أكد رئيس بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام فى سوريا هيرفيه لادسو إن سوريا تعيش الآن حربا أهلية كاملة. وذكرت هيئة الاذاعة لبريطانية "بى بى سى" ان لادسو أبلغ عدداً محدوداً من الصحفيين راداً على تساؤل حول ما إذا كانت سوريا تعيش حربا أهلية "نعم نستطيع قول ذلك. فما يحدث هو أن الحكومة السورية فقدت جزءا كبيرا من أراضيها وعددا من المدن لصالح المعارضة وتسعى لإستعادتها".
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الثلاثاء ان الوضع يتدهور في العديد من اجزاء سوريا في وقت واحد، مع اشتداد القتال مما يحول دون تلبية كل الاحتياجات الانسانية على الفور.
وقالت اللجنة، ومقرها جنيف، ان المئات فروا هربا من اعمال العنف في حمص طلبا للامن في جوارها.
واعربت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن خشيتها من ان تكون روسيا ترسل الى سوريا مروحيات قتال.
وقالت كلينتون ان ادعاء روسيا بان الاسلحة التي توردها لسوريا لا علاقة لها بالقتال "غير حقيقي". مجزرة الحفة ومن جانب آخر، قال متحدث باسم المعارضة المسلحة إن مقاتلي الجيش السوري الحر انسحبوا يوم الثلاثاء من بلدة الحفة المحاصرة ذات ألاغلبية السنية تحت ضغط القصف من جانب القوات الحكومية.
وقال المتحدث سليم العمر هاتفيا من مدينة اللاذقية الساحلية التي تبعد 30 كيلومترا إلى الغرب من الحفة إن القصف الكثيف بمدفعية الميدان أجبر المئتي مقاتل الباقين الذين كانوا يدافعون عن الحفة على مغادرتها.
واضاف أن عدة آلاف من المدنيين تركوا في المدينة دون حماية من الميليشيات العلوية التي تحاصر البلدة.
في غضون ذلك، قال مراقبو الأممالمتحدة في سوريا إنهم تعرضوا لإطلاق نار لدى محاولتهم الوصول إلى مدينة الحفة بمحافظة اللاذقية.
وقال المراقبون إن حشوداً غاضبة كانت تقذف الحجارة والقضبان المعدنية منعتهم من الوصول إلى المدينة.
وكانت الولاياتالمتحدة قد قالت الاثنين إنها تتخوف من أن تكون الحكومة السورية تعد لمجزرة جديدة هناك.
ورداً على ذلك، اتهم مصدر بوزارة الخارجية السورية الولاياتالمتحدة بالتحريض على ارتكاب المجازر وبدعم المجموعات الإرهابية.
وقال مقاتلو المعارضة السورية في بلدة الحفة الواقعة غربي البلاد الثلاثاء إنهم يكافحون من أجل تهريب مدنيين محاصرين وسط قتال عنيف ويسعون إلى إيصالهم إلى داخل تركيا المجاورة.
فقد نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن ثلاثة من المعارضين السوريين قولهم خلال اتصالات هاتفية معهم إن مئات المسلحين الذين انضموا إلى الانتفاضة المستمرة ضد الرئيس السوري بشار الأسد منذ 15 مارس/آذار من عام 2011 يتصدون لهجوم بالدبابات وطائرات الهليكوبتر على بلدتهم الواقعة وسط سلسلة جبال قرب السواحل السورية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وقال المقاتلون إنهم أبعدوا المدنيين إلى مشارف البلدة مع بدء حصارها منذ ثمانية أيام، لكن هذه المناطق أصبحت الآن في مرمى النيران، قائلين "إن قوات الجيش والميليشيا الموالية للأسد تحاصر المنطقة".
ونقلت الوكالة عن مقاتل عرَّف عن نفسه باسم أبو الودود قوله: "كل بضعة أيام نتمكن من فتح طريق لإخراج الجرحى، ومن ثم استطاعت بعض الأسر الهروب أمس."
وبدأت الاشتباكات يوم الثلاثاء الماضي بين مقاتلي المعارضة وقوات الأمن التي تقيم نقاط تفتيش لتشديد قبضتها على البلدة ذات الموقع الاستراتيجي لقربها من ميناء اللاذقية وأيضا من الحدود التركية التي يستخدمها المعارضون لتهريب المواطنين والإمدادات.
وتحولت الاشتباكات سريعا الى هجوم من جانب قوات الأمن التي تقول إنها تلاحق "عصابات إرهابية مسلَّحة هاجمت الدوائر الحكومية وروذَعت سكان المنطقة."
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، إن 29 مدنيا و23 من مقاتلي المعارضة قُتلوا منذ بدء القتال في الخامس من يونيو/ حزيران الجاري مع الجيش والأمن الذين قُتل منهم 68 عنصرا وضابطا، حسب المرصد نفسه.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" أن عشرات الأشخاص قُتلوا وأُصيبوا في الاشتباكات مع المسلحين، ومن بين المصابين اثنان من قناة الإخبارية التلفزيونية السورية الموالية للحكومة.
وقد عبر كوفي عنان، المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، عن قلقه على السكان المحاصرين في الحفة، وطالب بالسماح فورا لمراقبي الأممالمتحدة بدخولها.
كما حذرت الولاياتالمتحدة من "مذبحة محتملة" بعد تقارير عن وقوع عمليات قتل جماعي في محافظتين قريبتين خلال الثلاثة أسابيع الماضية.
وفي وقت لاحق، قال ناطق باسم الجيش السوري الحر إن مسلحي الجيش انسحبوا من الحفة تحت ضغط القصف الحكومي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن الناطق قوله "إن القصف المدفعي المركز اجبر المسلحين ال 200 الذين كانوا يدافعون عن الحفة على الانسحاب،" مضيفا ان "عدة آلاف من المدنيين اصبحوا الآن تحت رحمة الميليشيات العلوية التي تحاصر البلدة.