أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن ضغوطا كبيرة تمت ممارستها من قيادة حركة فتح على الرئيس محمود عباس ادت لاتخاذ قرار باقالة ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من الاشراف على الاعلام الرسمى الفلسطينيى ،الا ان عباس قرر تأجيل التوقيع عليه والايعاز لعبد ربه بتقديم استقالته. ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن المصادر ان فتح نجحت بالاطاحة بعبد ربه واجبرته على الاستقالة من منصبه كمشرف عام على هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني، وانه قدم استقالته مساء الثلاثاء بشكل رسمي لعباس، متحاشيا الاقالة التي انتظرت في درج مكتب عباس لاكثر من اسبوعين على حد قول المصادر.
وكانت مصادر في فتح قد اعلنت قبل شهر صدور قرار رئاسي يعفي عبد ربه من المهام الادارية في الهيئة والاعلام الوطني، الأمر الذي نفاه في حينه عبد ربه.
وكان المجلس الثوري لحركة فتح اوصى في اجتماعه الاخير باقالة عبد ربه وتكليف شخصية من فتح بالاشراف على الاعلام الرسمي الامر الذي لم ينفذ، في حين شرعت نقابة الموظفين الحكوميين التي يقودها بسام زكارنة عضو المجلس الثوري لفتح مؤخرا بالمطالبة بشكل علني ورسمي باقالة عبد ربه بذريعة انه يكمم الافواه ويمنع وسائل الاعلام الرسمية من تغطية نشاطات نقابة الموظفين الحكوميين واخبارهم، وفرضه حظرا على العديد من الشخصيات الفلسطينية من الظهور على شاشة تلفزيون فلسطين.
وعلمت "القدس العربي" من مصادر فلسطينية في مكتب الرئاسة الفلسطينية بان هناك مجموعة من الاسماء تم ترشيحها لخلافة عبد ربه، جميعهم من المنتمين والموالين لحركة فتح، مشيرة الى ان رياض الحسن مدير وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" من كوادر حركة فتح هو الاوفر حظا لخلافة عبد ربه في الاشراف على الاعلام الرسمي.
ويحظى الحسن بقبول واسع من قبل مركزية حركة فتح التي اعترضت بشدة في الفترة الأخيرة على وجود عبد ربه كرئيس للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
وحرم عبد ربه الذي لم يكن يتوقع أن تسير الأمور على هذا النحو وفي اللحظات الأخيرة من رئاسة الوفد الفلسطيني المتجه لتايلاند، للمشاركة في مؤتمر الإذاعات الآسيوية، في آخر مهمة عمل كانت ستكتب له لو تأخر طلب التخيير فقط ليوم واحد.
ويفيد مطلعون أن عبد ربه كان يشعر بقرب صدور قرار رئاسي بإعفائه من منصبه، بعد الأنباء التي سربها مسؤولون مقربون من الرئيس عباس قبل شهر، لكنه لم يسارع لتركه على أمل انتهاء الخلاف مع الرئيس الذي بدأ في سبتمبر/ايلول الماضي عندما تم تقديم طلب للحصول على عضوية لدولة فلسطين، وتعزز حين رفض عبد ربه المشاركة في الوفد الفلسطيني الذي سلم يوم 17 من الشهر الماضي رسالة القيادة الفلسطينية لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.
ولم يصدر الرئيس عباس الذي وقع على قبول طلب الاستقالة، قرارا آخر لغاية اللحظة بتكليف مسؤول جديد لهذا المنصب، ما فتح الباب أمام العديد من التكهنات.
وردد مسؤولون في فتح أحد الأسماء التي شغلت في وقت سابق مهام رفيعة في مجال الإشراف على ملف الثقافة في الحركة وفي السلطة الفلسطينية لتولي المنصب.
لكن المعلومات المؤكدة تشير إلى ان المقربين من عبد ربه الذين عينهم على رأس مؤسستي الإذاعة والتلفزيون سيكونون خارج نطاق المنافسة على المنصب، بل يذهب البعض إلى أن المسؤول الجديد الذي تنادي فتح أن يكون من أحد مسؤوليها سيعمل على إبعاد رجال عبد ربه من منصب القيادة من المؤسسة الإعلامية الفلسطينية.