إقليم كردستان أو أي سلطات محلية أو إقليمية أخرى، مؤكدة أن ذلك سيؤدي إلى إلغاء عقود هذه الشركات مع الحكومة العراقية.
من جهتها سعت "توتال" أمس إلى التهدئة بالتأكيد مجددا في بيانها على "التزامها بالإسهام في تنمية القطاع النفطي العراقي والاستثمار في مشاريع جديدة".
وبدخولها مجال التنقيب في كردستان العراق تجازف "توتال" بخوض مواجهة مع بغداد التي تقيم علاقات رديئة للغاية مع الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي كما هي الحال مع الشركتين الأميركيتين المنافستين "شيفرون" و"اكسون- موبيل" اللتين دخلتا بخلاف مع الحكومة العراقية المركزية.
وكانت وزارة النفط العراقية قد حظرت شركة "شيفرون كورب" ومنعتها من توقيع أي صفقات نفطية مع الوزارة بعدما اشترت الشركة الأميركية الكبرى حصصا في امتيازين بإقليم كردستان العراق كما هددت الوزارة شركة "اكسون موبيل" أيضا بوضعها على القائمة السوداء واعتبارها عدوا للشعب العراقي إذا ما استمرت بتوقيع العقود في تلك المنطقة .
يذكر أن شركة النفط الفرنسية غادرت البلاد في 1972 بعد تأميم القطاع النفطي، ومنذ الإطاحة بصدام حسين عادت "توتال" من الباب الصغير بحصولها في عام 2009 على استدراج عروض لتطوير واستغلال حقل حلفايا في جنوب البلاد في إطار كونسورتيوم مع شركات آسيوية، وهو عقد هدد بوضع "توتال" قدمها في الجانب الكردي.