بيت لحم: وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ،أبو مازن، قيام إسرائيل بالاعتداء على سفن "أسطول الحرية" ب"القرصنة" مشيرا إلى ان الهجوم الذي أسفر عن استشهاد 19 متضامنا يعد "جريمة دولة"، مؤكدا أن السلام لن يتم في ظل هذه الممارسات الإسرائيلية. ودعا عباس خلال كلمة له ،أمام مؤتمر الاستثمار الفلسطيني الثاني في بيت لحم الذي سيحمل أسم "مؤتمر الحرية" ،المجتمع الدولي إلى تشكيل لجنة للتحقيق في "المجزرة الإسرائيلية" ضد أسطول الحرية ، مشيراً إلى أن تصرف إسرائيلي هو "تصرف غبي ويتصف بالرعونة وعلى المجتمع الدولي أن يقول لإسرائيل كفى حصاراً وكفى سفكا للدماء". وطالب الدول العربية باتخاذ موقف عربي موحد من هذه المجزرة الإسرائيلية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها التي تجاوزت الشعب الفلسطيني لتشمل جميع دول المجتمع الدولي وكل مَن يتعاطف مع القضية الفلسطينية. وأعرب رئيس السلطة الفسطينية عن أمله في ألا يكون قرار مجلس الأمن طفرة وتنتهي بالشجب وإنما يجب أن يكون موقف أممي ضد الاعتداءات الإسرائيلية على المتعاطفين مع المجتمع الدولي. وأكد عباس: "إن إسرائيل تفرض حصاراً شاملا على غزة وعلى القدسالشرقية وجميع القرى والأحياء والمدن الفلسطينية". موضحا: "أن الشعب الفلسطيني يتعرض لهذه المجازر بشكل يومي وهو ما جعله يتعاطف مع المتضامنيين مع قضيته". ووصف عباس إسرائيل ب"الدولة الكارهة للسلام" ، مشيراً إلى أن إسرائيل كلما تقدم العالم خطوة نحو السلام تدفعه هي إلى الخلف للتنصل من استحقاق عملية السلام. وأضاف عباس: "أن كثيراً ما يطلبون بالتزام الجانب الفلسطيني بمفاوضات السلام بدون شروط مسبقة" ،موضحا أن وقف الاستيطان ليس شروط مسبقة وإنما هي وفقاً لخطة خريطة الطريق التي تنص على ضرورة وقف الاستيطان كاستحقاق لاستئناف مباحثات السلام. وأكد على أن إصرار السلطة الفلسطينية بوقوف الاستيطان كشرط لإستئناف المفاوضات لا تراجع عنه ، مشيراً إلى أن إسرائيل لن تسمع ولن تحترم القانون وأن السلطة لن تتراجع عن موقفها مهما كانت الضغوط. وتوجه عباس بالشكر لمصر لفتحها معبر رفح الحدودي كخطوة لرفع الحصار عن قطاع غزة ، كما توجه بالشكر للشعب التركي والحكومة التركية التي تساند القضية الفلسطينية. وأشاد بموقف المجتمع الدولي الذي انتقد السياسية الإسرائيلية في التعامل مع "أسطول الحرية" معرباً عن أمله بأن تكون إسرائيل اتعظت من موقف المجتمع الدولي والموافقة على رغبة المجتمع الدولي الذي يؤكد على حق الشعبي الفلسطيني في إقامة دولته على أراضي عام 1967. وأعرب عن أمله أن يؤدي هذا الموقف الدولي على الصعيد الفلسطيني الداخلي إلى إنهاء حالة الانقسام، مشيراً إلى أنه كلف منيب المصري بتشكيل وفد للذهاب إلى قطاع غزة والتفاوض مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لإنهاء حالة الانقسام. وطالب "حماس" بضرورة الانصياع لرغبة المجتمع الفلسطيني والشارع العربي والدول العربية وإنهاء حالة الانقسام وإعلاء مصلحة الوطن الفلسطيني فوق المصالح الفصائلية. وقال عباس: "إنه سيتوجه إلى واشنطن وسيجتمع بالرئيس الأمريكي باراك أوباما من أجل بلورة خطة نهائية للسلام" ، وتابع "أن السلطة الفلسطينية تريد وطن خالي من الأحقاد ويقضي على الإرهاب بالمنطقة". وأوضح أن السلطة الفلسطينية أصدرت قرارا بإلغاء جميع الاحتفالات حداداً على دماء الجرحى والشهداء الذي سقطوا على سفن أسطول الحرية مطالِباً بتنشيط الفعاليات. وفي معرض تعليق حركة حماس على تصريحات عباس ، انتقد فوزي برهوم القيادي في الحركة موقف الرئيس محمود عباس إزاء الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية ، مشيراً إلى أن دعوة عباس للمصالحة هي للاستهلاك السياسي والإعلامي. وقال برهوم في اتصال مع قناة "الجزيرة" الإخبارية: "إن حديث الرئيس عباس عن المصالحة هي فبركة إعلامية ومن أجل الاستهلاك السياسي والإعلامي ليس أكثر". وأضاف برهوم: "أن الرئيس عباس اشترط توقيع حماس لإنجاز المصالحة وهو ما يعني عدم المراوحة عن موقف السلطة الفلسطينية الذي ترفضه حماس لكون المصالحة لم تتضمن ما تم الاتفاق عليه في جولات الحوار بالقاهرة". وأعرب برهوم عن خيبة أمل تجاه موقف الرئيس عباس ، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني كان يتوقع من عباس اتخاذ موقف أكثر قوة من تلك التي أعلن عنها على غرار مواقف الكويت وتركيا وغيرها من الدول التي اتخذت ضد إسرائيل مواقف من شأنه جعل إسرائيل تفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي عمل جنوني مثل هذا من جديد. وطالب برهوم الرئيس الفلسطيني بوقف جميع أشكال التفاوض والتطبيع الأمني مع إسرائيل التي وصفها بالدولة الإرهابية. وشدد على أن حماس مع المصالحة وتستقبل كل وفود حركة فتح من أجل إنجاز المصالحة إلا أن جميع هذه الوفود ليس في جعبتها أي جديد وإنما تسعى لاستخدام الإعلام من أجل تشويه صورة حماس والإدعاء بأن السلطة الفلسطينية وفتح تسعى لإتمام المصالحة وحماس هي العائق. وقال: "إن حديث فتح والرئيس عباس عن المصالحة يتناقد مع أفعالها على الأرض"، مؤكداً أن السلطة تقوم يومياٌ باعتقال الآلاف من أنصار وقادة حماس في الضفة الغربية. على صعيد آخر، يرأس المبعوث الأمريكي إلى المنطقة جورج ميتشل، الوفد الأمريكي المشارك في المؤتمر الفلسطيني للاستثمار الذي بدأ أعماله في مدينة بيت لحم ويضم عدداً من المسؤولين ومن بينهم نائب وزير الخزانة نيل وولن والقنصل الأمريكي العام في القدس دانيال روبنشتاين، إضافة إلى رئيس العمليات في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ألونزو فولغهام. وكان الرئيس باراك أوباما أعلن ترؤس ميتشل للوفد الأمريكي إلى هذا المؤتمر. ويرتقب أن يجتمع ميتشل على هامش هذا المؤتمر مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لمناقشة مسار المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي .