* المثقفون إلى الرئيس: لست ملهماً وصلاحياتك ليست "إلاهية" والشعب لن يسمح لك بالاستبداد * المثقفون للناخبين: لا تتأثروا بالشعارات الدينية..وأصواتكم ليست سلعة
كتبت - سميرة سليمان
يبدأ غداً الأربعاء التصويت في الانتخابات الرئاسية، التي تعد أولى ثمار ثورة 25 يناير ليختار الشعب المصري رئيسه بحرية كاملة، بعد ثورة عظيمة شهد له بها العالم وأطاحت بنظام جثم بفساده على صدور المصريين، ومنعهم من استنشاق نسيم الحرية لعقود طويلة.
ولأن الجماعة الثقافية هي جزء أصيل من نسيج المجتمع، توجههنا إليهم وسألناهم عمّا يريده كل منهم من الرئيس القادم، وطلبنا منهم توجيه رسائل تلغرافية قصيرة إلى رئيس مصر، وإلى الناخبين الذين سيقفون غداً أمام صناديق الاقتراع لتحديد مصير مصر في مشهد تاريخي نادر، فماذا قالوا؟.
طالب وزير الثقافة دكتور صابر عرب الرئيس القادم بأن تكون الثقافة جزءا كبيراً من برنامجه، باعتبار أن الثقافة هي التي أكسبت مصر دورها الرائد على المستوى الإقليمي والدولي، وأن يعنى بالتعليم لأنه القاطرة التي ستدفع المجتمع للتقدم.
كذلك يطالبه الوزير بأن تكون مصر دولة مؤسسات بالمعنى القانوني والإنساني، وأن يكون العدل أساساً لسياسته، وينحاز إلى الطبقات المتوسطة والفقيرة، وأن يكون معنياً بذوي الاحتياجات الخاصة لأن أعدادهم غير قليلة في المجتمع.
ويرجو الوزير الناخبين ألا يدلوا بأصواتهم تحت تأثير دوافع فئوية، وأن يختار الناخب الرئيس وفق قواعد موضوعية، وألا يتأثر الناخب بالدعايات التي تقحم الدين في السياسة.
من جانبه أكد محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين المصريين أن مطالبه من الرئيس القادم تتمثل في ضرورة تحقيقه لأهداف الثورة، والسعى لاستقرار مصر، والعمل على أن تصبح مصر دولة مدنية عصرية.
ويطالب الرئيس القادم بإدراك أن شرط تحقيق التنمية هو البدء بالثقافة التي ستخلق مواطناً واعياً يمكنه تقبل وصناعة خطط التنمية، وعليه كذلك استعادة دور مصر الثقافي عبر الاهتمام بقوتها الناعمة وأولى مفردات هذه القوة هو الكتاب، الذي يتعين على الرئيس القادم إعفاء كل مستلزمات إنتاجه من الجمارك لازدهار صناعة النشر من جديد.
قال دكتور صلاح الراوي الأستاذ بأكاديمية الفنون أنه يتعين على الرئيس القادم معرفة أنه ليس ملهماً من السماء، إنما هو معبر عن رؤيتنا كشعب، وأننا أتينا به للعمل لا ليحكم شعباً هو بالضرورة أكبر منه ومن أي لرئيس، وعلى الرئيس أن يعي في كل لحظة أنه عرضة للحساب والمساءلة، وانه لم يرث بلداً وشعباً إنما هو فرد من البلد، يعمل في إطار دستور وقانون ومؤسسات هو منها وليس فوقها.
كذلك يطالب الراوي الرئيس القادم باحترام تاريخ الشعب المصري، بكل ما يمثله هذا التاريخ من قيم حضارية عليه أن يبني في إطارها لا أن يخصم منها.
فيما يتعلق بالشأن الثقافي يرى الراوي ضرورة أن يكون الرئيس القادم واعياً بمعنى الثقافة وإدراك أنها المحرك الحقيقي لأي مجتمع من المجتمعات، وإلا أصبح هو والعدم سواء، فالثقافة ليست هي المسرح أو السينما او القصيدة والقصة، إنما كل هذه نظائر وتجليات الثقافة بمعناها الحقيقي وليس لأي رئيس أو لأية سلطة أو نظام أن ينظر للثقافة على أنها هامش، بل هي جوهر ومتن الوجود الإنساني، وهذا كله لابد أن يتجلى في استراتيجية وخطط وبرامج وليس في شعارات تصوغها النخبة على هواها إرضاءً للسلطة.
ويخاطب الناخب قائلاً أن عليه مراعاة ضميره، وصالح حاضره ومسقبله ومستقبل أبنائه وكرامة وطنه، وألا ينخدع بأكاذيب الشعارات الدينية أو غيرها ويصوت لمن يحترم برنامجه.
تطالب الشاعرة فاطمة المرسي الرئيس القادم بإعادة الأمن سريعاً إلى شوارع وربوع مصر، نظراً لما يترتب عليه من استقرار اقتصادي، وتحسن في المستوى المعيشي، والانتهاء من وضع الدستور الذي تصفه بأنه العقبة في طريق الرئيس القادم لعدم الانتهاء من وضعه إلى الآن، ومن ثم ينتخب الرئيس دون معرفة صلاحياته أو نظام الدولة التي يتولى مقاليدها.
