أخذت المنافسة بين الفريق احمد شفيق والدكتور محمد مرسى باعتبارهما مرشحي الإعادة في الانتخابات الرئاسية شكلا مختلفا بعيدا عن الجانب الدعائي التقليدي متمثلا فى البوسترات واللافتات والمؤتمرات الجماهيرية التي تعرض البرامج الانتخابية والسيرة الذاتية للمرشح. وتسعى جبهتان منظمتان هما كوادر الحزب الوطني المنحل والمخضرم في طرق العمل التعبوي والفريق القوى المدعوم من جماعه الإخوان المسلمين ذات التاريخ الطويل فى العمل التنظيمي إلى كسب ود العدد الأكبر من الأصوات لصالح مرشحهما فى معركة الإعادة الحاسمة.
وبعد أن كانت العائلات ذات الثقل السياسي فى عهد النظام البائد تتصارع لمغازله الحزب الوطني -الحاكم سابقا –لحصد المقاعد فى الانتخابات البرلمانية أصبحت للمرة الأولى يدا واحده فى مواجهه مرشح الإخوان المسلمين,فراحوا يعقدون المؤتمرات ويغدقون من اموالهم الخاصه على المواطنين لصالح المرشح "احمد شفيق " والذى اعتبروه فرس الرهان لهم فى انتخابات الاعاده. اختبار صعب وقعت به العديد من العائلات المدللة لدى النظام السابق لاثبات قدرتها على رد الجميل حيث اتفقت كل من عائلات "الكيلانيه "و"القرشيه" فى ديروط مع "عائله مكى" و"السلينى "و"العلالمه"و"هريدى" فى البدارى وساحل سليم , و"اولاد محفوظ" و"اولاد ماضى " فى صدفا والغنايم ,"عواض ","ابو سيف " فى منفلوط و"عائله نظير" "آل عبد الرحيم"فى القوصيه , و"ابو عقرب "فى ابو تيج , و"بركات "فى مركز ابنوب على وضع خطط محكمه لتمكين "شفيق " من الوصول الى سده الحكم .
وقام عدد من أعضاء الوحدات القاعدية للحزب المنحل بكافة تشكيلاتها ونوابها وأعضاء المجالس المحلية باستقبال خبر خوض الفريق احمد شفيق جوله الاعاده بمزيد من الاحتفالات ونحر الذبائح والطبل والمزامير والزغاريد فى الشوارع وتوزيع حقائب المواد الغذائيه بعد ان تكللت جهودهم طوال الفتره الماضيه بالنجاح.
وترددت مؤخرا عده شائعات حول المنافس الشرس الفريق احمد شفيق تشيرالى ان هناك اتصالات واجتماعات عقدت فى مركز البداري ضمت قادة وأعضاء من الحزب الوطني المنحل ومدير الإدارة التعليمية في البداري للاتفاق حول استبعاد جميع المنتمين إلى التيار الإسلامي أو المتعاطفين مع المرشح الرئاسي محمد مرسي من العمل في اللجان الانتخابية خلال جولة الإعادة، وذلك في محاولة لتوجيه الناخبين للتصويت لصالح الفريق احمد شفيق أو تسويد البطاقات لصالحة إذا ما سنحت الفرصة, الا ان حمله المرشح نفت تلك الشائعات جمله وتفصيلا.
فيما علمت "محيط" من مصادر وثيقة الصلة بالكنيسة أن الأوساط القبطية بأسيوط تشهد حاليًا جدلاً واسعًا بسبب الاختلاف على دعم الفريق "أحمد شفيق" والدكتور "محمد مرسي" حيث تجرى المناقشات حول المرشح الأمثل للرئاسة الذى يخدم الدولة المدنية ,وأكدت المصادر ذاتها أن هناك انقسام بين الأقباط فى الفترة الأخيرة لدعم الفريق "أحمد شفيق" أو مقاطعة جولة الإعادة فى الانتخابات، نظرًا لتوجهاتهم المدنية الداعمة لمفاهيم المواطنة والحريات الدينية، معتبرين أن البعض وجه لهم اتهامات التبعية للنظام السابق، وأنهم يفضلون الفلول على الإسلاميين.
