قال باحثون إن شركة أبل الأمريكية لم تطبق تقنيات صناعية قياسية في نظام تشغيلها الأخير "سنو ليوبارد"، مما يجعله أكثر عرضة لهجمات القرصنة. وقال موقع "ذا ريجيستر" التكنولوجى إن تقنية "ASLR" أو توزيع الفضاء العشوائى، وهي تقنية كمبيوترية أمنية تعمل على ترتيب مواقع البيانات الرئيسية حيث تقوم بالتقاط موقع ذاكرة مختلف كل مرة يبدأ فيها عمل نظام التشغيل لتحميل مكونات النظام. وأضاف الموقع أن تلك التقنية في إصدار "سنو ليوبارد" تعانى من نقص كفاءة شديد، حيث فشلت آبل في عشوءة الأجزاء الأساسية من نظام التشغيل، بما فيها كومة النظام والرابط الديناميكى ، مما يعنى أن قراصنة، ممن يتقنون التعرف على "buffer overflows" التدفقات العازلة، التي تسبب خللا في البرامج فضلا عن أخطاء مماثلة داخل مكونات نظام التشغيل، لديهم فرصة أفضل ليتسببوا في تعرض النظام للضعف أمام الأكواد الخبيثة، التي تعرض جهاز الكمبيوتر للخطر. وأثارت محاولة تطبيق تقنية "ASLR" شكوى ونقد باحثين أمنيين منذ إطلاق نظام تشغيل "ليوبارد" الحالى، غير أن باحثين يأملون في إجراء بعض التحسينات على النسخة الأحدث. وقال الباحث تشارلى ميلر في رسالة لموقع "ذا ريجيستر" إن التقنية مفيدة فقط في حالة عشوءة جميع الأشياء، وإذا ما وجد شئ لم يتم عشوءته، فإنه غالبا ما يبطل غرض التقنية. وأشار الباحث "دينو داى زافى" و "ريتش موجل" إلى أن آبل لم تجر تحسين ملحوظ على التقنية في نظام "سنو ليوبارد"، بالمقارنة مع نظام "ليوبارد". وقال الباحث ريتش موجل إن عشوءة موقع المحمل العشوائى لنظام تشغيل ماك داروين المعروف بأسم "dyld"، وهو مسئول عن تحميل جميع إطارات العمل والمكتبات الديناميكية وحزم "المكونات الإضافية" التي تحتاجها أى عملية كمبيوتارية، ليست بالمهمة السهلة، لكن آبل امتلكت فرصة لإجراء تغييرات على نظام تشغيل "سنو ليوبارد"، منذ أن جرى تحديث أجزاء مهمة عديدة في نظام التشغيل. وأضاف أنه مع عدم وجود تغيير في "dyld" فإن القرصان لديه خارطة طريق ليستمر في الهجوم على أنظمة التشغيل. وأضاف داى زافى أنه مع زيادة أعداد التطبيقات المبنية من أجل "سنو ليوبارد"، ربما تُصعّب على آبل إضافة تلك الخاصية فيما بعد. وزاد "ما يقلق كثيرين هو متى سيصدر التغيير وما مدى سرعته. فضلا عن ذلك، فإن النظام الجديد لم يجر تحسينات لبعض عروض الأمن، ومنها تقنية "DEP"، التي تمنع اختراق القراصنة لنظام التشغيل. وهناك نقطة ضعف محتملة وحيدة في عرض "DEP" الجديد، وهي أن أجزء عديدة في متصفح إنترنت سفارى لا تزال قابلة للكتابة والتنفيذ، مما يجعل اختراقها أكثر سهولة. ويجرى ترقية نظام "كويك تايم"، بحيث يتمكن المستخدمون من رؤيته بشكل أكثر وضوحا، وسيشمل تحسينات على بعض خدمات الكمبيوتر مثل تقويم iCal وجهاز خدمة "ويكي سيرفر." وأضافت آبل مكونات إضافية في خيارات قائمة "فاير وول" و"سفارى"، والتي يجري تشغيلها كعمليات منفصلة. وأوضح موجل أن ذلك يصعب بموجبه استغلال أخطاء إضافية في نظام التشغيل، غير أن داى زافى يخشى من احتمالية أن يسمح التغيير للمهاجمين بالاصطدام به اصطدام متكرر لا يمكن إدراكه من قِبل المستخدمين. كما لم يلحق بنظام تشغيل "سنو ليوبارد" حماية من البرامج الخبيثة، حيث تحذر في بعض الحالات المستخدمين في حالة احتمالية تنزيل ملف ضار.