كذلك ضرورة الانتهاء من وضع قانون الحد الأدنى والأقصى للأجور، وتطالبه أيضاً بتطهير المؤسسات من الفساد الذي ازداد مؤخراً بشكل أكبر مما كان في عهد النظام السابق، بسبب غياب الأمن وانشغال الحكومة بالاضطرابات وعدم الاستقرار في مصر.
كذلك ترى الشاعرة أن الرئيس القادم عليه الاهتمام بالملفات الخارجية الشائكة مثل ليبيا والسودان ودول حوض النيل، وفيما يتعلق بالشأن الثقافي ترى المرسي ضرورة الاهتمام بوزارتي التعليم والثقافة، فضلاً عن ضرورة الاهتمام بمستوى المبدع المصري، والارتقاء به، وتطهير الاتحادات والنقابات من الفسدة والمفسدين وأشباه المثقفين، وأن يعيد لمصر دورها الريادي الثقافي من جديد في المنطقة.
ووجهت الشاعرة رسائل تلغرافية إلى الرئيس القادم تحذره فيها من الانفصال عن شعبه، أو الابتعاد عن مشكلات القاعدة العريضة من الشعب.
وتقول الشاعرة للناخبين قبل ذهابهم إلى صندوق الاقتراع أن الشعب المصري قام بثورة عظيمة وأولى ثمار تلك الثورة هو انتخاب رئيس، وعلينا ألا نفسد الأمر وأن نعيش فرحة الانتخابات، ولا نفرط في صوتنا لأنه سيساهم في تغيير شكل مصر، والابتعاد عن الاستمالات الدينية والمالية التي تساهم في انتخاب من لا يصلح.
وتدعو الشاعرة إلى تقبل نتيجة الانتخابات دون التعصب لاسم أو حزب، وأن نعتاد على النظر للأوراق وبرامج الانتخاب وليس إلى الأسماء.
قال الشاعر والناقد الكبير شعبان يوسف أن الانتخابات الرئاسية تأتي بعد أن عانت مصر أشكالاً من الظلم وصل ذروته في عهد الرئيس المخلوع مبارك، ومن ثم نحتاج إلى رئيس لا ينحاز لفئة على حساب أخرى أو تيار على حساب تيار آخر، نحتاج إلى رئيس يرسي قاعدة "العدل أساس الملك"، فالشعب المصري يتطلع إلى العدل، بالإضافة إلى ضرورة وجود برنامج قوي يلتزم الرئيس بتنفيذه، فمصر لا تحتاج إلى رئيس "أسطورة" أو يتحلى بالكاريزما، على قدر احتياجها إلى رئيس ذو برنامج يستطيع إقالة مصر من عثراتها، ويحقق العدالة الاجتماعية ويضمن حرية الاعتقاد والفكر، وألا نرى بمصر جوعى بعد الآن.
لم تقتصر مطالب الناقد شعبان يوسف من الرئيس القادم على ذلك فقط، بل امتدت لتشمل ضرورة تأمين حياة كريمة للمواطنين تعيد لهم أنفسهم، بعد أن أصبح الشعب المصري كما يصفه يوسف "كما الأيتام على موائد اللئام"، فالمصري أصبح يرغب في ترك مصر والمخاطرة بحياته بحثاً عن مكان آخر غير بلده.
وينصح الناخبين بضرورة اختيار مرشح ينتمي للمستقبل ولا ينتمي للماضي، لأن صوت الناخب الآن لم يصبح ترفاً بل هو ضرورة يجب أن يذهب لمن يستحق.
"أن يعمل على تماسك الوطن وتحقيق الوحدة الوطنية" هذا هو المطلب الأهم في رأي المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي الذي يتعين على الرئيس القادم أن يسعى لتحقيقه، كذلك أن يهتم بتحقيق العدالة الاجتماعية، لأن هذا سيؤدي إلى تماسك المجتمع بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام باستراتيجية الأمن القومي خصوصاً فيما يتعلق بدول نهر النيل.
فيا يخص الشأن الثقافي عليه الاهتمام بالتعليم الذي أصبح قائماً على الحفظ والتلقين، والمساعدة على إخراج جيل مرتبط بالتفكير، كذلك ضرورة الاهتمام بالمعلم وتكوينه جيداً، لأنه ضلع أساسي وشريك رئيس في المنظومة التعليمية ولن يتم إصلاح لها دون الارتقاء بمستوى المعلم.
وينصح المؤرخ الرئيس القادم بالابتعاد عن الحاشية، واكتشاف كلمات النفاق مبكراً وألا يطرب إليها، وعليه كذلك ألا يعزل نفسه بين الأوراق بل ينخرط في الشارع ويستمع للشعب.