ومن جانبه نفى الأنبا باخوميوس- مطران اسيوط- أن يكون للكنيسة دور فى خوض "شفيق" جولة الإعادة من خلال حشد الأقباط لانتخابه معتبراً أن للمواطن القبطي حق اختيار الرئيس القادم الذى يمثل طموحاته، وليس من حق أي شحص أن يملي عليه رأياً,وأضاف أن الكنيسة لم تستقر حتى الآن على مرشح بعينه لدعمه فى جولة الإعادة، معتبراً أن المادة الثانية من الدستور هى الفاصلة فى القرار، لأنها تضمن للأقباط الاحتكام لشرائعهم وكتبهم المقدسة فيما يخص قوانين الأحوال الشخصية، مشيراً الى وجوب تحديد معايير فى من سيترشح للرئاسة، وتتلخص فى إيمانه الكامل بمدنية الدولة، وتفعيل مبدأ المواطنة وإقرار قانون دور العبادة الموحد، و قوانين الأحوال الشخصية لغير المسلمين، بالإضافة الاعتراف بالقومية المصرية، وتغليبها على القوميات الأخرى.
وفى سياق متصل اعلنت حركه امناء لكن شرفاء و رجال الاعمال ومشايخ الطرق الصوفيه بأسيوط مساندتهم "شفيق" خوفا من محاربه" مرسى" لهم فى حاله وصوله للرئاسه , كما اعلنت عده حركات مثل التراس حريه والتراس اهلاوى واتحاد شباب الغد و نقابه الفلاحين مساندتها " شفيق" .
ومن البديهى انه امام كل هذا الحشد من انصار المرشح الفريق احمد شفيق, الا يقف كل من الاخوان المسلمين و حزب الحريه والعداله مكتوفى الايدى ,حيث انطلقوا فى حملاتهم الدعائيه الداعمه لمرسى والمناهضه لشفيق من خلال فريق منظم وقوى فى القرى والمدن بطول المحافظه لكسب تأييد المواطنين وضمان اصواتهم فى ماراثون الاعاده .
حيث بدأ مؤيدو"مرسى" فى حملات طرق الابواب والمؤتمرات الجماهيريه و المعارض الخيريه و الحملات المضاده للمرشح المنافس من خلال التظاهرات المناوئه لوصول شفيق للحكم وتوزيع المنشورات وحمله تمزيق ملصقات المرشح المنافس فى االشوارع والميادين وعقد جلسات مع شباب القرى والمراكز وإقامة شاشات عرض "الداتا شو" فى المدن والمراكز .
فيما قامت الجماعه الاسلاميه والسلفيه باستدعاء جميع مسئولى مكاتبها فى المراكز والقرى لاجتماع طارئ لوضع خطط للتحرك والحشد للمواطنين ولأعضاء وكوادر الجماعة فى ربوع المحافظه لمساندة وتأييد الدكتور محمد مرسى، مرشح الإخوان المسلمين فى الإعادة.
ومن ناحية أخرى اعلن اتحاد شباب الثورة بالمحافظه اعتزامه الالتفاف حول مرشح الإخوان المسلمين لمساندته في جولة الإعادة فيما اكد اعضاء حمله الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح مرشح الاخوان المسلمين على اجرائهم اتصالات مع قوى سياسية أخرى في المحافظة لدعم محمد مرسى في مواجهة المرشح احمد شفيق .
وفى الوقت ذاته اشتعلت حرب الاتهامات والبلاغات بين حملتي "شفيق" و"مرسى" بأسيوط، وقام مسئولو الحملتين بتبادل تحرير المحاضر و اتخاذ كافه الاحتياطات الأمنية وتعيين حراسه خاصة ودروع بشريه أمام مقارهم الانتخابية بطول المحافظة.
وحرر الدكتور سيد عمرو عضو حزب الحرية والعدالة محضرا حمل رقم 1383 لسنة 2012 إداري ثان أسيوط ضد مسئول حمله الدكتور احمد شفيق بأسيوط يتهمه فيها بتمزيق لافتات حمله الدكتور محمد مرسى فى شوارع أسيوط والتعدي علي احد منسقي الحملة بالضرب وإحداث إصابات بهم.
وفى المقابل حرر بيتر فادى احد أنصار المرشح الفريق احمد شفيق محضرا ضد مسئول الحملة الإعلامية للدكتور محمد مرسى يتهمه فيها بنشر أخبار وشائعات مضلله تفيد بانسحاب الفريق شفيق من السباق الرئاسي نظرا لتطبيق قانون العزل السياسي الأمر الذي من شأنه التأثير على شعبيه المرشح قبل انتخابات الإعادة.