فهد الحجيلان : الفنان ينتمي للعالم لا لجنسيته الفنان السعودي فهد الحجيلان محيط – رهام محمود الفنان السعودي فهد الحجيلان يرسم منذ 24 عاما، ولد في مصر وانتقل للعيش والدراسة في السعودية، ولكن أعماله ظلت تحمل الروح والبيئة المصرية .. يقول الحجيلان : ولدت في بلبيس بمحافظة الشرقية، وعشت طفولتي هناك . ولم أكن أفكر في الجنسية لأننا في الوطن العربي واحد كلنا وعرب. أذكر في الطفولة لعبي بالفوانيس والألعاب الشعبية وتشجيع كرة القدم وقد عشت تفاصيل نكسة 67 ونصر 73 . الفنان السعودي فهد الحجيلان وفي الإبتدائية كان مدرس التربية الفنية يبهرني بإبداعه، حتى تمنيت أن أصير مثله، وكان يحضر لنا لوحات الرواد مثل محمود سعيد وسيف وانلي ومحمود مختار لنحاكيها ومنذ ذلك الوقت والفن يسكنني وبدأت أرسم على كل شيء يصادفني. حين توفى والدي سافرت للرياض بالسعودية وأكملت دراستي بمعهد التربية الفنية، وكان المدرسين من مصر، ولهذا لم أشعر بغربة، وأحاطوني برعايتهم . ومنذ ذلك الحين وأنا أعمل بتدريس الفن منذ نحو 20 عاما ، حتى تفرغت للفن التشكيلي عام 1999 . وفكرت في الإنتقال للمعيشة بجدة لأنها الأقدر على تسويق النشاط الفني، وعرضت أعمالي هناك بأتيليه جدة تحت إدارة الفنان الصديق هشام قنديل . البيئة المصرية يقول الحجيلان : كنت أستوحي أعمالي من التراث السعودي ولكن الأعمال لم تكن جيدة لأنني لم أعش طفولتي هناك، ومن هنا تركت لنفسي العنان ومع الدراسة أيقنت أن البدايات تؤثر كثيرا على الفنان ومرحلة الطفولة بالذات التي بمقدار قوتها تستطيع البناء، وأنا عشت طفولتي بمصر وزوجتي مصرية . عمل الحجيلان في الصحافة نحو 24 عاما، وهو يقول أنه يرسم اللوحة الصحفية بوصفها تجربة إبداعية وليس كأي رسام صحفي يرسم اسكتش . وبفضل تعلمه في المعهد على يد مدرس متمكن بالرسم الأكاديمي استطاع الحجيلان إتقان الإتجاه الواقعي، وكان لا يعجبه الأعمال الأخيرة لبيكاسو، ثم مع الوقت شعر أنه أكثر من خدم الفن وكسر القواعد التي تعوق عن التعبير، ومن هنا طور من أعماله في التقنية والموضوع واللون . كما حاول تأمل الطبيعة بشكل أكبر، وأن يكون صادقا في عمله حتى لو لم يعجب أحدا. وبسؤاله عن أكثر ما يلفت نظره بالبيئة المصرية، يرى الحجيلان أنها المرأة، وفي معرضه الأخير "عصفور البرد" رسم النساء اللاتي أثرن فيه في الطفولة ، مثل بائعة اللبن وصديقة الطفولة . وبخصوص الحركة التشكيلية السعودية يرى الحجيلان أنها وثابة ولكنها تفتقر للنقد ، وتخريج كليات الفنون لمدرسين وليس مبدعين عادة، وغياب أكاديميات للفنون رغم انتشار المواهب بالسعودية التي لا تجد مكانا ينمي تلك القدرات ، ورغم الدعم الكبير من خادم الحرمين للفن التشكيلي ولكنه ليس له مردود . وعن الحركة الفنية في مصر قال الحجيلان أن مصر بلد كبير ومليئة بالفنانين الممتازين، وبعضهم لا يأخذ فرصته كونه في الأقاليم، وتدفعهم الطبيعة المصرية للإبداع بثرائها من آثار ومتاحف وطبيعة، ويوجد لديهم فنانين رواد وحركة نقدية جيدة وحرية ، ولهذا فمصر يضاف لها السودان والعراق أكبر حركات للفن التشكيلي .