أما كلمته إلى الناخبين غداً تتلخص في ضرورة الحرص على اختيار رئيس يعمل على وحدة الوطن وإنقاذه من المشكلات الاقتصادية التي تجعل المواطن بعيداً عن السياسة وأمور الحكم، على الناخب إذاً ان يختار بعقله وليس بعاطفته الدينية أو غيرها، وأن يعلي مصلحة مصر.
من جانبها قالت الناقدة هويدا صالح نحتاج لرئيس يكون لديه رؤية اقتصادية واضحة تنهض مصر وتخرجها من دائرة الاقتصاد الريعي الهش والديون وانتظار المنح والقروض إلى اقتصاد قوي يعيد استغلال إمكانيات مصر البشرية والمادية . نحتاج لرئيس يكون لديه رؤية واضحة لسياسة مصر الخارجية وعلاقاتها الإقليمية والدولية، ويحدد موقفه من محيطنا الإقليمي ومن اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني الذي هو عدو بالضرورة، ولم ولن تحوله اتفاقية كامب ديفيد لصديق أبدا وخاصة أنها اتفاقية أخضعت مصر وشعبها ولم تحقق سلاما عادلا أبدا .
نحتاج لرئيس يحدد موقفه من المهمشين والعمال والفلاحين والطبقات الدنيا المظلومة والمنسية منذ عقود، رئيس يحقق العدالة الاجتماعية ويطبق الحد الأدنى والأقصى للأجور، نحتاج لرئيس يعمل بشكل واضح على تطبيق القانون ولا يترك البلاد والعباد نهبا للفوضى وغياب القانون .
وتقول الناقدة أن نصيحتها لمن سيذهب للانتخاب أولا أن يضع مصلحة الوطن أمام عينه، مخاطبة الناخب: ".. أنت في مصر بعد ثورة كرامة فلا تدع أحد المرشحين يعتبر صوتك سلعة قابلة للشراء، هذه إهانة لك كإنسان، أن يصبح لك سعرا فهو إهانة حقيقية"."
يطالب الروائي حمدي الجزار الرئيس القادم بتحقيق أهداف الثورة المصرية كاملة غير منقوصة، ويبدأ بالعدالة الاجتماعية، وضمان كل الحريات الإنسانية التي ينطوي تحت لوائها حرية الفكر والإبداع والرحيات السياسية والكرامة الإنسانية المتمثلة في استقرار الدولة المصرية، وانتهاء عهد التبعية للدولة الأمريكية العظمى.
كذلك يطالب الرئيس القادم بإعادة محاكمة المتهمين بقتلة الثوار، وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد، وغعادة الموال والثروات المنهوبة والمهربة إلى الشعب، كذلك عليه فور توليه البدء في خطة تنمية شاملة لمصر.
وبعث الجزار إلى الرئيس القادم رسائل قصيرة مفادها أنه لن يكون ملهماً، ولن يوضع في أية مكانة "مقدسة"، أو يمتلك صلاحيات "إلاهية"، لأنه باختصار سيصبح موظفاً لدى الشعب يعمل على رفعته والارتقاء به.
من جانبه قال الناقد الكبير الدكتور عبدالمنعم تليمة أن الرئيس القادم مطالب بالقضاء على نظام التخلف والجمود الذي عايشته مصر ووصل ذروته في عهد الرئيس المخلوع مبارك، مؤكداً أن المرشحين جميعهم ينتمون إلى النظام البائد، بمعنى أنهم أصحاب رؤى متخلفة تصلح للفترة العثمانية وليس مصر الحالية، معلناً أنه سينتخب رئيس ينتمي إلى ميدان التحرير.
ويطالب تليمة الرئيس القادم بوضع خريطة جديدة لمصر فنحن نعيش فقط على 8% من أرضنا فقط، كذلك القضاء على مشكلة الفقر وتوزيع الثروة، لن مصر لم تستثمر قط ثروتها، سواء الصحراوية اوالمائية، فشواطئ البحرين الأبيض والمتوسط غير مستغلة، كذلك الاهتمام بالطاقة لأننا من الدول القليلة في العالم التي لدينا طاقة المستقبل وهي الشمس، وعلينا استغلال ذلك لتكون مصر من الدول الأوائل في هذه الطاقة.
وللناخبين أقول – يواصل - أن هذه اللحظة بالغة الخطورة ومصير مصر يتوقف على قرارك أنت أيها الناخب، فخذ قرارك متطلعاً إلى المستقبل وليس الماضي.
طالب الروائي الشاب طارق إمام الرئيس القادم بأن يقدم مشروعاً حقيقياً للعدالة الاجتماعية، وأن يوفر غطاء حقيقي للتأمين الصحي يشمل كل المصريين، وأن يصلح التعليم.
وينصح الناخبين بانتخاب برنامج لا شخص، مخاطباً الناخب قائلاً: "تذكر انك تنتخب رئيساً لمصر وليس مفتياً أو واعظاً فهو رئيس لكل المصريين وليس لفئة أو جماعة منهم"، ومن ثم على الناخب أن يختار الرئيس الذي يحقق مصالحه بشكل عام، وليس مندوباً إلاهياً.