أعربت منظمة "مراسلون بلا حدود " عن قلقها لما وصفته بتردي أوضاع الصحافة في الجزائر بعد مرور 50 عاما على استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي . وذكر تقرير صادر عن المنظمة ونشرت مقتطفات منه صحيفة "الخبر" الجزائرية الصادرة صباح اليوم السبت أن الصحفيين وإدارات الصحف يتعرضون باستمرار لضغوط اقتصادية وقضائية وأخلاقية ومادية فضلا عما يعانيه أصحاب مهنة المتاعب من مشاكل تقنية تتعلق بالتوزيع والطباعة.
ووصف التقرير "التعددية والاستقلالية الإعلامية في الجزائر" ب''الظاهرية'' حيث استدل معدو هذا التقرير بنموذج لشارع "ديدوش مراد "بالعاصمة حيث تتوفر الأكشاك على عدد كبير من الصحف مما يوحي ، حسب نص التقرير، بأن البلاد تنعم بحرية حقيقية إلا أن الواقع خلاف ذلك.
وبرر معدو التقرير حكمهم هذا بأن "الأكشاك المتواجدة في العاصمة تغص بحوالي 80 صحيفة يومية معظمها تصدر باللغة العربية إلا أنه يتعذر بناء على ذلك قياس وضع الصحافة وبشكل أعم وسائل الإعلام وحرية التعبير استنادا إلى عدد الصحف المتواجدة في نقاط البيع ، فضلا عن أن المنشورات الصادرة تصدر عن رجال الأعمال وترتبط بمصالح الدولة وأجهزة المخابرات، وهو ما دلل عليه تقرير مقرر الأممالمتحدة المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير الصادر في يونيو الماضي ، حسبما جاء في نص تقرير " مراسلون بلا حدود".
وأشار التقرير إلى ما تعانيه الصحف المستقلة منذ تسعينيات القرن الماضي مما وصفه بالممارسات الاحتكارية خاصة في مجالي الطباعة والتوزيع.
واتهم التقرير الحكومة الجزائرية بأنها تتخذ قرارات تعسفية بشأن الطباعة والتوزيع.
وذكر أن حق منح الإعلانات تحول إلى وسيلة سهلة تمكن الدولة من الخنق الاقتصادي للصحف ذات المحتوى الناقد، إلى جانب ''الإصلاحات الضريبية'' التي وصفت بالسلاح المروع الذي يسقط على أعناق أسر التحرير.