نظمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مؤخرا في المجمع الثقافي بأبوظبي أمسية شعرية للشاعر الفلسطيني المتوكل طه قرأ فيها مختارات من مراحل متعددة من تجربته الشعرية، وحضر الأمسية السفير الفلسطيني لدى الدولة وعدد من الشعراء والأدباء والصحفيين والمهتمين بالشعر الفلسطيني. وفي تقديمه للأمسية قال الشاعر الفلسطيني سامح كعوش كما نقلت عنه صحيفة "الاتحاد" الإماراتية "تجربة الشاعر المتوكل طه تشبهه كثيراً، هي ممتلئة ممتلئة"، وقرأ سيرة حياة المتوكل طه 1958 في قلقيلية بفلسطين والحائز على درجة الدكتوراه في الآداب والرئيس السابق لاتحاد الكتاب الفلسطيني 87-1995، والذي أسس بيت الشعر وقد أصدر 15 مجموعة شعرية منها "مواسم الموت والحياة" و"فضاء الأغنيات" و"قبور الماء"، وقد كتب في النثر "عباءة الورد" و"طهارة الصمت" و"كشكول الذهب". ثم استهل المتوكل طه أمسيته بقراءة نص نثري أهداه إلى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فقال المتوكل طه واصفاً أنه "له قلب صاغه الخالق من رحمته" ، واختتم المتوكل طه أمسيته بقراءة قصيدة جديدة له. نقرأ من قصيدته "القدس" : من ساحلِ البحرِ حتى قُدْسِ أَقْداسي تمتدُّ شمسي وأشجاري وأعراسي هنا القبابُ على الآفاقِ ساجدةٌ بِتبْرِها وهناك الموجُ بالماسِ هنا تُشرَّعُ خيلُ اللُّهِ أجنحةً ويعتلي حمأةَ البُركانِ مِتْراسي ويرْجِعُ العيدُ في المحرابِ إنْ صَدَحتْ مآذنُ القُدسِ في ميلادِ أجراسي هنا الشَبَابيكُ والحِنّاءُ في يدها يُضَوِّعُ السّهلَ من عكّا لطوباسِ هنا العروسُ على الإجلالِ إن رُفِعَت بها الهوادِجُ من حيفا لأَرْطاسِ هنا حُقولي، وموَّالي على نَهَرٍ يجري على شجنٍ حادٍ لآماسي كتبتُ عُمري على زيتون دمعتنا فأزهرت في يراعي شمسُ أطلاسي يا أرضَ كنعان إنَّ الليلَ مُتَّصِلٌ فَأَرْجعي لدروبِ الفتحِ أفْراسي ووحّدي الأَهلَ، كادَ الضدُّ يقتُلني هذا كُلَيْبٌ وهذي أُختُ جسّاسِ وتلكَ داحسُ والغبراءُ قد بُعِثَتْ مع البسوسِ، على رِجْسٍ وَوسْواسِ وهذهِ في رُبى صِفّينَ قد جَمعَتْ أبناءَ عَمّ ٍ على نابٍ وأضراسِ فأوقفي غَبشَ الأحقادِ آن لنا أنْ نُفْرِغَ الكاسَ، إنّي أُترِعَت كاسي أنا اٌبنُ عبدِ مَنافٍ حينِ تندهُني فيستجيبُ عليٌّ وآبنُ عبّاسِ والفاطميون أخوالي إذا هَدَلتْ أُمّي، يكون جميعُ القوم جُلاّسي وآلُ أيّوبَ مَنْ جاءوا على فَرَسٍ فَراقَصَ الشَِّعرُ شِرياناً بِميّاسِ وكان في حانةِ الخَيّام مَنْ ذُهلوا بليلةٍ مَزَجَتْ خمراً بِنَوَّاسِ يا آورَ سالمَ مُدّي خافقيكِِ لنا كنورسٍ في سما جَمْري وأَقْباسي وحاولي أنْ تَدُفّي مثلَ عاصفةٍ فلم يصل جارحٌ لولا آبنُ فِرْنَاسِ هذي عباءَتُكِ الشقراءُ سابحةٌ في الغيم تهمي وروداً فوق أقواسي ويهتف النَخْلُ في الريحِ التي عَبقت خُذْني لبيّارةِ الليمونِ والآسِ يبوسُ! قد فَهَقَتْ في الشاطئين لنا نارٌ تُضيء ذُرى يافا وعِمْواسِ أنا العروبَةُ والإسلامُ، عارمةٌ مراكبي، وعلى الراياتِ نبراسي أنا الشآميُّ والنيلُ الذي عرِفوا .. واٌبنُ العراقِ وكلُّ الخَلْقِ مِن ناسي أنا البدايةُ والطينُ الذي آشتعلتْْ به النجومُ، فذابَتْ فوق أنفاسي أنا المحيطُ، وسدُّ الماء إِنْ عطشت هذي المجرّاتُ، والآوراسُ آوراسي والأبجديةُ كانت بعضَ ما نَطَقتْ به حروفي، فكان البرقُ كُرّاسي أنا السفائنُ من قرطاج إنْ مَخَرتْ على الضفافِ، وحقلي باذخٌ راسي أنا القناديلُ، لا فجرٌ سيشرق في هذا الزمانِ، سوى من زيتِ قرطاسي أنا المناديلُ قد فَاحَتْ بِسوْسَنها كأنها صفحةٌ من زَهْر نِرْساسِ أنا الشَقائقُ في الياقوتِ إنْ شَهقت رمّانةُ الجُرحِ من رَمْيات قوّاسِ أنا النيازكُ إصباحٌ على ظُلَمٍ وَيُورقُ الصُبْحُ في إشراقِ أغراسي أنا الملاحمُ والفرسانُ صاعدةٌ إلى الأساطيرِ ميداسٌ لميداسِ أنا زفافُ طيورِ البحرِ إنْ غنجت ريشاتُها أشعلت ناراً بأمواسي هنا الرسائلُ لا تفترُّ جملتُها شيخي ينادي على حَبْري وشمّاسي هنا السلامُ على العدلِ الذي نَشَدوا تاجُ السنابلِ يحنو فوق دَرَّاسِ أنا معلّقةُ الصحراء باقيةٌ ما دام سِحْري على حِبْري وأطراسي أنا المدائنُ من صَنْعا إلى حلبٍ وهي الحضارةُ من نجدٍ لِمِكْنَاسِ أنا عروسُ عبابِ الشّهدِ في بلدٍ يمتدُّ من أخمص المرجانِ للراسِ أنا يبوسُ، وهذا إسمُ عاشقةٍ لجنّةٍ جمعَتْ نايي وقُدّاسي أنا على شَفَةِ الدّنيا إذا اٌبتسمت وخافقي وترٌ من عهد حُوراسِ أنا البراقُ، فمَنْ يرقى إلى نَسَبي دربي السماءُ وزادي ملءُ أكياسي فتحتُ بابي على العشاقِ فاجتمعوا حولي؛ الحجازيُّ والنوبيُّ والفاسي قدّمتُ مائدةَ الأنوارِ فامتلأت كأسُ الرؤى بالرّضا .. من جَمْرةِ الطّاسِ يا قُدْسُ! هذا دمي الورديُّ فاغتسلي وهذه عاصفاتي تحت أرماسي ورمحُ حرّيتي يهتزّ إنْ رهَجتْ فيه النّجائعُ سيلاً فوقَ أتراسي يا إيليا المجدِ! هذي قنطراتُ أبي تعلو على ما بَنَوْا شكلاً بمقياس وهذه شعلةُ الإيمان طالعةٌ على اللّواوين ترمي وَجْهَ خَنّاسِ وكم رمينا وراءَ السُّورِ مَنْ نَفَثوا قوماً لقومٍ وأجناساً بأجناسِ غداً نكونُ، ويبدو السفحُ خابيةً من الصغارِ .. تُغَنّي فوق أكداسي ويرقصُ الطيرُ مذبوحاً على وَلَهٍ كأنهم عَلَّقوا قلباً بِمِنْسَاسِ إني أُحّبكِ يا قُدْسَ البلادِ هوىً يفوقُ دَفْقةَ أضلاعي وإحساسي فكلّما ذكروا عينيكِ، سيدتي أرى الفراديسَ في مرآةِ أحْدَاسي يا اٌسمَ الشقائقِ والريحانِ،عابثةً به الفراشاتُ أُنْساً فوق إيناسِ يحبّ وجهَكِ ذو نبضٍ وقد هتفت له الجدائلُ في أقمار وَنّاسِ والقافلون على التلاّت إنْ عَطِشوا يكون بدرُ الليالي الطَّاعِمَ الكاسي والقادمون على الأفياء إنْ حضروا حَلّوا ببيتٍ بلا سقفٍ وأمْراسِ فَبَيْتُهم كلُ هذا الفيضِ ثابتةً أرْكَانُه دون أحْجَارٍ وكَلاّسِ لأنّه بيتُ مَنْ كان السحابُ لهم بيتاً، أقاموه بالإيثارِ والباسِ يعزُّ ياقدسُ أنْ تبكي على كتفي والأنبياءُ على أعتاب نَخّاسِ يعزُّ، لكننّا بالحقَّ نُرْجِعُها قُدْ ساً تقولُ: هنا أهلي وحُرّاسي